إن أخذنا مثالاً على أي شخص حقق نجاحاً في أي مجال، سنجد أنهم يشتركون في بعض الصفات. فسنجد الدافع القوي والأهداف الواضحة، والرغبة في التغلب على كل الصعاب والعمل الجاد.
ولكن هناك ميزة واحدة تختلف عن البقية؛ ألا وهي قدرتهم على تركيز كل انتباههم على الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم.
ففي حين أن الجهد أمر مهم لإكمال مهمة معينة، فإن القدرة على التركيز غالباً ما تكون العامل الحاسم الذي يحدد إتقان إنجاز العمل.
قيمة التركيز
هل تذكرون تجربة المدرسة التي استخدمنا بها عدسة لجمع أشعة الشمس؟ وشاهدنا في رهبة قصاصة من الورق وضعت تحت العدسة وهي تشتعل؟ هذا، على وجه التحديد، يختبر ماهية التركيز.
فعندما تكون أشعة الشمس منتشرة في كل مكان، لم يكن لديها القدرة على توليد ما يكفي من الحرارة لإشعال النار، لكن استخدام عدسة لتركيز الأشعة أعطى نتائج سحرية.
وبالمثل، قد يكون لديك أعظم الأفكار وأبرع الخطط، ولكن إن لم تحدد ما تريد بشكل واضح لتقوم بتحقيقه ومتابعته من خلال التركيز، فإنك لن تصل إلى أهدافك.
كيفية تطوير التركيز
مقارنة مع الدافع أو المثابرة، فالتركيز غالباً أسهل، فهو أمر لا يتطلب منك تعلم شيء جديد، بل ينطوي على عملية استغنائك عن بعض عاداتك التي تلهيك عن أهم الأشياء.
وهنا إليك عدد قليل من الطرق التي يمكنك من خلالها تطوير التركيز.
1- التوقف عن فعل ما هو أكثر من اللازم
فكري في جميع الأنشطة التي تقومين بها طوال اليوم، وأعدي قائمة بها، ثم فكري في كل واحدة على حدة، وقيِّمي ما إذا كنت حقاً بحاجة إلى القيام بها. حيثما أمكن، قومي بتفويض المهمة إلى شخص آخر، وإذا كانت هناك أشياء تقومين بها على سبيل العادة، ولكنها ليست ذات مغزى، فتوقفي عن القيام بها.
إن مواكبة الأخبار أو الخبرات أو الأوضاع العامة في منطقتك قد تكون ضرورية، ولكن هل متابعة أعمدة القيل والقال التي تعرض بالتفصيل حياة المشاهير أمر ضروري حقاً؟
إذا كان لديك وظيفة بدوام كامل، فانتسبي لدروس لتعلم مهارة جديدة، أو تطوعي للعمل المجتمعي، وخذي وظيفة بدوام جزئي؛ لزيادة دخلك، قد يكون الإرهاق نتيجة حتمية؛ لأن لديك الكثير لتقومي به باستمرار بحيث يثقل الأمر كاهلك.
بدلاً من ذلك، توقفي عن فعل الأشياء التي لا تعد ضرورة حتمية في الوقت الراهن، وسوف تجدين أن التركيز أسهل على ما هو أكثر أهمية.
2- إعطاء الأولوية
قبل أن تبدئي بإنجاز الأمور بشكل أعمى، قومي باختيار المهام الأكثر أهمية، عن طريق فرز ما يجب «القيام» به في قائمة وترتيبها، وفقاً لمدى الحاجة الملحة أو الأهمية.
سوف يساعدك إعطاء الأولوية على تجنب الأنشطة التي تستنزف وقتك والطاقة. إذا قمت بتعيين هدفك في تعلم مهارة جديدة، وإعطاء نفسك فترة زمنية لإنجاز الأمر فيها، ووضعه كمهمة مهمة في قائمتك.
امتنعي عن القيام بكل ما هو غير مهم، وسوف تجدين أن تحقيق هدفك أسهل.
3- التخلص من الملهيات
تتشتت أذهاننا عن المهمة في متناول اليد، وقد يكون الإلهاء عبر أبسط شيء؛ كرسالة بريد إلكتروني من صديقة، أو مادة مثيرة للاهتمام في الصحف أو حتى محادثة بسيطة في المكتب.
لا تتسبب الملهيات بخسارتنا وقتاً ثميناً فحسب، ولكن أيضاً التركيز، لذلك يجب اتخاذ خطوات للتخلص منها.
تخلصي من الفوضى في مكتبك، أو على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو منزلك، ومن المؤكد أنك ستجدين أنه من الأسهل عليك التركيز على المهمة في متناول اليد. إذا كان لديك عرض مهم لإعداده، فلا تقومي بتسجيل الدخول إلى البريد الإلكتروني وإيقاف الإخطارات؛ لأن الرسائل ستصرفك عن العمل على المشروع. واخلعي سماعاتك لتوقف الموسيقى.
أعلمي الناس أنك ستكونين مشغولة للساعات القليلة المقبلة، وأغلقي باب الغرفة الخاصة بك. وأطفئي التليفزيون وحتى هاتفك.
بيت القصيد
في عالم اليوم التنافسي، نعتقد أن تعدد المهام أمر ضروري، وكلنا يسعى لنكون شخصيات ناجحة في كل شيء. وفي حين قد يبدو هذا جيداً، ولكنه أمر يستهلك كل طاقتك.
بدلاً من ذلك، يجب التمسك بهدف واحد في وقت واحد، والحد من الفوضى والعمل على تحقيق هدف قبل الانتقال إلى آخر. اتبعي هذه الخطوات لتحسين التركيز بشكل فوري تقريباً، وسوف تلاحظين ارتفاع الإنتاجية لديك مباشرة.
التركيز.. وصفة للنجاح
- شباب وبنات
- سيدتي - كندة صبيح
- 23 أكتوبر 2013