شهدت سماء العالم العربي فجر اليوم الأربعاء 28 أغسطس 2024 انضمام القمر والمريخ والمشتري في مثلث سماوي بديع تمَّت مشاهدته بالعين المجردة.
وقد تم رصد القمر والمريخ باتجاه الأفق الشرقي، و نظراً لأن المسافة الظاهرية بين القمر والمريخ واسعة فلن يظهرا سوياً في مجال رؤية التلسكوب ولكن يمكن ذلك من خلال المناظير.
تغيرات دراماتيكية في سطوع المريخ
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة، إن رصد ومتابعة لمعان المريخ أسبوعياً في غاية الأهمية لرصد كيف سيتغير بشكل كبير من الآن وحتى يوم التقابل منتصف يناير 2025، إذ أن التغيرات الدراماتيكية في سطوع المريخ (ولونه الأحمر) هي سبب تسمية القدماء لهذا الكوكب باسم إله الحرب، ففي بعض الأحيان يستريح إله الحرب وأحيانا يصبح عنيفاً، هذه التغييرات هي جزء من سبب روعة مشاهدة المريخ في سماء الليل.
اقتراب ظاهري غير حقيقي
وأضافت الفلكية، أن المريخ والمشتري لهما لمعان ظاهري مختلف كثيراً، بينما ظهر هلال القمر المتناقص أسفل الكوكبَين.
ويعد هذا الاقتران هو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عددٍ من الدرجات القوسية عندما تتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب ظاهري غير حقيقي، أما المسافة الحقيقية بينهم، فهي كبيرة جداً تُقدر بمئات الملايين من الكيلومترات.
ويحدث هذا الاقتران عندما يكون القمر في مرحلة الهلال المتناقص والمريخ في موقعٍ يسمح لهما بالظهور قريبَين في السماء، ويحدث بسبب اختلاف المدارات السماوية للأجرام السماوية حول الأرض والشمس، ويعتمد الاقتران على الزاوية التي يكون فيها القمر والمريخ بالنسبة للأرض في أثناء الاقتران، وتكون المسافة الظاهرية بين القمر والمريخ صغيرة؛ ما يجعلهما يبدوان كأنهما موجودان بالقرب من بعضهما بعضا.
أهمية رصد هذه الاقترانات
ويساعد رصد هذه الاقترانات على دراسة مواقع الأجرام السماوية وتحليل حركاتها، وهذه البيانات تسهم في تحسين فهم علماء الفلك للمدارات والكواكب والأنظمة السماوية، وفرصة لتعليم الفلك والهوايات الفلكية، حيث يمكن للمهتمين بالفضاء التعرُّف على كيفية تطور وتحركات الأجرام السماوية في السماء، كما أنها تلهم العديد من الناس للاستكشاف والتعلم عن الفضاء، ويمكن أن تثير اهتمام الأجيال الجديدة بعلم الفلك، وتكون بداية لاهتمامات علمية جديدة.
سبب سطوع كوكب المشتري
ويبلغ قطر كوكب المريخ 6,790 كيلومتر فقط، أي أنه ليس كبيراً جداً، فيما يبلغ قطر كوكب المشتري أكبر كوكب في نظامنا الشمسي 140 ألف كيلومتر، ما يعني يمكن اصطفاف أكثر من 20 كوكباً بحجم كوكب المريخ جنباً إلى جنب أمام كوكب المشتري، لذلك يبدو كوكب المشتري دائماً ساطعاً لأنه كبير جداً، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة للمريخ الصغير الذي يرتبط لمعانه بقربه أو بعده من الأرض.
ويدور المريخ حول الشمس خارج مدار الأرض وتتغير المسافة بين الأرض والمريخ، ففي بعض الأحيان تكون الأرض والمريخ على نفس الجانب من النظام الشمسي وقريبين من بعضهما، وفي بعض الأحيان على جانبين متقابلين من الشمس وبالتالي ظهر المريخ خافتاً.
ويعود السبب في أن الكوكب الأحمر يكون ساطعاً في بعض الأحيان لأن الأرض تستغرق عاماً لتدور حول الشمس مرة واحدة، ويستغرق المريخ حوالي عامين للدوران مرة واحدة، ويحدث تقابل المريخ عندما تمر الأرض بين المريخ والشمس كل عامين و 50 يوماً.
ولهذا فإن سطوع المريخ يتضاءل ويزداد في السماء كل عامين تقريباً، لكن هذه ليست الدورة الوحيدة للمريخ التي تؤثر على سطوعه، فهناك أيضاً دورة مدتها 15 عاماً من حالات التقابل الساطعة والخافتة.
يمكنك أيضًا قراءة: حلم السفر عبر الزمن.. تسجيل إشارة راديو من خارج الأرض
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس