كثيرًا ما يتأثر الأطفال بابتعاد والدهم عن المنزل، وخاصة إذا قرر أن يرتبط بامرأة أخرى، سواء كان الخبر الذي سمعوه صحيحًا أم مجرد إشاعة، وقد تتأثر حالتهم النفسية، وينعكس ذلك على تصرفاتهم وردود فعلهم. فكيف تدارك عدد من الفنانين الذين تعرضوا لإشاعة زواج من أخرى، المشكلة؟
أحمي أبنائي
حين نشرت إحدى الصحف المحلية بالخطأ خبر زواج الفنان السعودي هاني ناظر، فيما كانت المناسبة الحقيقية زواج شقيقته، تلقى العديد من الاتصالات من الأصدقاء للتهاني، فما كان منه إلا أن أرسلها على الهاتف الخاص بزوجته وولديه أسهم والبتول قبل أن يعرفوا الخبر من أي شخص آخر، يستدرك هاني: «تلقيت آلاف الأسئلة منهم وأجبت عليها برحابة صدر، كما أخبرتهم أنّ الصحفي بالجريدة أراد أن يخدمني ولكنه أخطأ بالتعبير، وأحيانًا أتعرض لمثل هذه الشائعات عبر الفيس بوك، لكن دائمًا أنا أحمي أبنائي من أي شيء قد يؤثر عليهم».
على الحياد
فيما عاد الممثل السعودي الشاب فيصل محمد بخش، بذاكرته سنوات، وكيف تزوج والده فخاصمه ووقف بجانب والدته، يعلّق فيصل: «بعد أن كبرت أدركت أنها حياته الخاصة وحياة والدتي، ولا علاقة لنا أنا وإخوتي بها، ويجب أن نقف على الحياد». أما شقيقته ريهام فتذكرت تلك الخصومات والمعاتبات، وتابعت: «لأنني صديقته، كانت عندما تغضب أمي منّي أحاول إمساك العصا من المنتصف، فأرضيهما معًا وبصراحة شديدة، ما يُسعد والدي يسعدني».
جمد لساني
رغم أن الممثل الأردني جمال مرعي، لم يخشَ، حسب قوله، مواجهة أصعب المواقف، لكنه خشي مواجهة ابنته لارا بخبر زواجه بعد انفصاله عن أمّها بست سنوات، حتى أنه كلما ذهب لإخبارها يجمد لسانه في حلقه ثم واجهها قائلاً: «زواجي من امرأة أخرى لن يقلل من حبي لك، وستظلين أنت الأولى والأغلى عندي»، يذكر جمال كيف تلاشت ابتسامتها وصمتت لدقائق، ثم باركت له على مضض بصوت مرتعش حزين، خاصةً أن هذا الزواج سينهي محاولاتها الفاشلة في إعادتي لأمها. فلم يدعُها لحفل زفافه حتى لا تتأثر نفسيًا، وبعد سنة ذاب الجليد بينها وبين زوجته.
حضر زفافي
فيما أجل نجم الكوميديا المصري أحمد بدير، قرار زواجه من امرأة أخرى، ثم فاتح ابنتيه برغبته، وكاد يضعف أمام بكائهما، وصدمتهما، ومحاولاتهما المستميتة؛ لإثنائه عن قراره، يعلّق: «اقتنعتا أخيرًا وباركتا زواجي، ولكن بالطبع من وراء أمهما».
أمّا مدرب كرة القدم ونجم نادي الزمالك السابق فاروق جعفر، فيجد أن إقناع الولد أسهل كثيرًا من إقناع البنت؛ لأن البنت تعتبر دائمًا سر أمها، ويتابع: «لم يفاجأ بقرار انفصالي، وحرص على حضور زفافي على زوجتي الجديدة».
كتب وأدعية
فيما بدا الإعلامي وعضو مجلس إدارة نادي المراسلين في البحرين طارق الغانم، متأكدًا من رفض ابنه «ميدو» رغم صغر سنه زواجه من أخرى، وعندما فاتحه بالموضوع مرة من باب التقديم للحدث أحضر الابن له عددًا من الكتب والأدعية، التي تؤكد على مآسي ومصائب الزواج الثاني، ووضعها على مكتبه، وأصبح يلازمه حتى في رياضة المشي يوميًا، ويصر على مشاركة والدته معهما، يتابع طارق: «حتى أخفى جواز سفري وبطاقتي الشخصية، وأخذ والدته وذهب إلى بيت خاله، عندها لم أستطع المقاومة، وذهبت لهما وحضنتهما، واعترفت له أنني لا أجرؤ على هذا وأنا أملك ابنًا رائعًا مثله».
هذا حقي
لم يكن نبيل الخالدي، مدير فني، ملحن وكاتب، مغربي، يطلب رأي ابنتيه من زوجتيه السابقتين، عندما قرر الزواج بثالثة، كما قال، بقدر ما كان يؤكد لهما أن من حقه أن يعيش حياة هادئة وسعيدة مع امرأة أخرى، وهو نفس الحق الذي يمكن أن يمنح لأمهما لاختيار زوج. يستدرك نبيل: «كل ذلك تم في إطار نقاش هادئ، فلم أفرض عليهما أن تأخذ (الزوجة الجديدة) مكانة الأم، لكنني منعتهما من وضعها في قفص الاتهام وتحميلها مسؤولية الانفصال».
رأي الـخـبـراء
اللاوعي بالفطرة يُشعر الطفل بالأمان؛ لوجود أبويه معًا في حياته، كما يرى الدكتور السعودي جزاء المطيري، استشاري نفسي وتربوي بمركز المأمون للاستشارات النفسية، وسماعه بزواج الأب رسالة سلبية لعقله الباطن بأن والده سيتخلى عنه، وقد تتكون لديه في اللاوعي تراكمات سلبية عن الزواج، يُتابع المطيري: «لغة حوار مع الطفل، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والنزول إلى مستوى تفكيره، وترك المجال له ليواجه، هي الطريقة الأنسب».
فيما علقت الاختصاصية النفسية والمستشارة التربوية السعودية، أميرة الخويطر: «هناك دراسات كثيرة تؤكد أنّ أسباب فشل الأبناء في الدراسة، وتزايد حالات الإدمان ونسبة العنف هو غياب دور الأب داخل الأسرة إما لغيابه المستمر، أو لزواجه من أخرى».