رغم هيئته الكلاسيكية وملامحه الهادئة التي حصرته في بداية مشواره الفني في الأدوار الرومانسية، إلا أنه تمرد وتحرر من رداء هذه النوعية من الأدوار، ونجح في أن يثبت للمنتجين والمخرجين أنه فنان متعدد المواهب قادر على التلوّن في أكثر من شخصية، إنه الفنان هاني سلامة الذي كلما أطل على جمهوره يؤكد أنه مازال لديه مزيد من الشحنات الفنية.
لست مغروراً
ماذا تقول لمن يتهمونك بالغرور؟
لا تحكموا على شخص إلا بعد معاشرته والتعامل معه عن قرب، دائماً ما يسيء الأشخاص الحكم على شخصيتي بطبيعة شكلي أو هدوئي؛ لأنني لا أتحدث كثيراً في المناسبات الاجتماعية، ولكن هذا لا يعني أنني شخص مغرور، والمقربون مني يعلمون ذلك جيداً.
تتلمذ هاني سلامة على يد المخرج يوسف شاهين، المعروف بأفلامه الصعبة المثيرة للجدل، فتعلم منه مبادئ الفن السليمة التي صنعت منه فناناً محبوباً في قلوب جماهيره.
يختار هاني أعمالاً تحترم عقول المشاهدين، وهذا العام أطل على جمهوره بشخصية مركبة في تكوينها للمرة الأولى، في ثوب مريض نفسي ليطرق أبواب الدراما النفسية للمرة الأولى في مشواره الفني.
اعتمد في شخصية «هادي» التي يجسدها في مسلسله الجديد «قمر هادي»، والذي عرض في رمضان الفائت على الفضائيات على أدائه الذي يجمع بين العمق والبساطة. فعلى الرغم من صعوبته وتشابك خطوطه الدرامية، إلا أنه تصدر المشهد الرمضاني ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا الحوار، حاولت «سيدتي» كشف الألغاز التي يدور حولها مسلسل «قمر هادي» وطقوس هاني في شهر رمضان. إليكم نص الحوار...
المسلسل في مجمله صعب، ألم تخش من عدم تقبل الجمهور لفكرة التشويق والإثارة التي يدور حولها العمل في الموسم الرمضاني؟
القلق مطلوب وهو صحي، ولكن على الفنان أن يكون متجدداً دائماً، لا يقف عند شخصية معينة أو شكل معين، لا أنكر أنه انتابني القلق في البداية، وفريق العمل كذلك كان متخوفاً، لكننا كنا حريصين في البداية على تقديم تجربة جديدة ومختلفة، بعيداً تماماً عن ملامحي وشخصيتي التي اعتاد عليها الجمهور في الأفلام والمسلسلات.
وكيف ترى ردود الأفعال الإيجابية التي جاءتك عن المسلسل؟
ردود الأفعال أسعدتني كثيراً، وفاقت توقعاتي، فنجاح العمل وتقبل الجمهور للفكرة يعكس ذكاء المشاهد، وتعطشه للتجارب الجديدة القائمة على الإثارة والتشويق.
التشويق والألغاز
المسلسل يضم العديد من الألغاز التي حيرت المشاهد وأرهقت ذهنه. هل كانت مقصودة؟
أجاب ضاحكاً، المسلسل يعتمد على عنصري التشويق والإثارة، فقد تعمد المخرج رؤوف عبد العزيز على وضع الألغاز لإثارة عقل المشاهد ولفت انتباهه وخطفه للعمل، وجعله عادة روتينية في شهر رمضان.
ولكن أحياناً قد تؤدي الألغاز الكثيرة في العمل إلى نتائج عكسية؟
رؤوف عبد العزيز مخرج كبير ويدرك ما يفعله، فهو يعرف متى يضع اللغز الخاص به لزيادة جرعة التشويق والإثارة لدى المشاهد، ومتى يحدّ منها حتى لا يُصاب المشاهد بالملل والرتابة، وخير دليل الأصداء الإيجابية التي حققتها الحلقات الأولى من العمل.
تقدم شخصية صعبة ومركبة في المسلسل. كيف استعددت للشخصية؟
أنا من الفنانين الذين يهتمون بكل تفاصيل الشخصية سواء في الملابس أو «اللوك» أو اللهجة، «هادي» في المسلسل شخصية مركبة، وهذه النوعية من الأعمال بالفعل تتطلب مجهوداً مضاعفاً.
لست بحاجة إلى طبيب نفسي
هل استعنت بطبيب نفسي لتجسيد هادي؟
لا؛ لأن الورق الذي كتبه المؤلف إسلام حافظ تناول تفاصيل الشخصية بدقة شديدة، لذا شعرت بأنني لست بحاجة إلى طبيب نفسي.
عملت مع كبار المؤلفين ألم تر أنها مجازفة منك في قبول عمل درامي من تأليف شاب؟
إطلاقاً، الشباب يجب أن نمنحهم فرصة في الظهور والانتشار، وإثبات موهبتهم، كما أن إسلام مكسب للدراما المصرية، فهو من الكتاب المهرة الذين سيكون لهم مستقبل باهر في مجال الدراما.
هاني سلامة دائماً مخلص لفريق العمل الذي يعمل معه ويرفض تغييره بسهولة، وللمرة الثالثة على التوالي تعمل مع المخرج رؤوف عبد العزيز هل أنت شخصية ودودة بطبعك؟
ضاحكاً: تجمعني بالمخرج رؤوف كيمياء فنية خاصة، كما أننا لدينا قناعة بأن الفنان يفترض أن يقدم ويجسد مختلف الشخصيات ولا يقف عند دور واحد؛ لذا أحببت العمل معه لأنني شعرت أنه سيخرج مني طاقات فنية مختلفة، وهذا ما حدث بالفعل منذ بداية عملنا سوياً في مسلسل «طاقة نور»، يعقبه «فوق السحاب» وآخرها الآن «قمر هادي».
مغامر في عملي
كيف مزجت بين عدة انفعالات ونقلت للمشاهد مشاعر متنوعة داخل المشهد الواحد؟
أعمال «السيكو دراما» من الأعمال الصعبة التي تتطلب مجهوداً مضاعفاً من الفنان، ودوري في المسلسل صعب؛ لأن «هادي» مزدوج الشخصية يعاني من هواجس معينة، لذا عقدت جلسات عمل كثيرة مع مخرج العمل ومؤلفه؛ للوقوف على التفاصيل الخارجية للشخصية.
ما قناعاتك في مجال الفن؟
نحن نملك مخزوناً متنوعاً من القناعات الشخصية التي تحكمنا في كثير من الأحيان، وتؤثر على توجهاتنا، وأنا لديّ قناعة دائماً بأن الفنان يجب أن يقدم كل شيء وكل ما هو خارج عن المألوف والمستساغ، ومن منطلق قناعتي أختار أعمالي، لذلك أحرص على تقديم أنماط مختلفة من الشخصيات.
هل أنت مغامر؟
مغامر في عملي، أحب أن أخوض تجارب جديدة، وأقدم شخصيات مختلفة خارجة عن المألوف، لكن في حياتي الشخصية والزوجية أحب الاستقرار.
ابتعادي عن السينما ليس بمحض إرادتي
كيف تتعامل مع غيرة زوجتك؟
الغيرة غريزة طبيعية موجودة في كل امرأة، وزوجتي تتفهم طبيعة عملي وتستوعبني كفنان لديّ كثير من المعجبات.
لماذا ترفض مشاركة ابنتيك في التمثيل؟
التمثيل عملية مرهقة، وابنتاي صغيرتان لن تتحملا ذلك، بالإضافة إلى انشغالهما بدراستهما، وأطلق لهما حرية الاختيار فيما تختارهما مستقبلاً.
هل الدراما أخذت هاني سلامة من السينما؟
ما يجذبني للعمل هو الورق الجيد سواء دراما أو سينما، فابتعادي عن السينما ليس بمحض إرادتي، ولكن لم أجد الورق المناسب، وفي الفترة الحالية ينصب كامل تركيزي على السينما، وأفاضل بين أكثر من سيناريو، ولكن لن أكشف عن أي تفاصيل إلا بعد توقيعي على عمل جديد.
وما حقيقة تعاقدك على بطولة فيلم «المدد»؟
لا أعلم شيئاً عن هذا الأمر، ولم أتعاقد على فيلم «المدد» أو أي فيلم آخر.
شاهدوا أيضاً:هذا ما قالته نجمات لبنان بعد المصالحة ل سيدتي