طفل سقط في الغسالة الأتوماتيك، وطفل وضع يده في مفرمة، وطفل سقط من الطابق الثالث، كل هذه الحوادث وأكثر، والتي تسبب إعاقة دائمة لفلذات أكبادنا، تدفعنا للسؤال هل هذا قضاء وقدر؟

في الماضي كانت زوجة الأب، أو زوج الأم معروفين بالتعنيف، أما الآن فيشاركهما الآباء والأمهات أنفسهم، وأيضًا المعلمون، وتذكر الدكتورة شيخة العودة، مستشارة نفسية واجتماعية العودة مثالاً على ذلك الضرب المبرح، والحرق بالكبريت أو الولاعة، تتابع العودة: «شاهدت حالة كسر في الكتف لطالبة من أمها، كانت عاجزة، ونظرات الشفقة توجه إليها، وحالة فتاة حُلق شعرها، ففقدت ثقتها بنفسها».

حالات مؤلمة
أشرفت الدكتورة على حالة لطفلة لا تتجاوز تسع سنوات، حبستها أمها في دورة مياه بعد ضربها، فتسببت لها بمرض نفسي استمر عشرين سنة. وأم أخرى ضربت ابنها الصغير بالسكين، فأصبح بدون أصابع فقط؛ لأنه عبث بالسكين على قطع أثاث جديدة لها. وأم قطعت إصبع ابنها بأسنانها؛ لأنه أكل من قطعة كعك أعدته لضيوفها.

عدم العدل بين الأبناء والتفريق بينهم في المعاملة والمصروف والمحبة يسبب [الإعاقة النفسية]، وينشئ عند البنات، أكثر، إعاقة في المشاعر؛ لعدم إشباع حاجتهن للود والمحبة، وعدم التماس العذر لهن، فتنشأ فتاة سهلة للابتزاز. ونصحت الدكتورة العودة بعمل برامج تثقيفية وتوعوية مستمرة لمخاطر الإهمال في تربية الأبناء، والتعامل الصحيح معهم؛ حتى لا يكونوا السبب المباشر في إيذاء مستقبل أطفالهم.

أنواع الإهمال
نورة الطريقي اختصاصية اجتماعية، ومديرة وحدة الأمن والسلامة بكلية البنات بالدمام، وفصَّلته إلى:

الإهمال الجسدي ويشمل:

1 - رفض أو تأجيل الرعاية الصحية الضرورية للطفل.
2 - تركه وحيدًا بلا رقابة أو إشراف، أو معاقبته بالطرد من المنزل.
3 - عدم تلبية احتياجاته الجسدية والعاطفية بشكل ملائم.

نتائجه
سوء التغذية، المرض، الجروح والكسور والحروق الناجمة عن عدم مراقبته، فقدانه الثقة في نفسه مدى الحياة.
وحذرت الطريقي من الإهمال التربوي كالسماح للطفل بالتغيب عن المدرسة بدون سبب، أو حرمانه منها، أو عدم توفير العون الإضافي الذي يحتاجه في دراسته. ومن نتائجه التخلف الدراسي وعدم اكتساب المهارات.

الإهمال العاطفي ويشمل:
السماح له بتعاطي الكحوليات أو المخدرات أو حرمانه من العلاج النفسي إذا كان يحتاجه، مما يصل به إلى الانتحار. كما أنّ الإهمال العاطفي المفرط للرضّع قد يؤدي إلى وقف نموهم، وربما إلى الوفاة.

الإهمال الطبي ويشمل:
عدم توفير الرعاية الصحية الملائمة للطفل رغم توفر القدرة المادية على ذلك، وربما نتجت عنه مشاكل صحية مضاعفة.