قد لا تتمكن بعض العوائل من تهيئة الغرف الخاصة لكل فرد في العائلة , وقد يأتي اليوم الذي تجد فيه الأم إن الطفل الصغير قد كبر وحان موعد نقله من غرفة الوالدين إلى غرفة الأخ أوالأخوة الأكبر , وهذا يعني إن هنالك بعض التغييرات التي ستطرأ على حياة من يعيش في هذه الغرفة وربما يكون عليهم تحمل هذا الضيف الصغير الذي قد يعبث بحاجياتهم الشخصية أو يزعجهم بالأسئلة المتكررة أو يضايقهم بالتحرك في أرجاء الغرفة أو بالصراخ والحديث بصوت مرتفع ولعل أكبر هذه الإزعاجات هي التي تتعلق بمواعيد نومهم واستيقاظهم خاصة إذا كانوا ملتزمين بالدوام المدرسي مما يؤثرعلى روتينهم اليومي الذي اعتادوا عليه .
وهنا يقدم لك خبراء التربية هذه الوصايا الخمس في كيفية نقل الصغير إلى غرفة أخوته الأكبر بسلاسة وبأقل المشكلات .
1- مراحل نقل الطفل
ينصح ( بام إدواردز ) استشاري الصحة النفسية للأطفال في جامعة كولومبيا البريطانية بعدم إقحام الطفل الصغير على حياة أخوه أو أخوته فجأة ودون مقدمات , ولابد من منحهم بعض الوقت كي يستوعبوا الوضع الجديد الذي سوف يؤثر على حياتهم دون أدنى شك. والأفضل إبقاء الطفل في الأيام الأولى في غرفة الوالدين إلى أن يستغرق في النوم العميق ثم ينقل بعد ذلك إلى الغرفة الجديدة. وهذه الطريقة تساعدهم على تقبل الضيف الجديد بشكل تدريجي كما إنها تمنح الصغير الفرصة للتأقلم .
2 - تحدثي عن الأمر مقدماً:
تنصح الاختصاصية النفسية الأمريكية ( لورا ماركهام ) مؤلفة كتاب الأخوة السعداء ( Happy Siblings ) بالتعامل مع هذه الحالة بطريقة تشبه ما تفعله الأم عند إخبار أولادها بحملها بطفل جديد حيث يتوجب عليها نقل الخبر إلى الأخ الأكبر أو الإخوة الأكبر بلباقة وتشجعهم على الترحيب بالأخ الأصغر وتحدثهم عن مزايا العيش معه في نفس الغرفة وترسم لهم صورة جميلة عن الأخّوة والصداقة والأوقات الجميلة التي يمكن أن يقضونها معا , ويمكن أيضا إجراء بعض التغييرات في الغرفة وتزيينها بأكسسوارات جميلة أو شراء سرير جديد للأخ الأكبر أسوة بالضيف الجديد ومن الضروري أيضاً تقديم بعض النصائح في كيفية التعامل معه مثل عدم وضع الأشياء غير الآمنة على سريره أو ضربه أو تأنيبه.
3- تابعي نوم الطفل:
لا يجوز نقل الطفل إلى غرفة الأخ الأكبر وتركه لقدره , ولابد من متابعته بشكل متواصل خاصة في الأيام الأولى ومنع الأخ الكبير من إقفال باب الغرفة من الداخل ومن الأفضل أن تدخل الأم بين فترة وأخرى أثناء الليل للاطمئنان على سلامة الوضع ولو وجدت إن الطفل الصغير يبكي ويتشبث بها فالأفضل أن تنام معه في الغرفة الجديدة كي تشعره بالأمان ولا تتركه إلا بعد أن يخلد إلى النوم وسترى بانه سيتعود على المكان الجديد بمرور الوقت .ويمكن أيضاً استخدام شاشة البث التلف--زيوني للاطمئنان على الصغير في الأيام الأولى أو استخدام الكاميرا المخفية أو جهاز تسجيل الصوت .
4- استغني عن الساعة المنبهة لبعض الوقت:
يمكن أن تطلب الأم من الأخ الأكبر عدم استخدام الساعة المنبهة لبعض الوقت كي لا يوقظ الصغير الذي لا يلتزم مثله بأوقات محددة للاستيقاظ وبدلاً عن الساعة يمكن أن تقوم هي بإيقاظ ابنها في الوقت المحدد على أن تفعل ذلك بهدوء وبطريقة لا تؤثر على نوم الصغير ثم تنسحب بعدها بنفس الهدوء تاركة الصغير في نومه . ويمكن أن تطلب الأم من الأخ الأكبر ارتداء ملابس المدرسة في الحمام وأن يلتزم بهذا الأمر لبضعة أيام كي يتعود الصغير على النوم في الغرفة الجديدة .
5-استخدمي أسلوب المكافأة:
ينصح ( بام إدواردز ) استشاري الصحة النفسية للأطفال باستخدام أسلوب المكافآت والحوافز والهدايا من أجل أن يتقبل الأخ الكبير مشاركة الغرفة مع الأخ الأصغر ويمكن أن تفاجئه الأم بشراء اللعبة التي يرغب بها أو الكتاب الذي يحب قراءته أو الحلوى التي يحبها ويمكن أيضاً إشراكه مع أخيه بنشاط معين ويجب عدم الاقتصار على التشجيع المادي لان كلمات الثناء والإطراء خاصة أمام الآخرين يمكن أن يكون لها مفعول السحر خاصة إذا ما تعاملت الأم مع الأخ الأكبر على انه إنسان ناضج ومتفهم وتقع على عاتقه مسؤولية رعاية أخيه الصغير .