تاريخ مدفع رمضان في الدول العربية/%D8%A8%D9%84%D8%B3/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/1807739-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86
مدفع رمضان
يعدّ مدفع الإفطار في شهر رمضان أحد الرموز الكلاسيكية التي وسمت الشهر الفضيل وارتبطت به، وعلى الرغم من أن إطلاق المدفع كان إيذانًا بالحرب قديمًا إلا أنه أصبح من الطقوس الجميلة التي تشترك فيها معظم الدول الإسلامية، حيث يستخدم مدفع رمضان لإعلان موعد الإفطار للعامّة، لحظة مغيب الشمس، حيث يعتبر هذا التقليد القديم رمزاً أيقونيًا يحمل في طياته قصة تاريخية أصيلة، تجسد روح الاحتفال وثراء الترحيب بقدوم الشهر المبارك، بالسياق التالي "سيدتي" تعرفك تاريخ مدفع رمضان.
أيقونة رمضانية تحمل في طياتها عبق التاريخ وأصالة التراث
مدفع رمضان رمز من رموز شهر رمضان
يقول أحمد المهلمي الباحث في التراث لسيدتي: يمثل مدفع رمضان جزءاً من التراث الثقافي والإسلامي الذي يربط بين الأجيال، فهو رمز من رموز شهر رمضان الفضيل، يحمل في طياته عبق التاريخ وأصالة التراث ويشكّل جزءًا من ذاكرة معظم البلدان العربية إذ يستمر في إضفاء الطابع التقليدي والاحتفالي على شهر رمضان في البلدان الإسلامية التي تحافظ على هذا التقليد، ويوضح مدى التمسك بهذا الموروث الثقافي، رغماً عن التطور التكنولوجي، ووراء هذا التقليد تاريخ طويل يمتد إلى العصورالقديمة، ويكشف عن تطوراته وكيف أصبح جزءًا من التراث الشعبي.
قصة مدفع رمضان
مدفع الإفطار الرمضاني هو مدفع حربي يُطلق بأمان، وباستخدام ذخيرة خاملة لإنتاج الصوت فقط عند الانفجار، ويُعتبر إطلاق المدفع تقليدًا ثقافيًا هامًا يساهم في إحياء روحانيات الشهرالفضيل ويعززالتواصل والترابط الإجتماعي بين الأفراد، ويعود تاريخ مدفع رمضان إلى العهود القديمة في مصر، فإن بداية مدفع رمضان في الدول العربية انطلقت من القاهرة بمصر.
البداية وروايات متعددة
يُعتبر إطلاق المدفع تقليدًا ثقافيًا هامًا يساهم في إحياء روحانيات الشهرالفضيل
الرواية الأولي
ويعود أول ظهور لمدفع رمضان إلى القاهرة في العام 865 هـ/1461 م، خلال عهد السلطان المملوكي الظاهر سيف الدين خوشقدم، عندما كان السلطان يجري تجربة على مدفع جديد، وصادف أنه أطلقه وقت المغرب، فظن الناس أنه إشارة وتنبيه لموعد الإفطار، وهكذا خرج الجميع شاكرين للسلطان لهذه الفكرة فأعجب السلطان بفرحة الناس، فأمر بتكرار إطلاق المدفع يوميًا.
الرواية الثانية
تقول إن بعض جنود الخديوي إسماعيل قاموا بتنظيف أحد المدافع الجديدة، وإنطلقت منه قذيفة وقت صلاة المغرب في رمضان، فاعتقد الأهالي أنه تقليد جديد للإعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت الحاجة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل بما حدث، فأصدرت فرمانًا باستخدام المدفع عند الإفطار والإمساك.
الرواية الثالثة
وتفيد بأن إطلاق مدفع رمضان يعود لعهد حكم محمد علي باشا، أثناء تجربته لأحد المدافع التى وصلت من ألمانيا، وتصادف ذلك فى وقت أذان المغرب في أول أيام رمضان، وقد ظن وقتها الشعب أن الحكومة أرادت تنبيههم بموعد الإفطار، وقد نال ذلك إستحسانهم، مما دفع محمد علي، لإصداره الأمر للاستمرار بإطلاق المدفع طوال الشهر الفضيل.
قد ترغبين في التعرف على أيقونة رمضانية أخرى حيث :الخيامية نمط يحول المنازل العربية لأجواء الخيم الرمضانية
تاريخ مدفع رمضان في عدد من الدول العربية
مكة المكرمة
"مدفع رمضان" مرت عليه أجيال متعاقبة جعلت للمدفع دلالة روحية تنقله من آلة للموت إلى صوت مفعم بالحياة، ويذكر التاريخ أنه استخدم لأول مرة في الرياض في عهد الإمام فيصل بن تركي في العام 1282 هـ. pic.twitter.com/qI1CZt7faz
وذكر المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورخرونيه وعالم في الدراسات الاسلامية واللغة العربية، الذي زار مكة المكرمة عام 1884، أن إطلاق مدفع رمضان كانت ضمن عادات أهل مكة الرمضانية قديماً، ولقد استُخدم مدفع الإفطار في مكة المكرمة كغيرها من المدن السعودية، إذ اعتاد السعوديون عامة، وأهالي العاصمة المقدسة خاصة، وجود مدفع رمضان ليكون إلى جانب الأذان، مؤذنًا بالإفطار تارة، وبالإمساك وقت السحور تارة أخرى، كما يتأهب مدفع رمضان بمكة المكرمة لإطلاق أولى سبع قذائف صوتية، إعلانًا لدخول شهر رمضان المبارك، ثم يبدأ مزاولة مهامه الرمضانية، وكانت في مكة المكرمة عدة مدافع في مواقع مختلفة في عدد من أحياء مكة المكرمة، ثم توقفت كلها، إلا مدفعًا واحدًا هو الذي يتم استخدامه فقط (قبل أن يتوقف قبل ٧ سنوات)، وذلك بسبب توافر وسائل الإعلان المختلفة ووسائل الاتصال المتعددة والمتنوعة للإعلان عن دخول الشهر الكريم والإفطار والإمساك.
مملكة البحرين
ما زال المدفع يحتفظ بكونه أيقونة شهرالصيام لدى البحرينيين، ويجذب الكثيرين حوله مع قدوم الشهر الفضيل في كل عام، برغم ما عرفته الحياة من تغييرات على كل المستويات، أدت إلى اندثار الكثير من العادات والتقاليد القديمة، وعُرف مدفع الإفطار في مملكة البحرين، منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وقبل أن يعلن عن إكتشاف النفط أو عن تأسيس المملكة، وعادة ما يقوم أفراد من الأمن بإطلاق القذيفة لحظة مغيب الشمس، لإعلان حلول موعد الإفطار، ومع إعلان حلول شهر رمضان المبارك يتم إطلاق 8 طلقات من الأربعة المدافع المتمركزة في المحافظات الأربع بالمملكة وذلك بعد صلاة المغرب بعد إعلان الشؤون الإسلامية عن حلول شهر رمضان المبارك وبعد ذلك يتم إعلان وقت الإفطار من خلال رماية طلقة واحد، ووقت الإمساك طلقة واحدة من جميع المدافع الأربعة في وقت واحد وعلى مدى ليالي الشهر الكريم.
ويمكنك التعرف على المزيد عن مدفع رمضان عبر الرابط: مدفع رمضان حكاية مصرية عمرها 576 عامًا
الكويت
مدفع الإفطار في الكويت
• سمة مميزة في شهر رمضان ويعتبر تقليداً
سنوياً منذ أطلقت أولى قذائفه عام 1951
• علي بن عقاب الخزرجي هو أول من أطلق
مدفع رمضان في عهد الشيخ مبارك الصباح
• المدفع الحالي في قصر نايف اهداء من
البحرين في سنة 1992 من صنع بريطاني pic.twitter.com/yE3yRcrAD9
ولا يزال مدفع رمضان في الكويت، منذ أن أُطلقت أولى ذخائره في البلاد عام 1907، يحتفظ بوظيفته ورونقه خلال شهر رمضان المبارك، ليحيي في كل عام تقليدًا تراثيًّا قديمًا، وتحوّلت لحظة إطلاق المدفع الرمضاني، إلى أشبه باحتفال تراثي يبث عبر برنامج تلفزيوني على الهواء مباشرة، ويحرص جمهور من الكويتيين على المشاركة فيه بسبب عوامل التطور والحداثة وبدأ الكويتيون في استخدام المدفع، لمعرفة وقتيْ الإفطار والإمساك، منذ عام 1907، حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، وكان المدفع الرمضاني، موجودًا في موقع يسمى "سيف الطوب"، بجوار قصر "السيف"، في الكويت العاصمة، قبل أن ينتقل عام 1953 إلى قصر "نايف"، بعد أن تسلم الأمن العام الكويتي المسؤولية عنه عام 1951.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين على: كيف تؤثر المسلسلات على الأسرة في رمضان
أما الإماراتيون فقد عرفوا تقليد مدفع الإفطار، في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وكانوا يسمونه بـ"الراوية"، لارتباطه بشرب الماء، و ينطلق مدفع الإفطار في عدد من إمارات الدولة إيذاناً ببدء الشهرالمبارك وإحياء لتقاليد متوارثة وحفاظًا على العادات والتقاليد والتمسك بالموروث الاجتماعي الأصيل، وكان أول مدفع في إمارة الشارقة، إذ تصاحبه الآن فعاليات مرتبطة به، في بث مباشر عبر شاشة الشارقة، ويجتمع عدد كبير من المشاركين في تظاهرة مجتمعية، تنقل صورهم مباشرة إلى أهاليهم وذويهم، فيتحول التقليد إلى احتفالية بمشاركة الجميع.
إمارة دبي
وبرغم التطور العمراني الذي تشهده إمارة دبي، والذي يحول دون سماع صوت دوي مدفع رمضان بشكل واضح، تحرص الإمارة على إحياء تقليدها السنوي، الذي يزيد على 50 عامًا، في تنبيه الصائمين بموعد الإفطار، وذلك من خلال أربعة مدافع تتوزع في مناطق مختلفة منها، ولا يزال مدفع الإفطار تقليداً حيّاً في دبي وتنقل محطات التلفزيون المحلية مراسم إطلاق المدافع كل مساء خلال الشهر المبارك من مواقع شهيرة مثل برج خليفة ومصلى العيد في المنخول والبراحة ويتردّد صداها في جميع أنحاء الإمارة.
أبوظبي
وفي أبو ظبي أيضًا، يعود تقليد مدفع رمضان كل عام مع بداية الشهر الفضيل، ويتواجد المدفع في مدينة أبوظبي عند جامع الشيخ زايد وقصر الحصن وحديقة أم الإمارات في منطقة المشرف، وفي مدينة الشهامة بمواقف "الفورمولا"، وفي مدينة العين في منطقة زاخر بالقرب من صالة الأفراح وقلعة الجاهلي، وفي مدينة الظفرة في حدائق أدنوك، أما في إمارة رأس الخيمة يتواجد بكورنيش القواسم عند سارية العلم، وأخيراً إمارة أم القيوين في مسجد الشيخ زايد.
تابعوا المزيد: الإمارات تطلق العنان للأدوات الرقمية تعاطيا مع شهر رمضان