صحيح أن الكلاب من أفضل الأصدقاء للإنسان، إلا أن الكلب المدعو موريس، سيأخذ هذه الفكرة إلى مكان أبعد تماماً عما كنّا نعتقد. فهذا الكلب من فصيلة لابرادور الشهيرة بذكائها، تعلم القيام بأشياء فريدة وخارجة عن المألوف لمساعدة صاحبته. من بينها كيف يغسل الملابس ويتسوق في المحال التجارية، كما أنه يستطيع سحب المال من ماكينات الصراف الآلي.
ووفقاً لما نقله موقع عربي بوست عن صحيفة ميرور البريطانية، فإن صاحبة الكلب موريس، هي شابة إنجليزية تدعى كلوي بيلوتي، تبلغ من العمر 29 عاماً، وتعيش في مقاطعة سوفولك شرق إنجلترا. وتعاني بيلوتي من مرض ضمور العضلات الشوكي الوراثي، الذي يجعلها عاجزة عن القيام بالعديد من الأمور اليومية، ويجبرها على التحرك بواسطة كرسي مدولب كهربائي. إلا أن كلبها موريس فاجأها بأنه أصبح قادراً على مساعدتها بكل هذه الأمور الروتينية بشكل لا يصدق.
الأعمال اليومية أصبحت سهلة..
وتابعت الصحيفة البريطانية، بأن موريس يساعد بيلوتي بمختلف الأعمال اليومية، فهو يتسوق لها من المحال التجارية، ويسحب لها المال من الصراف الآلي، كما أنه قادر على تشغيل الغسالة ومساعدتها على غسيل ملابسها. الأمر الذي يجعلها في حالة انبهار مستمرة من ذكاء هذا الكلب الوفي، الذي أشعرها أن بإمكانها عيش حياة مستقلة دون مساعدة أحد من الأشخاص للمرة الأولى بحياتها.
وفي حديث الفتاة الإنجليزية، أن موريس صبور للغاية، وأنه يساعدها على التقاط الأشياء التي تسقط منها كثيراً دون أي تذمر. كما أنه ساعدها بالتخلي عن مقدم الرعاية الصحية الخاص بها، وجعلها تعتمد على نفسها أكثر بمساعدته. وأضافت بيلوتي أن كلبها اللابرادور أسود اللون واللطيف، مكّنها من استعادة ثقتها بنفسها وتغيير نظرة الناس إليها كشخص عاجز.
موريس يذكرها أن الحياة جميلة..
وتابعت بيلوتي، أن حكايتها مع موريس بدأت خلال العام 2015، عندما قدمته لها جمعية كانين بارتنرز، أو شركاء الكلاب. مشيرة إلى أن العلاقة بينهما لا تتوقف عند كونه يساعدها في الأعمال اليومية، بل إنه من خلال علاقتها الوطيدة به استطاع تذكيرها أن الحياة من الممكن أن تكون جميلة رغم حالتها الصحية. وأنها قادرة على نيل استقلاليتها التي لطالما كانت تعتقدها مجرد حلم.
هكذا تغيرت الحياة بأكملها..
وأوضحت الفتاة الإنجليزية أنها قبل لقائها بموريس وخلال فترة مراهقتها المتأخرة، كانت حالتها الصحية سيئة جداً، واضطرت لإجراء العديد من العمليات الجراحية، حتى أنها فقدت القدرة على تحريك الجانب الأيمن من جسدها، ووضعت أنبوباً أنفياً معوياً لمضغ وهضم الغذاء، بعد أن أصبحت عضلاتها غير قادرة على فعل ذلك، حتى شعرت خلال تلك الفترات أن حياتها توقفت بالفعل.
إلا أن الحياة تغيرت تماماً بعد لقائها بكلبها الذكي والوفي، وكيف ساعدها من خلال ما يفعله باستعادة ثقتها بالحياة من جديد، ووصفت الأمر بأنهما أصبحا شخصاً واحداً يقومان بهذه الأعمال اليومية. وقالت بيلوتي في حديثها لصحيفة ميرور، إن الأمر بالنسبة إلى موريس بمثابة اللعب، إذ أن كل مهمة ينجزها تتحول عنده إلى لعبة جديدة. وبالنسبة لها أصبح الأمر حياة بأكملها نالت استقلاليتها من خلالها بهذا الشكل.
