المصممة رزان المُسلَّم لـ سيدتي: حاولت إعادة تعريف الموضة السعودية من خلال تصاميمي

من تصاميم Otkutyr - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة
من تصاميم OTKUTYR - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

في لقاء حصري مع المصممة السعودية رزان المُسلَّم، نستعرض الرحلة المذهلة وراء تأسيس علامة  OTKUTYR. منذ انطلاقتها في عام 2011، سعت العلامة إلى سدّ الفجوات في سوق الأزياء، مقدمةً الدعم للمصممين السعوديين وتمكينهم من إطلاق علامات تجارية خاصة بهم. رزان التي نشأت في بيئة تُشجع الإبداع، استمدت إلهامها من تجاربها الشخصية وخلفيتها الفريدة في التصميم.

نتناول في حديثنا كيف ساهمت تجربتها في متجر للخياطة التقليدية في تشكيل فلسفتها التصميمية، ونتعرف إلى أبرز المحطات التي مرت بها علامتها. كما نغوص في مجموعة OTKUTYR الأخيرة لربيع وصيف 2025، التي تُجسِّد الهوية والتراث، وكيف تعكس هذه التصاميم رؤية رزان العصرية.

انضموا إلينا لاستكشاف أفكارها حول التحديات والفرص في صناعة الأزياء السعودية، ودور OTKUTYR في تعزيز المشهد الإبداعي المحلي والدولي.

هل يمكنك أن تُخبرينا عن الرحلة التي قادتك إلى تأسيس OTKUTYR؟

بدأت OTKUTYR في سد الفراغ في سوق إنتاج المصممين والتوجيه الإبداعي. منذ بدايتنا في عام 2011 إلى عام 2015، استثمرنا مالياً في المصممين السعوديين وساعدنا في إنشاء علاماتهم التجارية. لاحقاً، توسعنا إلى عمل قائم على الخدمات حيث، بدلاً من انتقاء المواهب وامتلاك علاماتهم التجارية، قدمنا التوجيه والإنتاج والتوجيه الإبداعي المصمم خصيصاً لأي خدمات يحتاجون إليها.
قد يهمك أيضاً: مصممة "مدائن للأزياء" فرح بسيسو: استوحيت آخر مجموعاتي من أناقة الملكة إليزابيث

ما الذي ألهمك لمتابعة مهنة في مجال الموضة، وكيف ساهمت خلفيتك وخبراتك في تشكيل فلسفتك التصميمية؟

لقد نشأت في أسرة حيث كنت أصمم ملابسي بنفسي عندما كنت طفلةً، وكان لدي الحرية في تعديل أي ملابس أتلقاها. وفي الجامعة، عملت في متجر خياطة تقليدي، حيث تواصلت مع عملية إنشاء قطع مخصصة لنفسي. ومن هناك، قابلت بعض المصممين الذين كانوا يستخدمون الأستوديو الخاص بنا، وبدأت في الاستثمار فيهم. بعد التخرج بدرجة بكالوريوس في أنظمة المعلومات الإدارية والعمل في مجال التمويل وتطوير الأعمال لمدة عام، قررت أن أتبع حلم طفولتي وسعادتي.

من تصاميم OTKUTYR - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

أخبرينا المزيد عن مصادر الإلهام وراء مجموعتك الأخيرة لربيع وصيف 2025

تستكشف أحدث مجموعة من OTKUTYR الهوية والتراث والتعبير عن الذات بشكل واضح. تمثل كل من الإطلالات الثماني المعروضة حالياً في صالة عرض Fashion Crossover في لندن شخصياتي المتعددة الأوجه. أنا تجريبية للغاية وأحب اللعب بأشكال وقصات وأوزان الأقمشة والتطريز بطريقة مختلفة. نظراً لفرصة تمثيل بلدي في التقويم الرسمي لأسبوع الموضة في لندن، شعرت بإحساس بالالتزام بالتعمق أكثر في المناظر الطبيعية والموضوعات والأجواء الجميلة في بلدي مع لمسة حديثة للغاية.

لقد اخترنا ست قطع فقط لعرضها، كانت إحداها من مجموعتنا لربيع وصيف 2024، والتي عُرضت سابقاً خلال أسبوع الأزياء الراقية في باريس مع جيسيكا مينه آنه Jessica Minh Anh. لم يكن عرض باريس هذا مُدرجاً في تقويم أسبوع الموضة الرسمي مثل عرضنا في لندن، لكنني أعتقد أن هذه القطعة لفتت انتباه أولئك الذين رشحونا. لقد مُنحنا الحرية لعرض مجموعة بلا موسم وإنشاء قطع عرض بدلاً من خط كامل. لذا، اخترنا أن نعرض قطعنا الراقية من موسم ربيع وصيف 2025. ستتوفر مجموعة الملابس الجاهزة في مقرنا الرئيسي في جدة، ونيويورك (في كل من doors.nyc وFlying Solo)، وكذلك في متجرنا الإلكتروني.

العلامات السعودية والطريق نحو العالمية

لماذا اخترت هذا الاسم لعلامتك التجارية للأزياء؟

مكتوبة كما تنطق OTKUTYR، وبما إني دسلكسية أعجبني التلاعب في الاسم وأردت الاحتفال بذالك خلال كتابة كلمة أزياء راقية haute couture بالطريقه التي تبدو بها. ورغم أننا لا ننتج قطع أزياء راقيةً فحسب، إلا أنني أؤكد على مدى احترام الموضة البطيئة والممارسات المصممة حسب الطلب للحرفية التقليدية والاهتمام بالتفاصيل. تأتي كل قطعة منا مع ضمان مدى الحياة للإصلاح، ونقدم خدمات إعادة التدوير للقطع القديمة، سواء كانت من صنعنا أم لا.

كيف تصفين جوهر OTKUTYR كعلامة تجارية للأزياء؟

تجسد OTKUTYR الثقة والتجريب والتفكير المستقبلي، وتوازن بين الجماليات الكلاسيكية والحديثة. نتعاون كثيراً مع العديد من العلامات التجارية والمواهب، مما يجعلنا عصريين ومنتعشين ويصعب تصنيفنا في بعض الأحيان.

ما العناصر التي تحدد نهجك في التصميم؟

نحن حريصون جداً على البيئة، ونسعى دائماً إلى إيجاد طرق إبداعية لإعادة استخدام المنتجات القديمة. مهمتنا هي جعلها تبدو جديدة تماماً، باستخدام تقنيات مثل الطباعة أو التطريز.

أنا أيضاً مرنة في التعامل مع المفاهيم. قد أبدأ بفكرة، وأتشاور مع فريق التصميم الخاص بي، وحتى بعد الإنتاج، إذا شعرت أنها لا تعمل، فأنا على استعداد للتخلي عنها والبدء من جديد. العمل الجماعي هو العنصر الأكثر تحديداً لنهجنا. ومع ذلك، إذا كنت أؤمن بشدة بفكرة معينة، فسألتزم بها، حتى لو لم تجد صدى في البداية لدى عملائنا، وأعتبرها فرصةً للتعلم.

OTKUTYR أول علامة تجارية سعودية تظهر بشكل فردي في جدول أسبوع الموضة الرسمي في لندن. ماذا يعني لك وللعلامة التجارية تحقيق هذا الإنجاز؟

لقد كان يعني كل شيء. لقد شعرت وكأنها لحظة اكتمال الدائرة. لقد أطلقت دار الأزياء في الأصل خلال أسبوع الموضة في لندن في فندق كلاريدج Claridge. ثم واصلت المشاركة في 15 عرضاً عالمياً في نيويورك ولندن وباريس وميلانو. أخيراً، كانت فرصة الظهور في التقويم الرسمي، الذي اختاره مجلس الأزياء البريطاني من بين العديد من المصممين الموهوبين في جميع أنحاء العالم، مجزية بشكل لا يصدق.

من تصاميم OTKUTYR - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

هل يمكنك أن تشرحي لنا عملية التحضير لأسبوع الموضة في لندن؟

لقد تلقينا المكالمة في شهر مارس وآذار، خلال شهر رمضان. عادةً، أُفضل أن تكون مجموعاتي جاهزةً قبل ستة أشهر، وأن أنتج أكثر من أربع مجموعات في العام. كان هذا يشكل ضغطاً كبيراً، لكن لدي فريق رائع قمت ببنائه على مر السنين، وأعتمد عليهم بشكل كبير. بدأنا في تبادل الأفكار، وتجربة قطع طليعية تبدو متماسكة على منصة العرض.

لقد استكشفنا مخزون الأقمشة لدينا، واتصلنا بموردينا (مثل Gruppo Cinque، حيث نعمل كسفراء)، بل وخاطرنا بالعمل مع الحرفيين في الهند الذين لم نتعاون معهم من قبل. كانت إحدى القطع البارزة هي فستان الشماغ المعاد تدويره، باستخدام قطع عائلية قديمة. لقد صممته ليتم تطريزه على شكل خريطة السعودية، لتمثل بلدنا من الغرب إلى الجنوب.

في النهاية، تحولت مجموعة ربيع وصيف 2025 إلى خط متماسك أفتخر به، حيث تمثل كل قطعة جانباً مختلفاً من إلهامي ورؤيتي.

بأي الطرق أثر تراثك السعودي على عملك التصميمي وهوية العلامة التجارية؟

بصفتي سعودية ولدي مقر رئيسي في جدة وخط إنتاج محلي، فإن تراثي يؤثر على العلامة التجارية بشكل عضوي. على سبيل المثال، قادني لقاء العملاء وفهم ما يريدونه إلى تطوير نظام مقاسات عربي. يأتي الإلهام أيضاً من الأقمشة والقصات وكيفية تمثيل أنفسنا محلياً ودولياً.

من تصاميم OTKUTYR - الصورة من مكتب العلاقات العامة للعلامة

كيف ترين تطور صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية، وما الدور الذي تأملين أن تلعبه OTKUTYR في هذا التطور؟

تتطور الصناعة بشكل جميل. عندما تأسست OTKUTYR في عام 2011، كانت الموضة تعتبر هواية. سنستمر في توجيه المصممين بسنوات خبرتنا وعلاقاتنا مع توفير مجموعاتنا محلياً ودولياً.

ما هي بعض التحديات والفرص التي واجهتك كمصممة سعودية في مجال الأزياء العالمية؟

لقد كنت محظوظة بالحصول على العديد من الفرص ولم أشعر قط أن علامتي التجارية كانت تُعامل بشكل مختلف بسبب أصولها.

ما أهدافك المباشرة وطويلة الأمد لـOTKUTYR؟ هل هناك أي مشاريع أو تعاونات جديدة تُثير حماسك بشكل خاص؟

لا أستطيع الكشف عن الكثير الآن، لكن OTKUTYR ستتوسع قريباً لتشمل خطوط منتجات أخرى.

ما النصيحة التي تقدمينها لمصممي الأزياء الطموحين من المملكة العربية السعودية الذين يتطلعون إلى ترك بصمة على الساحة العالمية؟

الموهبة وحدها لا تضمن النجاح. إنها رحلة شاقة ومكلفة تتطلب تعاون الجميع. كن منفتحاً على النقد واستمر في العمل حتى تصبح راضياً حقاً عن نتائجك. العمل الجاد والتفاني سيفتحان الأبواب؛ في هذا العصر الرقمي، لا تُعد الشهرة شرطاً أساسياً فالانضباط والعمل الجيد دائماً ما يبرزان.
تابعي أيضاً: المصممة رانية خوقير تُطلق مجموعة أزياء جديدة بمناسبة يوم التأسيس