ولدت أول بروفيسورة في طب قلب الأجنة في العالم العربي والخليج، ريما البندر في الرياض، لأب دبلوماسي وأم طبيبة (أول طبيبة أطفال سعودية)، عاشت بعيداً عن الوطن منذ الطفولة على مدى عشرين عاماً في بريطانيا وألمانيا وكندا وأمريكا، وكان لـ "سيدتي" معها هذا الحوار حيث حدثتنا عن نفسها بنفسها وعن بداياتها في هذا المجال النادر، وتقول بدايةً: " حظيت بالالتحاق في أرقى الجامعات العربية، ومنها جامعة الملك عبدالعزيز آل سعود، والعالمية في جامعة بون في ألمانيا، جامعة تورنتو بكندا، جامعة جنوب فلوريدا وجامعة أوريجون في أمريكا، وأكرمني الله ثم أكرمني الوطن فتدرجت إلى أن صرت أول بروفيسورة في التخصص النادر في طب قلب الأطفال في المملكة، أول بروفيسورة في طب قلب الأجنة في العالم العربي والخليج. ومهما تدرجت في العلم والتخصصات الدقيقة النادرة، فأنا في الأساس أعمل كطبيبة أطفال أرعى قلب الطفل من مرحلة تطور الجنين إلى ما بعد الولادة إلى سن 18 عاماً".
أهمية تخصص قلب الأجنة
تخصص قلب الأجنة يعتبر من التخصصات النادرة جداً في المملكة العربية السعودية، والعالم ككل وهو تخصص دقيق وهام جداً يوفر على الجنين (أطفال المستقبل) والطبيب المعالج كثيراً من التعقيدات التي قد تنتج عن عدم تشخيص التشوه في قلب الجنين مبكراً، كأن يحدث أن يولد الجنين كطفل طبيعي ثم تحدث مضاعفات بعد الولادة، منها نقص الأوكسجين عن مخ المولود أو تشنجات تؤدي لوفاة المولود (إذا لم يتم نقله إلى مركز متخصص في قلب الأطفال في الوقت المناسب، ومن هنا تضح أهمية وحيوية هذا التخصص النادر، لما يتم به من توقع الخطر قبل حدوثه بعد تشخيص مرض القلب عند الجنين مبكراً، وبالتالي نقل الأم الحامل والجنين إلى مركز متخصص في جراحات قلب الأطفال سواء داخل المملكة أو خارجها).
تخصص قلب الأجنة قلل من وفيات المواليد
بالإضافة إلى أن التشخيص المبكر لأي مرض مهم للمريض والنظام الصحي في البلد؛ إذ يمكن الأطباء من اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستعداد ووضع خطة العلاج مبكراً، وبالتالي ممكن القول إن هذا التخصص قلل من عدد وفيات الأجنة والمواليد.
وأخيراً أرجو ممن يمهم الأمر، سواء الدولة أو الشركات الداعمة للأنشطة الطبية والجامعة، مزيداً من الدعم لهذا التخصص النادر، أو بالأحرى مزيداً من الدعم لإنشاء مركز تميز في تشخيص وعلاج أمراض القلب لدى الأجنة على مستوى المملكة، وتقديم أرقى وأكمل الخدمات لأكبر شريحة من النساء الحوامل بأجنة تحمل قلوباً مريضة أو مشوهة.
ريما البدر:
بروفيسور طب الأطفال، وقلب الأطفال، وقلب الأجنة، مسؤولة عن خدمات قلب الأجنة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، حاصلة على جائزة سيدتي للإبداع والتميز عن فئة الطب، مؤلفة أول كتاب أمريكي سعودي عن تخصص قلب الأطفال والأجنة، طبع على نفقة أكبر دار نشر في أمريكا، وحصلت على تكريم من جامعة جنوب فلوريدا التي يحمل الكتاب اسمها، تحاضر عن كتابها في عدد من الجامعات الأجنبية، حصلت على عدة تكريمات منها تكريم معالي وزير التعليم السابق الدكتور خالد العنقري والأميرة عادلة بنت عبد الله آل سعود، لها عدد من المشاركات الدولية في تخصصها.
قالوا عنها:
البروفيسورة ريما كانت أستاذتي في الكلية وبعد سنوات تخرجي سنحت لي الفرصة مرة أخرى بالعمل معها، وخلال كل ذلك تعلمت منها الكثير على المستوى المهني والشخصي؛ مثل التفاني في العمل وحب التعلم، وأعدّ نفسي محظوظة بالعمل معها.
الدكتورة ريم علي العفاري، طبيبة عامة ومحاضرة في قسم التعليم الطبي ورئيسة وحدة الإرشاد الأكاديمي في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز
الدكتورة ريما من الشخصيات السهلة المتميزة في تخصصها، جميلة في تعاملها مع زملائها، خاصة أننا كنا زميلات في الدراسة والعمل في جامعة الأميرة نورة بالرياض.
الدكتورة سمر السقاف، باحثة وأستاذة في قسم التشريح بجامعة الملك عبدالعزيز آل سعود
الدكتورة ريما زميلة عمر، هي مثال للمرأة السعودية المثابرة المجاهدة في سبيل العلم، درست وحصلت على مراكز مميزة في تخصصات نادرة على المستوى المحلي والعالمي، شغفها في العلم فائق كل متاع الحياة، بوركت وأدعو الله لها بالتوفيق دوماً.
الدكتورة منى الصواف، استشارية الطب النفسي وخبيرة الأمم المتحدة لعلاج الإدمان عند النساء، في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.