لا يمكن أن يعيش الإنسان حنيناً إلى الماضي وإلى مكان نشأته وبلده، دون أن تكون ذكريات المدرسة عنواناً عريضاً ومهماً في هذا الحنين، فهناك لعبنا، تعرفنا إلى أول أصدقاء طفولتنا، وهناك أيضاً تعلمنا حرفنا الأول وأمسكنا أول أقلامنا ودفاترنا. مهما كانت أيام المدرسة قاسية أحياناً، تظل مكوناً رئيسياً في تكوين شخصياتنا، نشعر بالامتنان تجاهها، وهذا ما دفع بملياردير روسي بتحويل مدرسته القديمة إلى قصر من الذهب!
عرفان بالجميل
وفقاً لصحيفة «أوديتي سنترال»، الملياردير الروسي «أندريه سيمانوفسكي»، لم ينسَ فضل مدرسته القديمة على حياته، وعاد بعد سنين من العمل والنجاحات المتتالية التي صنعت له ثروة ضخمة، ليرد الجميل إلى المدرسة، فعمل على تحويل مبناها المتهالك إلى قصر حقيقي فاخر أصبح حديث المدينة وسكانها، وأثار جدلاً وردود فعل مختلفة بين الناس.
قصر أسطوري
المدرسة الثانوية التي تقع في مدينة «يكاترينبرغ» أقصى شرق روسيا، كان قد درس فيها «سيمانوفسكي» خلال أيام مراهقته، وما كان منه إلا أن يعبر عن امتنانه لتلك الأيام من خلال قلب أوضاع مدرسته القديمة رأساً على عقب، فالجدران التي كانت تملأها الرطوبة، تحولت إلى تحف فنية مُذهبة، الأرضيات القديمة صارت أرضيات رخامية فاخرة، وباحات المدرسة التي كانت مليئة بالضجر، أصبحت مليئة بنوافير المياه التي تصنع مزاجاً وفرحاً غامراً للطلاب، بالإضافة إلى الثريات التي أصبحت تزين أسقف الفصول الدراسية. لقد حوَّل المدرسة إلى قصر حقيقي يشبه قصور الملوك في القصص الخرافية.
حلم قديم أصبح حقيقة من الذهب
في حديث لـ «سيمانوفسكي» أدلى به لوسائل الإعلام، قال إن صيانة وتغيير حال مدرسته ليس بالفكرة الجديدة، مؤكّداً أنه حلم قديم بالنسبة له، عاش معه منذ أيام طفولته ومراهقته، بأن يحول مدرسته إلى قصر كهذا. اليوم يحقق هذا الحلم بشكل خيالي أشبه بالقصص التراجيدية التي نقرأها أو نحولها لأعمال سينمائية ساحرة. إلا أن ما فعله الملياردير الروسي، لم يجد إعجاباً من الجميع، حيث انتقده الكثيرون باعتبار أنه أسرف بصيانة المدرسة وتجديدها، لكن عمدة المدينة، قال مدافعاً عنه: «على الأقل عاد سيمانوفسكي وفعل شيئاً لصالح مدينته ومجتمعه».
مدرسة تضاهي المتاحف العالمية
«أندريه سيمانوفسكي»، كان له ردّه على منتقديه، فأضاف في تصريحاته الإعلامية، أنه بعد أن تحولت المدرسة الثانوية إلى قصر فاخر الآن، لا حاجة للطلاب إلى زيارة أماكن مثل «قصر فرساي» أو «متحف اللوفر»، وتابع قائلاً: «الديكورات الفخمة داخل المدرسة سوف تصنع مزاجاً سعيداً للطلاب من الفور وتساعدهم أكثر على الدراسة وحب المكان. كما أن المدرسة سوف تصبح نقطة جذب لكل الأشخاص في العالم».
شاهدوا أيضاً:طفل روسي يتحول إلى تمثال حجري!