"ميني ماوس" تتحول لعارضة أزياء وتثير الجدل

5 صور

قامت حملة إعلانية لموسم الأعياد في متجر بارني، فرع مدينة نيويورك، بالتوجه للأطفال بمجموعتهم الجديدة من الثياب. استعانت الحملة بشخصيات ديزني المعروفة والمحببة لدى الأطفال، حيث قامت بتغيير مظهرهم بما يناسب مقاييس الموضة، وألبستهم ثياب المصممين. ستعرض النماذج المعدلة للشخصيات على نوافذ المتجر كما ستقوم ميني ماوس ودايزي دك وحتى غوفي بالسير على مدرج الأزياء في عرض ثلاثي الأبعاد.

ميني ماوس بمقاس صفر
المشكلة التي أثارتها الحملة الإعلانية تكمن في أن التعديلات التي قامت بها بارني على الشخصيات كانت أكثر من مجرد ثياب جديدة، حيث تظهر ميني وأصدقاؤها بمقاييس عارضي الأزياء شديدي الطول والنحول؛ مما أثار استياء العديد من الناس والجهات الإعلامية؛ خوفاً من أن تشجع الأطفال وتعزز لديهم مظاهر أمراض اضطراب الشهية.

كما خشي المعترضون من أن تقوض مثل هذه الحملة الجهود الحثيثة المبذولة من قبل الجهات الصحية والشخصيات العامة لمقاومة الهوس المجتمعي بالصور النمطية المتمثلة في الاقتداء، بمقاييس عارضي الأزياء المستحيلة.

سلاح وسائل الإعلام
رأى الاستشاري في نمو وسلوك الأطفال والمراهقين بمستشفى الملك فيصل التخصصي د.حسين الشمراني أنما تطرحه وسائل الإعلام المختلفة قد يؤثر سلباً على نواحٍ كثيرة من حياتنا، كعادات الأكل واللبس والسلوكيات المختلفة كالميل للعنف.

بل قد تمتد لتغير من مفاهيم الجمال والصحة، فتصور الجمال على أنه الطول والنحافة الشديدة، وتعزز فكرة أن قبول الفتاه في المجتمع يعتمد على مدى رشاقتها دون اعتبار؛ لاختلاف مفهوم الجمال بين الثقافات المختلفة ودون اعتبار لوزن الجسم الطبيعي المتناسق مع الطول. وهذه الصورة النمطية للجمال في وسائل الإعلام قد تؤثر سلباً على البعض وخاصة على الأطفال والمراهقين؛ كونهم أكثر تأثراً بما يشاهدونه ويسمعونه، فيعزز الهوس بالنحافة وشكل الجسم، وقد يتطور عند البعض إلى اضطراب الامتناع القسري عن الأكل (الأنوريكسيا).

وفي إحدى الدراسات على الفتيات (من الصف الخامس إلى الثالث الثانوي) وجد أن 47% منهم يرغبون في إنقاص وزنهن بسبب تأثرهن بما يشاهدنه من صور في المجلات. كذلك وجد أن 69% منهن قد تغيرت مفاهيمهن للجمال وشكل الجسم المثالي بسبب تلك الصور.

الفيديو الإعلاني
يقوم السيناريو للفيديو الإعلاني الذي تنتجه شركة ديزني، ويُتوقع إطلاقه في 14 نوفمبر، على مشهد من 3 دقائق لميني ماوس، حيث تتخيل كيف سيكون الأمر لو كانت هي وأصدقاؤها من الشخصيات جزءاً من عالم الموضة الراقية، حيث تذهب في جزء من حلم اليقظة؛ لترى نفسها كعارضة أزياء تتبختر على مدرج في باريس.

ونرى ميني في صورتها الأصلية معظم الوقت، حيث يتم تجهيزها من قبل أفضل المزينين، حتى تذهب فيما يشبه بوابة الحلم إلى عالم مواز تأخذ فيه شكل الشخصية المعدلة التي تشبه العارضة الطويلة النحيلة لبضع ثوان، ثم تعود ميني إلى شكلها الأصلي في المشهد الأخير.

فهم خاطئ
تقول Luis Fernandez نائبة الرئيس الأول للإبداعية العالمية في منتجات المستهلك بديزني في حوار أجرته معها Nidia Tatalovich في المدونة الرسمية لشركة والت ديزني على شبكة الإنترنت: إنهم قاموا بإطلاق صورة من المشهد الأخير للفيديو الإعلاني بتاريخ 23 أكتوبر. تظهر فيه ميني ماوس بشكلها الكلاسيكي المحبوب والمعروف، حيث تنظر لنفسها في المرآة مدركة كم هي سعيدة وأنيقة! مرتدية ثوباً من دار Lanvin للأزياء.

تقولFernandez: «نحن نعتقد أن الفيديو الإعلاني لثلاث دقائق يعزز صورة الجسم السليم»، وإنهم يتمنون أن تعطي تصريحاتهم المزيد من التفسير للمعترضين.

هل تعتقدين أن الحملة الإعلامية برعت في التسويق لمنتجاتها بهذه الطريقة؟ أم أنها مازالت ترسل الفكرة الخطأ لعقول الأطفال؟