خلال الحرب العالمية الثانية، برزت عبارة شهيرة تقول "أزمة هوية"، وهي العبارة التي كانت تستخدم لوصف الجنود، الذين وقعوا جرحى في المعارك، وتركوا من دون أي إرشادات. حتى نسي بعضهم اسمه بسبب الحالة النفسية التي سببها الجرح. ومع مرور الزمن أصبحت هذه العبارة مشهورة لوصف من يعاركون الحياة وينمون من دون أن تكون هناك إرشادات صحيحة وتوعية ضرورية.
البحث عن هوية مهمة صعبة للمراهقين
قالت دراسة أعدها علماء اجتماع برازيليون إن إيجاد الهوية الصحيحة، تعتبر من أهم وأخطر المهمات، التي تواجه المراهقين هذه الأيام. فالهوية هنا لا تعني تلك البطاقة، التي يحملها الشخص وعليها الاسم والعنوان والجنسية، بل إنها هوية من نوع آخر، وبالتحديد هوية إيجاد ومعرفة الذات.
وتابعت الدراسة تقول: "الحقبة ما بين الطفولة والبلوغ هي بمثابة الحرب، التي يدخلها الإنسان، وهي المرحلة، التي يتلقى فيها الشخص القنابل تتساقط عليه من جميع النواحي ويكاد بسبب ذلك أن ينسى اسمه كالجندي المجروح.
من أنا؟
أشارت الدراسة إلى أن الإجابة عن هذا السؤال ليس بالسهل، لأنه يعني متابعة مرحلة طويلة فيها الكثير من التحديات، التي تغير الآراء، وتبني أو تدمر الشخصية. وقالت الدراسة إن معرفة الذات، تعطي للمراهق شعورا بأنه يتحكم بنفسه، وبأنه سيستطيع الإبحار في بحر الحياة خلال مسيرة حياته.
من دون معرفة الذات لا يستطيع المراهق أن يعرف الآخرين، فتصبح المواقف غامضة، ويصبح كل شيء من حوله غير معروف. وسيكون المراهق عرضة لاتباع سلوكيات يفرضها عليه الآخرون طالما أنه لا يعرف ذاته.
4 آراء رئيسية عن الذات
أولاً- الذات الأنانية:
وتشمل، على حد وصف الدراسة، آراء المراهق حول نفسه، ويعتبر الأبوان هما المسؤولان الرئيسيان عن تشكيل الذات الأنانية له.
ثانياً- الذات الموضوعية:
وتعني ما يراه الآخرون في المراهق، وتأثير ذلك على السلوكيات العامة له. الذات الموضوعية، بالنسبة للدراسة، تأتي من المحيط الخارجي الذي يلف عالم المراهقين.
ثالثاً - الذات الاجتماعية:
وهي، على حد وصف الدراسة، الطريقة التي يجد المراهق نفسه فيها ضمن المجموعة. ويقصد بالمجموعة هنا المجتمع الذي يساهم إلى أكبر حد في منحه الهوية.
رابعاً- الذات المثالية:
وهي الأهداف التي يريد المراهق تحقيقها، وغالبا ما تكون مثالية وصعبة المنال. ومن هنا تأتي أهمية مساعدته على رسم أهدافه المستقبلية بشكل واقعي.