يعتبر العمل الخيري ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المزدهرة والمترابطة، حيث يسهم في تحقيق التوازن الاجتماعي وتقليل الفجوات بين الطبقات المختلفة. كما أنه يعكس القيم الإنسانية النبيلة، ويعزز من روح التعاون والتضامن بين الأفراد.
في خضم التحديات العالمية مثل الفقر، والجوع، وانعدام الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، يمثل العمل الخيري جسراً لتقديم الدعم والمساهمة في تحسين حياة الملايين حول العالم. إنه فرصة للأفراد والمؤسسات للتعبير عن إنسانيتهم والمساهمة في البناء الإيجابي للمجتمع.
يأتي "اليوم العالمي للعمل الخيري" ليسلط الضوء على أهمية الجهود الإنسانية التطوعية، ويشجع على تعزيز روح العطاء والتكافل الاجتماعي.
يحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الخيري في الخامس من سبتمبر من كل عام، وهو مناسبة تذكّرنا بأهمية التفاني والإلهام الذي يقدمه العاملون في المجالات الخيرية لخدمة المجتمع. فالعمل الخيري ليس مجرد تقديم المساعدة المادية، بل هو عبور إلى عالم من الإيجابية والتفاؤل، حيث يمكن للجميع المساهمة بمختلف طاقاتهم ومهاراتهم لصالح الآخرين.
يتيح العمل الخيري فرصة لبناء جسور التواصل بين الثقافات والجنسيات المختلفة، محققاً تبادلاً ثقافياً يغذي التعايش والتفهّم المتبادل. كما أنه يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز العلاقات بين الأفراد والمجتمعات المحلية.
في هذا اليوم، يُشجع الناس على المشاركة في أنشطة خيرية مختلفة، سواءً كان ذلك من خلال التبرع بالوقت والجهد لمؤسسات الخير، أو من خلال التبرع بالموارد المادية لدعم المشاريع الإنسانية. إن الهدف الرئيسي لهذا اليوم هو تعزيز الوعي بأهمية العمل الخيري وتشجيع المزيد من الأفراد على المشاركة الفعّالة في بناء مجتمع أكثر إنسانية وتلاحماً.
ووفقاً لموقع (Edudwar) يتم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري في الخامس من سبتمبر لإحياء ذكرى وفاة لأم تريزا؛ بهدف حشد الناس في جميع أنحاء العالم نحو العمل الخيري وكذلك تكريم أولئك الذين ساهموا بحياتهم من أجل رفاهية الآخرين. ولا يقتصر الأمر على الأشخاص فحسب، بل يتم أيضاً حث العديد من المنظمات وأصحاب المصلحة على مساعدة الآخرين من خلال الأنشطة التطوعية والخيرية.
-من كانت الأم تريزا؟
الأم تيريزا، ولدت باسم أنجيزي غونكسي بوجاكسيو في سكوبيي، مقدونيا الشمالية في 26 أغسطس 1910. أمضت أول ثمانية عشر عاماً من عمرها في سكوبيي، وبعد ذلك ذهبت إلى أيرلندا ثم زارت الهند في عام 1928 حيث كرست نفسها. لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
أصبحت مواطنة هندية في عام 1948 وأنشأت منظمة مرسلات المحبة في كلكتا (كولكاتا الآن) في عام 1950. وقد نال العمل التبشيري الذي قامت به الأم تريزا وجماعتها للمبشرين الخيريين استحساناً في جميع أنحاء العالم، وحصلت على عدد من الجوائز. لأعمالها الخيرية، بما في ذلك جائزة رامون ماجسايساي للسلام عام 1962، وبادما شري عام 1962، وجائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي عام 1969، وجائزة بهارات راتنا عام 1980.
كما حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1979 "للعمل الذي قامت به في النضال من أجل التغلب على الفقر والضيق، اللذين يشكلان أيضاً تهديداً للسلام". توفيت في 5 سبتمبر 1997 عن عمر يناهز 87 عاماً.
-تاريخ اليوم الدولي لمراقبة الأعمال الخيرية
اتخذ المجتمع المدني الهنغاري مبادرة للاحتفال باليوم الدولي للعمل الخيري في عام 2011، بدعم من البرلمان والحكومة المجريين. وكان الهدف من المبادرة هو زيادة التضامن والمسؤولية الاجتماعية والدعم العام للأعمال الخيرية من خلال تنظيم المناسبات الخاصة.
واستجابة لهذه المبادرة والاقتراح الذي قدمته المجر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر 2012 قراراً بتعيين يوم 5 سبتمبر يوماً عالمياً للعمل الخيري. وقد شاركت في رعاية القرار 44 دولة عضواً في الأمم المتحدة تمثل جميع المجموعات الإقليمية الخمس للأمم المتحدة.
تابع المزيد :أعمال الخير وتأثيرها الإيجابي
-الاحتفال باليوم العالمي للعمل الخيري
ووفقاً لموقع (awarenessdays) كجزء من خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، التي تم اعتمادها في سبتمبر 2015، أدركت الأمم المتحدة أهمية القضاء على الفقر بجميع أشكاله. ويشكل الفقر تحدياً عالمياً هائلاً للمجتمع الدولي، كما يشكل تهديداً كبيراً للتنمية المستدامة. وانطلاقاً من روح التضامن العالمي، تركز خطة عام 2030 على أفضل السبل لتلبية احتياجات أفقر مواطني العالم وأكثرهم ضعفاً، وتعترف بالدور الذي يجب أن يلعبه القطاع الخاص في دعم مختلف المنظمات التي بذلت جهوداً خيرية لتنفيذ هذه الخطة. أجندة 2030.
ويتم تنظيم أنشطة التوعية العامة لتشجيع الأعمال الخيرية من قبل الدول الأعضاء في الجمعية العامة، وكذلك المنظمات غير الحكومية المختلفة وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية. كفرد، يمكنك الاحتفال بهذا اليوم من خلال تقديم تبرعات خيرية لأي من المنظمات الخيرية القريبة. ومع ذلك، ليس من الضروري تماماً أن تتبرع على شكل أموال فقط.
يمكنك أيضاً العمل كمتطوع في أي من هذه المنظمات والتبرع ببعض وقتك الثمين لصالح الفقراء والمحتاجين. من السهل العثور على فعاليات خيرية لحضورها بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري في منطقتك المحلية. إذا لم تتمكن من العثور على مثل هذا الحدث الخيري، فيمكنك تنظيم حدث خاص بك بمساعدة الأصدقاء وأفراد العائلة. بهذه الطريقة، يمكنك تثقيفهم أيضاً حول قيمة العمل الخيري والفرق الذي يمكن أن يحدثه في حياة الآخرين.
-أهداف العمل الخيري
حددت الأمم المتحدة مجموعة من الأهداف لليوم العالمي للعمل الخيري، والذي تم تحديده في 5 أيلول سبتمبر من كل عام، وهذه الأهداف هي:
• رفع مستوى الثقة بين المحتمعات المتنوعة وتعزيز التواصل فيما بينهم.
• تجاوز الحواجز الموجودة بين مختلف طبقات المجتمع.
• التشجيع على العمل الجماعي ورفع مستوى الشعوب.
• رفع مستوى الشعور والإحساس بالمسؤولية المجتمعية.
• إيصال فكرة عن مدى صعوبة التحديات وضرورة تكافل الجهود للقيام بالأعمال الخيرية ومساعدة الفئات المحتاجة.
• زيادة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
• توفير منصات الأنشطة الخيرية للأشخاص الذين يرغبون في القيام بأعمال خيرية، ولا يعرفون كيفية القيام بذلك.
• الحد من الفقر والبطالة والمرض من خلال تقديم الخدمات الخيرية التي تساهم في ذلك.
-أهمية العمل الخيري
إن القيام بالعمل الخيري له فوائد كثيرة، ويعمل على رفع مستوى الشعوب، وهذه الفوائد هي:
• تعزيز التواصل بين مختلف فئات وطبقات المجتمع وبناء العلاقات فيما بينهم.
• رفع مستوى المسؤولية من خلال التفكير بالآخرين والاحتياجات التي تلزمهم والقضاء على الأنانية.
• تقوية مبدأ التشاركية من خلال القيام بالأعمال الخيرية.
• حفظ كرامة الشخص المحتاج من خلال تقديم الدعم الذي يحتاجه دون أن يقوم بطلب هذا الدعم من أحد.
تابع المزيد:مدير مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة: العمل الخيري متأصل في ثقافة الشعب الإماراتي
