ما أن تشعر الفتاة بملامح الجمال وعلامات الأنوثة تظهر على جسدها إلا ويزداد خجلها لدرجة الإرهاق، رغم أن الخجل طبع يصيب 85% من الفتيات و70% من الشبان في مرحلة المراهقة!" بهذه الكلمات يبدأ الباحث النفسي" مروان عبد الحميد" بجامعة طنطا كلامه.
ويستكمل: ولكن لا بد من السعي لمواجهته والقضاء عليه، ليتسنى للمراهق الاستمتاع بالحياة من حوله والاندماج في الصداقات، وخوض التجارب الحياتية بقوة ومن دون خجل، وهناك بعض الإرشادات لضبط هذه المواجهة.
اعرفي أنك لست الخجولة الوحيدة، فهناك الآلاف من المراهقات والمراهقين يرهقهم حيائهم ويضايقهم خجلهم. تعاملي مع خجلك على أنه حالة عرضية ستزول بعد فترة، وليست مرضية...ولكنها تحتاج لعلاج وعدم إهمال.
الإرادة القوية والحزم والتصميم والرغبة في الوصول إلى الأفضل والأجمل...أدوات وسلاح فعّال في تجاوز الخجل وأي طبع أو تطبع ترفضينه. نمى ثقافتك فهي إحدى الوسائل القوية والجذابة تستطيعين بها الأطلال على الناس. اعلني رأيك وموقفك مما ترين وتسمعين .. وإن كان متواضعاً، فليس هناك رأي صائب 100%، كل رأي يحتمل الخطأ والصواب. دربي نفسك على الشعور بالاستقلالية، ولا تهتمي كثيراً بهيئة الشخص أو طبيعة المكان .. تحدثي مع المحيطين بك، وكأنك تعطينهم معلومة.
توقعي الاعتراض والرفض، وافسحي صدرك للنقد على ما تقولين وتفعلين وحتى ماترتدين، وماعليك سوى تعلم أساليب للرد اللطيف. ليس مطلوباً منك الحديث والثرثرة في كل شيء، فكوني مستمعة جيدة، وتعلمي من الآخرين كيف يتحدثون؟..تحصدين نتيجة طيبة في القريب العاجل. خذي الأمور بسهولة وبساطة دون تعقيد ، ولا تعط الأشياء اكبر من حجمها، ولا تفسحي المجال للخيال الواسع، حتى لا يتعكر صفاء ذهنك ومزاجك. لاتجعلى من خجلك سببا لاحتجابك وانطوائك، ولا تزيدي من مساحة عزلتك وانكماشك فهذا لن يحل المشكلة. في سرية تامة اغلقى باب غرفتك وتحدثي مع نفسك، ناقشي موضوعا ما واطرحي رأيك فيه، واعرضي أسئلة واجيبى عليها،..هكذا يفعل الخطباء. في خطواتك لعلاج الخجل لا تطلبي المستحيل- حلما بالشهرة، الأضواء، الاستحسان الكامل- ويكفيك أن تصبحي شخصية مقبولة. دربي نفسك على المبادرة والجرأة واتخاذ الخطوة الأولى..تتغلبين على مواطن ضعف كثيرة تكرهينها. قاومي الخجل الذي يمنعك من التواصل مع الحياة ومباهجها، وحافظي على " الحياء" الذي يجب أن تتحلى به الفتاة إن استمعت لمدح زائد أو كلمة حب رقيقة.