حصلت المراهقة غريتا تونبرغ ذات الـ16 ربيعاً على لقب شخصية العام من مجلة تايم الأميركية، وهي ناشطة سويدية ترفض سياسة الدول التي لا تتقيد بالحد من المسببات للتغير المناخي.
وعقب حصولها على هذا اللقب، قالت تونبرغ: «سأعود إلى بلادي لعطلة عيد الميلاد، ثم أخلد للراحلة في عطلة أخرى لأن المرء يحتاج إلى الراحة، خلاف ذلك لا يمكننا أن نواصل ما نفعله طول الوقت، ويوشك عام 2019 على الانتهاء، وعلينا أن نضمن أن يكون 2020 عام العمل... العام الذي سنخفض فيه منحنى الانبعاثات العالمية».
وقالت غريتا تونبرغ، التي رفضت ركوب الطائرات لما تسببه من زيادة في انبعاثات الكربون، وسافرت بالقطار والسيارة من العاصمة الإسبانية مدريد، بعد أن حضرت قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، وكانت قد وصلت إلى أوروبا قبل أيام قليلة على متن طواف بحري، بعد أن قضت شهوراً في الولايات المتحدة ضمن الحملة على تغير المناخ، «سنضغط على من هم في موقع السلطة، وسنضمن أنهم سيعملون وسيتحملون المسؤولية».
بداية رحلة غريتا
في مايو 2018 وبمساعدة والديها، ربحت الفتاة الاستثنائية مسابقة للكتابة حول موضوع المناخ، في مسابقة كانت من تنظيم الصحيفة السويدية "سفينسكا داغبلاديت"، والتي اقترحت آنذاك على التلاميذ التعبير عن مخاوفهم من التغيير المناخي الحالي، ما مكنها من لقاء الناشط "بو توران"، المدافع عن البيئة والعضو في جمعية "فوسيل فري دالسلاند" السويدية التي أنشأت العام 2013.
إلا أن هذا اللقاء قلب حياتها رأساً على عقب، ففي أغسطس 2018، قررت غريتا عدم الذهاب إلى مدرستها في ستوكهولم حتى إجراء الانتخابات العامة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، احتجاجاً على عدم التزام بلادها باتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. واعتصمت أمام أبواب البرلمان السويدي كل يوم جمعة خلال ساعات الدراسة لمدة ثلاثة أشهر، ودعت التلاميذ إلى مناصرتها. ومع بروز اسمها في الأوساط الإعلامية والسياسية، تصدرت وسوم عن البيئة #Klimatstrejka و #ClimateStrike و #FridaysforFuture موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
الأمر الذي ساعد على ذيوع صيتها وسط شباب دول العالم، حيث بادرت مجموعة من الشباب بدعمها في الدفاع عن البيئة -نحو 201 ألف طالب- بتنظيم إضرابات في 270 مدينة على الأقل مثل: ألمانيا، أستراليا، النمسا ،بلجيكا، كندا، الدانمارك، الولايات المتحدة، فنلندا، اليابان، هولندا، المملكة المتحدة وسويسرا.
فكانت حملتها السبب في ميلاد حركة شعبية تسمى «جمعة من أجل المستقبل»، التي تحولت الآن إلى حركة عالمية تستنهض الملايين من أجل التحرك.