الدورة الشهرية المنتظمة وغير الوفيرة، تُعتبر طبيعية. ولكن، إذا أصبحت دورتكِ الشهرية مؤلمة أو وفيرة جدًّا، أو غير منتظمة، إذًا عليكِ استشارة الطبيب. فعلى الأرجح أنّ ذلك إشارة إلى أنّ "هناك شيئًا خاطئًا" على الجانب الصحي.
الدورة الشهرية المؤلمة
تعاني امرأة واحدة من بين كل اثنتين آلام الدورة الشهرية، والتي تسمى كذلك عسر الطمث. والسبب هو: كمية كبيرة جدًّا من البروستاجلاندين، والذي يسبب تقلصات في الرحم تشبه التقلصات التي تشعر بها المرأة عند الولادة. ولكن قد يكون سبب ذلك أيضًا إشارة إلى التهاب بطانة الرحم، وهو مرض التهابي يتميز بخروج بطانة الرحم إلى خارج الرحم (على المبيض أو على الأمعاء أو على المثانة).
وفي الغالبية العظمى من الحالات، تلتصق بطانة الرحم على المبيض وتشكل كيسة: تسمى هذه الحالة التهاب بطانة الرحم المبيض. ولكن في الحالات الأكثر خطورة، تنمو بطانة الرحم على شكل عقد على الأعضاء الأخرى (مثل المثانة أو القولون)، وتسبب آلامًا عديدة وشديدة. وكذلك الأمر إذا كانت دورتكِ الشهرية مؤلمة إلى درجة تجبركِ فيها على الاستراحة في السرير، والتغيّب عن العمل أو المدرسة، أو أنّ الألم لا يتراجع ولا يخف على الرغم من أخذ المسكنات، يجب أن يكون ذلك سببًا لاستشارة طبيب الأمراض النسائية.
الدورة الشهرية الوفيرة
تستمر الدورة الشهرية العادية من يوم واحد إلى يومين، وخلال هذه الفترة تفقد كل امرأة ما بين 5 إلى 25 مل من الدم. وخلال الدورة الوفيرة (تسمى كذلك غزارة الطمث) تفقد المرأة أكثر من ذلك بحوالى 3 إلى 4 مرات (وهذا يساوي أكثر من 80 مل من الدم)، الأمر الذي يضطر المرأة إلى تغيير فوطة الحماية كل ساعتين على الأقل (وغالبًا أثناء الليل أيضًا)، وقد تستمر الدورة حتى 8 إلى 10 ايام.
إذا كنتِ تعانين هذه الحالة في كل دورة، فقد يكون سبب ذلك على الأرجح، أنّ لديكِ الكثير من الهرمونات التي تنظّم الحيض (هرمون البروجسترون والإستروجين). ولكن أيضًا قد يكون السبب وجود ورم ليفي. وتعاني امرأة واحدة من بين كل 10 نساء الورم الليفي، وأيضًا إذا كان لديكِ شعور بالثقل في أسفل البطن، أو الرغبة المتكررة للتبول، أو تعانين الإمساك، أو أنّ دورتكِ الشهرية ليست وفيرة فقط وإنما مؤلمة، كذلك فقد ينبّهكِ ذلك إلى وجود الورم الليفي. ومن المهم استشارة الطبيب لأنّ هناك خطر أن تصاب المرأة بفقر الدم، مع فقدان كمية كبيرة من الحديد.
الدورة الشهرية غير المنتظمة
في المتوسط، ما بين اليوم الأول للدورة الشهرية واليوم الأول للدورة الشهرية التالية، يجب أن يمر حوالى 28 يومًا. وفي الواقع قد تكون فترة دورة الحيض ما بين 24 إلى 31 يومًا من دون أن يجد طبيب الأمراض النسائية أيّ خطأ. إذًا، لا شيء غير طبيعي إذا كان لديكِ 9 دورات حيض في العام.
ولكن إذا كانت دورتكِ أقل تواترًا من ذلك، فمن المهم استشارة الطبيب. فقد يكون سبب ذلك على الأرجح أعراض الورم الليفي مرة أخرى. ولكن أيضًا إشارة إلى أنكِ تعانين خللًا هرمونيًّا، أو أورامًا حميدة تنمو على بطانة الرحم أو عنق الرحم. وقد يكون العلاج بالبروجستين كافيًا لمعالجتها، ولكن في بعض الأحيان يجب اللجوء إلى الاستئصال الجراحي، بحسب "توب سانتيه".