علاج الزكام متوافر دائمًا. وفي معظم الحالات يختفي الزكام من تلقاء ذاته بعد بضعة أيام من بدايته، وعلى المريض أن يتكيّف مع الأعراض المزعجة غير المرغوبة التي ترافقها. ومع ذلك ننسى في الغالب أنّ هناك منتجات طبيعية تساعد على تخفيف الآلم والعوارض.
تعرّفي إلى علاج الزكام بالأعشاب في الآتي:
عشبة ملك المر (Andrographis): علاج الزكام بالأعشاب
تُستخدم عشبة ملك المر منذ مئات السنين ضد التهابات الجهاز التنفسي، وهي عشبة شديدة المرارة تحتل مكانًا مفضلًا ضمن مختلف العلاجات التقليدية. ويقال إنّ هذه العشبة ساعدت على الحدّ من انتشار وباء الإنفلونزا في الهند عام 1919. ومنذ عام 1990 يتم إدخالها ضمن مكونات العلاج الرئيسي للزكام الشائع جدًّا (كان جانغ)، الذي طورته الدول الإسكندينافية. ولكن لسوء الحظ لا توجد هذه العشبة بشكلها البري الطبيعي في بعض البلدان، وينبغي استخدامها على شكل كبسولات أو أقراص. ولم يتّضح بعد آلية عملها، ولكن يُعتقد أنها تحفّز نظام المناعة بسبب خصائصها المضادّة للالتهابات والحمّى (حيث إنها تساعد على تخفيض الحمّى). وينبغي القول إنّ العديد من الدراسات أكدت فاعليتها، كما أنّ منظمة الصحة العالمية أقرّت باستخدامها لمنع ومعالجة التهابات الجهاز التنفسي، من دون آثار جانبية، مثل الزكام والتهاب الجيوب الأنفية، والشعب الهوائية.
عشبة أشنسا: تقلّل أعراض الزكام
في القرن السادس عشر، اكتشف المستعمرون القادمون من أوروبا، نبتة غريبة يستخدمها الهنود الأمريكون لمعالجة العديد من المشاكل الصحية، ومن بينها التهابات الجهاز التنفسي. وقرر الأطباء بناءً عليه إدماجها في ترسانة علاجاتهم. ولكن في بداية القرن العشرين ظهرت عائلة جديدة من العلاجات، وتغلبت على هذه النبتة الطبية؛ المضادات الحيوية.
بدا أنّ المضادات الحيوية ناجحة وتمَّ نسيانها شيئًا فشيئًا، في ما عدا بلدانًا معينة مثل ألمانيا. ولكن منذ بضع سنوات، وبسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية من دون أدنى شك، استولت هذه النبتة على الاهتمام مرة أخرى. أما الدراسات العلمية حولها فهي مثيرة للاهتمام: فقد توصلت إلى أنّ من المحتمل أن تقلل فترةَ وشدّةَ أعراض الزكام، على الرغم من أنّ بعض الدراسات تبقى مثيرة للجدل بهذا الشأن. واستنتج أحدث تحليل تلّوي، أنها تخفّض مدة الأعراض 1.4 يوم في المتوسط. وللاستفادة من هذه الميزة، ينصح الأطباء بأخذ أشنسا عند ظهور أولى علامات الزكام على شكل منقوع (واحد غرام من جذر أشنسا المجفف في كوب من الماء المغلي منقوع لمدة 10 دقائق، يُشرب من مرة إلى 6 مرات في اليوم)، أو على شكل كبسولات أو عصير.
الثوم يقي من الزكام
بإمكان الثوم صدّ الفيروسات المسؤولة عن الزكام. ومنشأ الثوم الأصلي في روسيا والشرق الأوسط، ومن دون أدنى شك، فإنَّ الثوم من الخضروات القديمة جدًّا المستخدمة في الطهو والطب على حدّ سواء. وفي مصر القديمة كان يُعرف بقدرته على محاربة ارتفاع ضغط الدم الشرياني، والقضاء على الطفيليات. ولكن كان يجب الانتظار إلى أن أثبت لويس باستور قدرته على قتل البكتيريا. وخلال الحرب العالمية الثانية وعندما عانى الجيش السوفياتي نقص البنسلين، استخدم فصوص الثوم كبديل. وقد أثبتت الدراسات فعليًّا أنّ الثوم بإمكانه تقليل تكرار وعدد مرات الزكام عند استخدامه كوقاية. وأثبتت دراسات أخرى أنّ الأشخاص الذين يعانون أعراض الزكام ممّن أخذوا كبسولة من الثوم يوميًّا تعافوا بسرعة أكبر. ولسوء الحظ لا يوجد إجماع على الجرعة المطلوبة لتأثير الثوم على كل ما ذُكر من أمراض وبكتيريا وغيرها، ولكن ينصح المعالجون بأخذ 4 فصوص من الثوم الطازج يوميًّا (أو من 2 إلى 3 غرام من الثوم المجفف)، في حالات التهابات الجهاز التنفسي.