بعد أن أصدرت مذكرات ذائعة الصيت، في العامين السابقين، «إليزابيث أنيونوو» تحصل على لقب «سيدة»، من قبل الملكة «إليزابيث»، ملكة بريطانيا، كما حصلت على أربع درجات من الدكتوراه الفخرية؛ لعملها المتميز في مجال التمريض.
وبحسب موقع «ميرور»، كرّست إليزابيث حياتها لتحسين حياة الآلاف في مجتمع السود الذين يعانون من الخلايا المنجلية ومرض الثلاسيميا في بريطانيا (مرض وراثي وأحد أنواع فقر الدم الذي يصيب كريات الدم الحمراء، فيسبب تكسر كريات الدم وينتشر في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط).
ففي عام 1979، أصبحت أول متخصصة لعلاج الخلايا المنجلية، وفي عام 2016 شاركت في قيادة حملة لتمثال الممرضة السوداء «ماري سيكل» -المرأة الجامايكية التي عالجت الجنود البريطانيين في ساحة المعركة في حرب القرم- في مستشفى سانت توماس.
هذا العام، ستحصل السيدة «إليزابيث» على جائزة الإنجاز مدى الحياة لفخر بريطانيا، على خدماتها المذهلة في مجال التمريض.
ستكون إليزابيث واحدة من بين العديد من الضيوف الشجعان والملهمين، الذين حصلوا على تقدير خاص في الذكرى العشرين لجوائز Daily Mirror Pride Of Britain، الذي يُعقد في جروسفينور هاوس في لندن.
طفولة قاسية
ولدت إليزابيث أنيونوو من أم أيرلندية وأب نيجيري، وقد شهدت نشأتها قسوة كبيرة؛ بسبب العنصرية وسوء المعاملة.
وبعد وقت قصير من ولادتها في عام 1947، تم إرسالها بعيداً إلى دار رعاية أطفال كاثوليك، تديره راهبات لم تخلو معاملتهن من القسوة في بعض الأحيان. فقضت إليزابيث السنوات التسع الأولى من حياتها في الرعاية، وكانت تسافر والدتها لزيارتها عندما تستطيع، وكانت تقضي عدة أسابيع دون اتصال.
في سن الرابعة، التقت إليزابيث براهبة لطيفة ألهمت حياتها المهنية في مجال التمريض؛ عندما عالجتها بلطف من مرض الإكزيما.. وفي سن التاسعة من عمرها، أخذتها والدتها -التي تزوجت من رجل إنجليزي- من دار الرعاية، لكن من المحزن أن زوج أمها كان معايراً من قبل أقرانه بلون جلد ابنة زوجته، فأصبح يسيء معاملتها، ومرة أخرى تم طردها.
في السادسة عشرة من عمرها، أصبحت مساعدة ممرض في المدرسة، وبدأت في عمر الـ18 عاماً تدريباتها في لندن، حيث بدأت ببطء في اكتساب بعض الثقة، والتقت ببعض الأصدقاء الذين رافقوها مدى الحياة.
اكتشاف الخلايا المنجلية
في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، أصيبت إليزابيث في لندن بفقر الدم المنجلي -وهو مرض مؤلم يوجد في الغالب في العائلات الإفريقية والكاريبية- والذي كان يتم تجاهله في كثير من الأحيان في ذلك الوقت.
لم يكن لدى العائلات أي معلومات حول كيفية التعامل مع مرضهم أو الأعراض التي يجب عليهم البحث عنها، لذلك قامت السيدة «إليزابيث» بعمل لرفع الوعي من خلال جمعية الخلايا المنجلية، عندها أصبحت أول متخصصة في مرض الخلية المنجلية والثلاسيميا في بريطانيا.
فأمضت حياتها كممرضة ومدرسة تعمل مع مجتمعات السود والأقليات في لندن.
وحصلت على زمالة من الكلية الملكية للتمريض، وتم اختيارها كواحدة من أكثر 70 ممرضة وقابلة مؤثرة في تاريخ خدمة الصحة العامة في لندن.