غالباً ما يعاني الطلاب الجامعيون المستجدون من اضطرابات نفسية في بداية مشوارهم الدراسي، وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى مشاكل للطالب في حياته مستقبلاً بسبب إهماله للدراسة والاختبارات وغيرها من الواجبات الدراسية.
«سيدتي» تعرفكم على أبرز الاضطرابات النفسية التي يواجهها معظم الطلبة الجامعيين المستجدين بحسب الكاتب والمستشار المهني د. ياسر بكار.
• الرهاب الاجتماعي
يعاني شخص من كل عشرة أشخاص من الرهاب الاجتماعي حيث يخشى من المشاركة في المناسبات العامة، وفي أي مكان يكون فيه محط أنظار الآخرين، مثل تقديم محاضرة، حضور الأعراس والاحتفالات الأكل أو الشرب أمام الآخرين، الوقوف صفاً، الصلاة بالآخرين إماماً، وغير ذلك من المواقف، هذا الخوف يتعدى كونه الخوف والرهبة الطبيعية التي تصيبنا جميعاً في مثل هذه المواقف بل ينتاب «مرضى الرهاب الاجتماعي» حالة نفسية عصيبة تتمثل في تسارع ضربات القلب، واحمرار الوجه، ورعشة في اليدين، والغثيان، والتعرق الشديد، الخبر الجيد هنا أن لهذا المرض علاجاً فعالاً على شكلين دوائي ونفسي، وكلاهما فعال، ويلزمك مراجعة الطبيب النفسي لتقييم الحالة بشكل صحيح واستثناء أمراض طبية كفرط نشاط الغدة الدرقية وغيرها من الأمراض التي قد تأتي بنفس هذه الأعراض وبعد ذلك سيناقش الطبيب معك الخطة العلاجية.
الاكتئاب
تخبرنا الإحصائيات العالمية والمشاهدات اليومية في العيادة النفسية أن وباءً يلوح في الأفق اسمه (الاكتئاب)، وهو ليس أقل خطورة من أوبئة الكوليرا والأنفلونزا التي غزت العالم أوائل القرن الماضي، يعتقد الخبراء في منظمة الصحة العالمية (WHO) أنه بحلول عام 2020م سيحتل الاكتئاب المركز الثاني - بعد أمراض القلب - بين الأمراض المسببة للعجز، أي الأمراض التي تمنع الناس من الذهاب إلى أعمالها والاستمتاع بحياتها، كما تدلنا الإحصاءات على أن ربع نساء العالم مصابات بالاكتئاب بمختلف درجاته (الخفيف، والمتوسط، والشديد)، وأن عشرة إلى خمسة عشر بالمائة من الرجال مبتلون بهذا المرض المزعج.
كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب؟
كلنا نمر بحالة من الحزن والطفش من حين لآخر، ولكن حينما تستمر مثل هذه الأعراض لفترة طويلة (أكثر من أسبوعين) وحينما تؤثر على حياة الطالب الأكاديمية والاجتماعية والشخصية، تكون قد تحولت إلى مرض يستدعي العلاج. يأتي مرض الاكتئاب ببعض أو كل الأعراض التالية:
- الحزن والطفش وضيق الصدر والبكاء أحياناً.
- الانسحاب من الحياة الاجتماعية، وعدم الرغبة في الاختلاط بالناس ومجالستهم.
- فقد الاهتمام والاستمتاع بما كان يُمتع المريض من قبل من هوايات ونشاطات.
- صعوبة التركيز وضعف الذاكرة.
- اضطراب النوم، أي صعوبة في النوم أو اليقظة المتكررة في الليل، أو الاستيقاظ المبكر (أي قبل مواعيد الاستيقاظ المألوفة بساعتين تقريباً).
- نقص الشهية وبالتالي نقص الوزن أو زيادة الشهية.
- سرعة الغضب والنرفزة.
- عدم الرغبة في الضحك والتمازح.
- التعب وسرعة الإنهاك من أقل مجهود
- الشعور بآلام جسدية مختلفة ليس لها تفسير طبي واضح.
- الشعور بالوحدة وتخلي الناس عنه، وفقدان الأمل من الدنيا، وتمني الموت، والتفكير في الانتحار.
- فقدان الشعور بالأهمية والفائدة.
- لوم النفس بشكل زائد أو غير منطقي (الشعور بأنه ارتكب محرمات كثيرة لا يغفرها الله، أو أنه قصر في علاقته مع شريكة حياته، أو تربيته لأولاده)
القلق
تخيل أنك كنت تقطع شارعاً عريضاً وإذا بسيارة كبيرة متجهة نحوك بسرعة كبيرة وقد فقد سائقها السيطرة عليها، ما الذي ستشعر به؟
تخيل أن رئيسك في العمل استدعاك وهو غاضب، فكيف تشعر؟ من الطبيعي أن تصاب بالقلق والتوجس وعدد من الأعراض الجسدية مثل: زيادة ضربات القلب، وارتفاع الضغط، وزيادة في التنفس، ورعشة عامة في الجسم، وتعرق، وبرودة في الأطراف وجفاف في الحلق وصعوبة في الهضم وغير ذلك.
يعاني مريض القلق من نفس هذه الأعراض حتى حين عدم وجود خطر محدق، كما يعاني من التوجس وتوقع العواقب السيئة وراء أي حدث مهما صغر (يخيفه سماع رنين هاتف المنزل فقد يحمل كارثة!) مع عصبية زائدة وتعب من أدنى مجهود وعدم تحمل الأصوات العالية وصعوبة التركيز وكثرة النسيان حتى هذه الحالة يوجد لها علاج فعال.