تعدُّ السمنة والسكري وأمراض تروية القلب، من أكثر الأمراض انتشارًا في السعودية، ووفقًا للمختصين، فإنَّ مضاعفاتها كثيرة حيث إنها تسبب الإصابة بأمراض أخرى. وبينت الدكتورة هيفاء عشي الطبيبة الاختصاصية في علاج التدخين بعيادات فقيه التنفيذية، أنَّ ارتفاع نسبة المدخنين في السنوات الأخيرة بالسعودية، أدى إلى زيادة الأمراض الناتجة عنه، كأمراض القلب وتصلّب الشرايين.
وفي التقرير الآتي نتعرف إلى أكثر الأمراض انتشارًا في السعودية:
مرض السكري
يصيب السكري ما يزيد عن 15% من السكان، خصوصًا فوق سن الـ 15 عامًا، ويُعرّف بأنه اضطراب بالتمثيل الغذائي للكربوهيدرات؛ بسبب اختلال غدّة البنكرياس وعدم وفائها بالتزامات احتياج الجسم من هرمون الإنسولين، ما يزيد نسبة الغلوكوز بالدم. وهذا بدوره يؤثر على الأوعية الدموية في جميع أجزاء الجسم، كالعين والقلب والكلى والأطراف.
السمنة تداهم الأطفال والكبار
كتلة جسم الإنسانBMIعبارة عن ناتج قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر (كجم/ متر 2). فإذا تعدّت هذه النسبة معدلاتها الصحية الطبيعية من 20 إلى 25%، تبدأ معدلات زيادة الوزن وصولًا إلى السُمنة المفرطة المهلِكة.
والسمنة رغم أنها مرض بذاته، إلا أنها مسؤولة عن إصابة الجسم بأمراض أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، وأمراض القلب والشرايين، والمفاصل والأمراض الجلدية. كما أنَّ علاقتها وطيدة بالأمراض النفسية أيضًا.
السرطان المرض الأكثر خطورة
يُعرّف السرطان بأنه نموّ وتكاثر وانتشار لأنواع شاذّة من الخلايا بشكل عشوائي، خارج عن النظام المناعي للجسم، ما يؤدي إلى إلحاق الأذى بالأعضاء وما يجاورها. ولعلّ أكثر الأورام انتشارًا هي سرطان الدم (اللوكيميا والليمفوما) وسرطان الثدي وسرطان الرئة، وسرطان الجلد، وسرطان القولون والمعدة، وسرطان الكبد، وسرطان الرحم، وسرطان العظام.
ولا يوجد سبب معروف مباشر للسرطان، غير أنّ التعرّض للمواد الصناعية والأطعمة المحفوظة والبيئة الملوثة، تعدُّ من العوامل المسببة للإصابة.
وللوقاية من السرطان، يشدد اختصاصيو التغذية، على ضرورة العودة إلى اعتماد المنتجات الطبيعية الطازجة، والاهتمام بنظافة البيئة من الملوثات الصناعية الضارّة، والتوقف عن التدخين.
أمراض القلب والشرايين
عضلة القلب وجدران الأوعية الدموية تتأثر بعوامل كثيرة تُضعفها وتُنقص من كفاءتها، ومن أهم هذه العوامل، ضغط الدم المرتفع والسكري، واختلال نسب الدهون والسمنة، والتدخين، وفرط استهلاك ملح الطعام، والحياة الرتيبة الخاملة، والقلق، وسرعة وتيرة الحياة اليومية. ويشكو المريض من ضيق بالتنفس وتورم الجسم، وخفقان القلب واضطرابات الهضم والنوم.
الفشل الكلوي يزداد شراسة
تقوم الكليتان بتنقية الدم من مادة البولينا السامّة، والأملاح والمواد الزائدة عن حاجة البدن. وفشل الكلية يؤدي لتداخلها مع وظائف أعضاء أخرى، كالرئتين والقلب، والكبد والعظام، ما يسبّب تسمّمًا في الجسم.
ووفقًا للإحصائيات فإنه في الخمس عشرة سنة الأخيرة، ارتفعت نسب الإصابة بالفشل الكلوي، بسبب انتشار أمراض مزمنة مثل السكري والضغط، والقلب والشرايين، والبروستاتا، وتلوث البيئة وأمراض حادّة كحصوات الجهاز البولي، وبعض الأمراض المعدية كالملاريا والميكروبات كالبكتيريا والفيروسات.
أمراض الحضارة تحتل الصدارة في السعودية... بالأرقام
وأوضحت الدكتورة هيفاء عشي "أنَّ المملكة تسيطر بشكل فعّال على الأمراض المعدية، ووفيات الرضّع والأطفال، لكن بالنسبة لما يسمى بأمراض الحضارة، فهي تحتل الصدارة لدينا".
ووفقًا لإحصائية عام 2018 ، فإنَّ أكثر تلك الأمراض انتشارًا هي أمراض تروية القلب، والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية، والتي هي أهم أسباب الوفيات والإعاقة.
وهناك عوامل خطرة تسبب الأمراض، وهي البدانة وارتفاع ضغط الدم والسكري، والمملكة تحتل المرتبة الـ 13 في العالم بانتشار السُّمنة، وخصوصًا في السنوات الـ 40 الماضية، حيث ارتفعت إلى 35%، وبلغ معدل انتشار السمنة بين الرجال 24% وبين النساء 33%، وبين الأطفال من 15 إلى 24 سنة 13% من الذكور، و13.9% من الإناث.
ومعدل ارتفاع ضغط الدم حوالى 18% بين الرجال و13% بين النساء، الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 سنة.
أما معدل انتشار مرض السكري فقد بلغ 14.8% بين الرجال و12% بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 55 و64 سنة، وبالنسبة للأقل عمرًا من 25 إلى 34 سنة، الرجال 15.5% والنساء 15.5% أيضًا.
وقد ارتفع كوليسترول الدم في السنوات الماضية لدى العديد من الأشخاص في المملكة، بسبب الغذاء غير الصحي والتدخين المنتشر جدًّا في السعودية، فأكثر من خمسة رجال في المملكة مدخنون، وأكثر من ربعهم يدخنون الشيشة. فيما نسبة السيدات والفتيات في ارتفاع واضح، ولكن لا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن.
