يعامل «أبو سامي» ابنه «سامي» الوحيد بين البنات الست معاملة خاصة، يجعله دوماً يشعر بأنه مميز بينهن، و«على راسه ريشة»، وبأنه «حامي الحمى» في غياب الأب، ويجعله يتسلط على أخواته البنات، ويفرض رأيه ويصدر أوامره عليهن، الابن «سامي» الوحيد لا يروق له هذا الأمر؛ لأنه لا يريد أن يخسر حب شقيقاته البنات، فهن كما يقول أصبحن يخفن منه، ويخفين عنه كل ما يخفينه عن الأب، ويطلبن وده في تملق، كل ذلك يزعج سامي ويعذبه، ويقول في شكواه: أبي هو السبب؛ لأنه يريد أن يشعرني أني رجل العائلة بعده، ولا يريدني أن أحيا حياة طبيعية مثل شقيقاتي، وكما يفعل أقراني ممن هم في سني وتسود بينهم وبين إخوتهم الذكور، والإناث علاقة حميمة ورائعة، على الأقل هم لا يشعرون فيما بينهم بأن هذا ولد وهذه بنت، كما يفعل أبي...
الرسالة التي وصلت «سيدتي نت» يجيب عنها الأخصائي النفسي الأستاذ محمد صادق الذي يقول: للأسف نحن تربينا على الثقافة الذكورية، ونربي أولادنا عليها، كما أن الابن الوحيد بين البنات ينظر له الأب كأنه المنقذ للعائلة ونسلها، ويردد دوماً بأنه سيحمل اسم العائلة، فالبنات سيتزوجن في النهاية، وأسهمت الدراما العربية والأمثال الشعبية في تعظيم دور الابن الوحيد بين البنات، ولذلك فغالباً ما يكون الابن الوحيد إنساناً أنانياً وفاشلاً في كل شيء في حياته، بعكس البنات اللواتي ينجحن ويكون لديهن الإصرار على النجاح على هذا الأبن الثاني بسلطته وجبروته.
ينصح محمد صادق بالنصائح التالية للأب الذي منحه الله ابناً وحيداً بين البنات، وأصبح في سن المراهقة:
• اعمل على إكسابه صداقات جديدة مع الذكور للخروج من حيز البيت المؤنث.
• اعمل على إشعار الابن الوحيد بالمسؤولية، ولكن ليس على حساب حرية الأخوات البنات.
• إذا أراد التميز فيجب أن يكون بأخلاقه وعلمه، وهذا ما يجب أن يدركه كل من يتعامل مع الابن الوحيد بين البنات.
• التمييز من ناحية الأب ينشئ عقداً نفسية وخيمة مستقبلاً، وتجعله زوجاً متسلطاً في نظرته لزوجته كأنها تابعة لدوره مع أخواته.
• لا تنس أيها الأب أن تقص على ولدك الوحيد قصصاً لأبناء كانوا بلا أشقاء ذكور، ولكنهم نجحوا وتفوقوا مثل العالم أحمد زويل الذي كان وحيداً بين ثلاث بنات.
• تذكر أن الإسلام دعانا لعدم التمييز بين أبنائنا ومعاملتهم بالمثل حتى بالقبلة التي نمنحها لهم، وسوف تحاسب على تمييزك هذا.