معظمُ الأسر تحرص على أن يتناول أطفالهم كوباً أو أكثر من العصير الطازج أو المُعلّب كل يوم؛ حفاظاً على صحتهم، لكن يبدو أن الأمر هو عكس ما يظنه الأهل. فالمخاوف من زيادة السعرات الحرارية والسكر في العصير يجب أن تدفع الأهل إلى التوقف. وهذا ما تُوصي به أبحاث متخصصة مؤخراً.
الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال كشفت أن العصير لا يُقدّم أي فائدة غذائية للأطفال قبل بلوغهم عامهم الأول، وأن الأطفال الأكبر سناً يجب أن يَحدُّوا من تناول العصير لتقليل خطر زيادة الوزن وتسوس الأسنان، كما ونصحت الدراسة باستبدال العصير للأطفال بتناول الفاكهة.
يقول الدكتور خالد يوسف خبير التغذية: صحيح أنّ العصير يحتوي على الفيتامينات والسكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة الكاملة، لكنه يفتقر إلى الألياف المشبعة التي تساعد على الهضم الصحي. فالتفاحة أو البرتقالة يمكن أن تعتبر وجبة خفيفة مُرضية بينما تناول العصير أسهل وأسرع في الاستهلاك من الفاكهة الحقيقية، لكن المشكلة الرئيسية فيه هو أنه يعطي جرعة كبيرة من السكر تذهب مباشرة في مجرى الدم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الصغار إذا كانوا يشربون العصير طوال اليوم من قارورة، أو يمتصونه من كأس الأطفال، فإنه يكسو أسنانهم بطبقة من السكريات المسببة للتسوس.
بعض النصائح لصحة طفلك:
- إذا كان الطفل يرفض تناول الفاكهة الطازجة، وكان الخيار شراء العصير الجاهز فإن الأطباء يوصون بتقديم العصير المعلب غير المحلى، لكن يجب على الأهل الحرص على تنمية نمط سلوكي يمتد طوال العمر، وهو أن يعتادوا تناول الفواكه والخضراوات.
- ومع ذلك، لا ينبغي للأهل الشعور بالذنب إذا كان الأطفال يشربون كوباً صغيراً من العصير، لكن يجب على الآباء تقديم عصائر الفاكهة الطبيعية والطازجة، وليس تلك المعلبة تحت أسماء مثل «مشروبات الفاكهة» أو «كوكتيل العصير»، والتي تحتوي عادة على سكريات مضافة فوق تلك الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه.
- ورغم ذلك، فإن هناك حدّاً حتى للعصير الطازج، فهو ممنوع على الإطلاق للأطفال قبل بلوغهم السنة من العمر حتى لو كان طازجاً؛ أما بعد ذلك فيمكن تقديمه بكميات صغيرة لا تزيد على نصف كوب، وتصل إلى ثلاثة أرباع الكوب يومياً للأطفال الصغار من سن 4 إلى 6 سنوات؛ وتصل إلى كوب في اليوم للأطفال الأكبر سناً.