تعودت منذ طفولتها تعوَّدت أن يكون منزل أسرتها مقراً لمَن يحضر من قريتهم الجميلة لقضاء مصالحه في العاصمة الرياض سواءً بطلب توظيفٍ، أو علاجٍ، أو زيارةٍ،و على الرغم من صغره، ترى حنان البخيت أن منزلهم كان كبيراً بقلب أصحابه، وتقول: "كان والدي دائماً ما يسعى إلى عمل الخير مع كل مَن يعلم بأنه محتاج، من الأهل والجيران؛ لذا كان منزلنا نواة خيرٍ حفَّزت بذرة العطاء في عروقي". كان لنا معها الحوار الآتي حيث حدثتنا أكثر عن نفسها وأهم محطات حياتها..
الفرح في العيون
بعد تخرُّجي في جامعة الملك سعود، انتقلت مع زوجي للإقامة في قرية تقع شمالي السعودية وتتبع مدينة حائل. كان فيها مركزٌ للتنمية الاجتماعية، يهتم بشؤون الأسر المحتاجة، وعُيِّنت هناك اختصاصية اجتماعية، أنفذ دراسات ميدانية لتحسين أوضاع العائلات.
وفي فترةٍ وجيزة من عملي، وبعد البرامج التي قمت بطرحها وتنفيذها على أرض الواقع، بدأت ألمح الفرح في عيون أفراد الأسر؛ بسبب تحسُّن أحوالهم المعيشية، وتطوُّر مهاراتهم في مجالات مختلفة.
وعقب وفاة زوجي، اضطررت إلى العودة للسكن مع أهلي في الرياض، وترك عملي في حائل، وبقيت مع طفلتَي الصغيرتين، أستلهم من براءتهما طاقةً للعطاء، ثم شاء الله بعد فترة أن أتزوح من جديد، وأُرزَق ولداً وبنتاً.
فريق نواة الخير
مررت عقب ذلك بمحطات عدة في رحلة العمل التنموي، تعلَّمت منها كيفية غرس قيم مجتمعنا الطيب؛ ما أهلَّني لأكون مدربةً معتمدة في برامج الأسرة والطفولة، حيث قمت بتدريب المتطوعين وتأهيلهم لفعل الخير، وأسهم ذلك في تشكيلنا فريق «نواة الخير» قبل أربعة أعوام، التابع للجنة التنمية الاجتماعية بعرقة في منطقة الرياض.
عمل فريقنا على نشر ثقافة العمل التطوعي، وتلمُّس احتياجات الأسر الفقيرة، وتحويلها من مستهلكة إلى منتجة، ومع تزايد أعداد المتطوعين والمتطوعات فيه، وجدت نفسي أقود فريقاً من 200 متطوع ومتطوعة، انضم كل شخصٍ منهم للفريق ليقدم الخير دون مقابل.
وأدى تعاملنا مع الأيتام، ومجهولي الأبوين، وذوي الإعاقة والمسنين؛ إلى تحفيزنا على استقطاب أعضاء جددٍ قادرين على العطاء، منطلقين في ذلك من أهداف «الرؤية السعودية 2030» بالوصول إلى مليون متطوع.
ولعل أكثر ما يميِّز فريقنا أنه يجمع متطوعين من أعمار وثقافات مختلفة؛ ما أسهم في توزيع المهام بشكل يتناسب مع كل متطوع، وبذلك توسَّع نشاط الفريق، وكان له نصيبٌ في عقد شركات اجتماعية مع جهات حكومية وخاصة عدة؛ حتى أصبحت لنا بصمة خير في كثيرٍ من المشروعات.
لذة العطاء
على المستوى الشخصي، حصدت بركة العمل الخيري، ومساعدة الآخرين، وإرشاد الأشخاص إلى كيفية استغلال تخصصاتهم ومواهبهم وقدراتهم في خدمة المجتمع في بيتي وأسرتي؛ ما منحني لذة الاستمتاع بالحياة.
ولا يعرف لذة العطاء بالعمل التطوعي الصادق الخالص لوجه الله تعالى من غير سمعة ولا رياء، ولا يشعر بها إلا مَن جربها بصدق؛ فهي تجارة رابحة مع الله سبحانه وتعالى، راتبها ومخصصاتها عند رب العالمين.
قالوا عنها
«حنان معروفة على مستوى السعودية ببرامج التطوع. داخلها إحساسٌ رقيق، تستشعر به الألم عند الآخرين؛ ما يزيد من حبها وفعلها الخير مع الآخرين عبر أشكال التطوع المتنوعة».
نسرين عبد القادر الرديني رئيسة مركز تكوين القادة للتدريب
«حنان البخيت من الشخصيات التي وضعت بصمة مميزة، وخطَّت اسمها في سجلات العطاء. عرفتها مشرفةً على الفرق التطوعية في مركز رؤية، وقائدة فريق نواة الخير التطوعي. تعمل بصمت وتميُّز، وتمنح وقتها وجهدها لمساعدة المحتاجين، وتسخِّر إمكاناتها وما كسبته من خبرات لخدمة وطنها».
عبد الله البريدي مؤسِّس مركز رؤية للعمل التطوعي
«تجمع حنان بين الأصالة والمعاصرة، وتعمل وفق مبادئها وقيمها التي تربَّت عليها في وطنها، وتؤدي مهامها وفق أرقى الممارسات العلمية المتقدمة من التخطيط والتنظيم والقياس والتقييم. تُعدُّ نموذجاً مشرقاً للمرأة السعودية المؤثرة والصانعة، وتعمل بروحٍ وإنسانية جميلة، ومهنيةٍ واحترافية عالية. تؤمن بصناعة العلاقات وتوظيفها في البعد الإنساني التطوعي، وتعتمد لغة المشاركة في الرأي والقرار».
الدكتور عبد الرحمن الشتوي مستشار القيادة والتطوير
السيرة الذاتية لحنان البخيت
- باحثة اجتماعية في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية
- قائدة فريق نواة الخير التطوعي
- مشرفة الفرق التطوعية في مركز رؤية للعمل التطوعي
- مدربة معتمدة في المجال الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية
- عضو في لجنة العمل التطوعي في إدارة الإسكان التنموي بوزارة الإسكان
- كاتبة مقالات في عدد من الصحف الإلكترونية
- مستشارة في الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
- حاصلة على الرخصة الدولية للعمل التطوعي
- مدربة المدربين في برامج المسؤولية الاجتماعية وحاصلة على الرخصة الدولية فيها.