من بين جميع المخلوقات الحيّة التي تعاني من ظاهرة الاحتباس الحراري الخطيرة التي يمر بها الكوكب، قد تكون الدببة القطبية هي الأكثر تأثراً بما يحدث، وأكثر هذه الكائنات التي تضررت جراء فقدان الكثير من مواطنها وأماكن صيدها وغذائها. لذلك تعتبر الدببة القطبية بمثابة جرس إنذار شديد للعالم، حتى ينقذوا ما يُمكن إنقاذه من كوكبنا.
ومن المشاهد المؤلمة التي تُظهر ما تعانيه الدببة القطبية، ما نشره موقع «عربي بوست»، لعدد من الصور التي تم التقاطها مؤخراً في مدينة «نوريلسك» الروسية الصناعية بشمال سيبيريا، والتي كانت بطلتها دبّة قطبية ضلّت طريقها مبتعدة مئات الكيلومترات عن موطنها الأصلي. حيث بدت الدبة هزيلة ومجهدة للغاية وهي تتجول في شوارع المدينة الروسية.
الصور التي التقطها «أوليج كراشيفسكي»، خبير الحياة البرية الروسي، يوم الثلاثاء 18 حزيران-يونيو (حزيران) الماضي في إحدى ضواحي «نوريلسك»، أظهرت الدبّة وهي تشعر بتعب ووهن شديدين، وكانت مستلقية على الأرض طوال ساعات. وأقدامها ممتلئة بالوحل من أثر مسيرها الطويل. حيث كانت تنهض بين فترة وأخرى، محاولة العثور على أي طعام تتناوله.
ووفقاً لما صرح به عدد من النشطاء المحليين المعنيين بالبيئة في المدينة الروسية، فإن هذا هو أول دب قطبي يظهر في «نوريلسك» منذ أكثر من 40 عاماً. ومن جهته، أشار «أوليج كراشيفسكي»، أن سبب ظهور الدبة القطبية لم يتضح حتى هذه اللحظة. مؤكداً أنها ضلّت طريقها بكل تأكيد، وأنها بدت «دامعة العينين» ما يدل على أنها لا تبصر بشكل جيد.
ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية في المدينة الروسية، فإنه من المتوقع أن يصل عدد من الخبراء في الحياة البرية إلى مدينة «نوريلسك» يوم الأربعاء 19 حزيران-يونيو، وذلك بهدف تقييم الحالة الصحية للدبة القطبية الضالة. حيث من المفترض أن يتم إعادتها إلى موطنها الأصلي بعد القيام بذلك.