يحب الأطفال حكاية قبل النوم فهي تعني لهم السكينة والطمأنينة عدا عن المعرفة التي يكتسبونها من الحكاية، تعلمي معنا لتروي له قصة من التراث اليوغسلافي كل مساء...
كان يوجد رجل ثري طيب القلب لا يترك أحداً إلا وساعده، شاع صيته في البلد، وبدأ جميع الفقراء يتجهون إلى منزله للحصول على المساعدات، وكان الرجل يقدم لهم بسخاء، ولم ينتبه. وبعد وقت قصير وجد نفسه أفقر الأشخاص.
لم يندم وبدأ يعمل برعي الأغنام، ولكن زوجته كانت تلومه على ما فعله وتتدخل في شؤونه ..ولم يكن يوبخها!
وخلال تواجد الراعي بالغابة شب حريق، فذهب كي يستطلع الأخبار، وإذا بأفعى وسط النيران تمكن الراعي من إنقاذها، وتفاجأ بأنَّ الأفعى تتكلم وطلبت منه الذهاب معها إلى مملكة الأفاعي؛ كي تقدمه لوالدها الحاكم ليكافئه!
وفي الطريق طلبت الأفعى من الراعي أن يختار تعلم لغة الحيوانات كمكافأة بدلاً من الأموال، وافق الراعي وطلب من الحاكم ذلك، ووافق الحاكم واشترط عليه ألا يخبر أحداً بسره وإلا سوف يفقد حياته!
سمع الراعي كلبه يكلمه، فتأكد أنَّ ما حدث معه كان حقيقة، في تلك اللحظة وقف طائران على الشجرة التي كان يستظل بها، وبدآ يتحاوران حول الراعي الذي ينام ولا يعلم أنَّ تحته كنز، سمع الراعي، وبدأ على الفور بالحفر ووجد الكنز!
عاد الراعي إلى بيته فرحاً، وبدأ يحلم بمساعدة الآخرين، ولكن زوجته ذكرته بأنَّه خسر كل ما يملك من قبل، وحاولت أن تعرف منه كيف حصل على الكنز.. ولم يخبرها.
وعاش الزوجان بسعادة، وفي أحد الأيام وخلال عودة الزوجين على ظهر الأحصنة بدأ الحصانان التحاور، وقال الحصان للآخر: "لماذا تسير ببطء؟" فأجابه بأنَّه يحمل شخصين؛ الزوجة والجنين الذي في بطنها، لم يتمالك الراعي نفسه، وراح يهنئ زوجته بالحمل، وبدأ الفضول يسيطر عليها فهي لم تخبره بأنّها حامل!
وأخبرها الراعي بالحقيقة وقبل ذلك قام بتحضير قبر لنفسه استعداداً للموت، في ذلك الوقت جاء الكلب ثم الديك الذي قال للكلب: "لماذا تبكي فهو يستحق الموت لأنه أشبع فضول زوجته"، هنا أدرك الراعي أنَّه كان على خطأ وراح ووبخ زوجته على فضولها، ومنذ ذلك الوقت عاش الراعي بسعادة مع الحيوانات دون أن تعكر زوجته صفو حياته.