ما هو التفاؤل الواقعي وكيف يمكن تسخيره لخدمة أهدافكِ

فتاة متفائلة بين أحضان الطبيعية
فتاة متفائلة بين أحضان الطبيعية

هل تؤمنين بالتفاؤل؟ قبل أن تستمري في القراءة، انتظري وتوقفي قليلاً للتفكير بأهم الأحداث التي عاصرتِها اليوم. والأفضل من ذلك، أن تأخذي قلماً وتكتبيها. أخبرينا ماذا كتبتِ؟
هل كتبتِ أحداثاً إيجابية متفائلة سعيدة مثل: تلقيتُ مكالمة من صديقة عزيزة، أو حققتُ إنجازاً بالعمل أو المذاكرة، أو مارستُ الرياضة بنجاح. أو أن أحداثاً سلبية ضايقتكِ اليوم مثل: تأخرتُ عن العمل لأن الحافلة فاتتني، أخبرتني صديقتي العزيزة بأنني لن ألتقيَها لأنها مسافرة.

التفاؤل أمرٌ صحي

                    فتاة متفائلة تبتسم فاتخاذ موقف إيجابي يساعد الناس على أن يكونوا سعداء وأكثر نجاحاً


وفقاً لموقع .verywellmind.com؛ فقد أمضى الباحثون الكثير من الوقت في دراسة الأشخاص الذين لديهم موقف إيجابي من الحياة. واكتشفوا أن اتخاذ موقف إيجابي يساعد الناس على أن يكونوا سعداء وأكثر نجاحاً وأكثر صحة. فالتفاؤل يمكن أن يحمي الناس من الاكتئاب؛ حتى أولئك الذين هم أكثر عُرضة للإصابة به. يتيح الموقف المتفائل للناس أن يكونوا أكثر مقاومة للتوتر. التفاؤل يمكن أن يجعل الناس يعيشون حياة أطول؛ فالتفاؤل جزء من الطبيعة البشرية؛ حيث يولد الناس عامة بمزاج متفائل، إلا أن التفاؤل تحدده أيضاً تجاربنا أثناء نموّنا. فنحن نتعلم أن نكون متفائلين من خلال ملاحظة الأشخاص الذين حولنا كقدوة لنا، واعتماد طرق جديدة في التفكير، وممارسة عادات جديدة، ومن ثَمّ يمكن للشخص أن يتعلم كيف يكون متفائلاً؛ حتى ولو كان موقفه يميل إلى التشاؤم.

التفاؤل والتشاؤم

تقول خبيرة التنمية البشرية نجوان عبدالفتاح لـ«سيدتي»: التفاؤل والتشاؤم مواقف عقلية، طرق التفكير ورؤية الأشياء. المتفائلون يرَون الجانب الإيجابي للأمور. وهم يعتقدون أن الأمور سوف تسير على ما يرام. إنهم يعتقدون أن لديهم القدرة على جعل الأمور تسير على ما يرام، في حين أن المتشائمين يعتقدون أن الأمور لن تسير على ما يرام، وينظرون دائماً لجانب الكوب الفارغ؛ فالسلبية هي ما يحكم حياتهم.

قوة التفاؤل

تؤكد نجوان أن التفاؤل هو نظرة إيجابية ومليئة بالأمل للمستقبل، لنفسك، وللعالم من حولكِ. إنه جزء أساسي من القدرة على التحمُّل، أو المرونة، وهو القوة الداخلية التي تساعدكِ على اجتياز الأوقات الصعبة. ووفقاً لهذا السياق؛ فالتفاؤل يساعدكِ على الرؤية والشعور والتفكير بشكل إيجابي. ويساعدكِ في الحفاظ على صحتكِ البدنية. ولذلك ليس من الضروري أن تكوني "متفائلةً بالفطرة" لكي تستخدمي قوة التفاؤل في حياتكِ اليومية، أو عند مواجهة أزمةٍ ما، يمكنكِ ببساطة اختيار نظرة إيجابية لتحقيق أقصى استفادة مما تلقيه الحياة عليكِ؛ فالحياة دائماً ما تكون مزيجاً من مختلف الأفكار وقرارات العمل وأحداث غير متوقَّعة، وإذا كنتِ تريدين تلخيص تاريخ حياتك بقوة التفاؤل؛ فهناك العديد من التنسيقات والكلمات التي يمكن استخدامها للوصف وِفق وجهات نظر إيجابية تجابهين من خلالها الشدائد؛ فيمكنكِ بناء تاريخ من التفوُّق بقوة التفاؤل متجاوزةً الحد الأقصى من التناقضات، ومستفيدةً من الصعوبات بدرجات متفاوتة من أجل الفوز.
وإذا كان التفاؤل مطلوباً؛ فالابتسام عنوان التفاؤل، وهذه أسباب مذهلة تدفعكِ للابتسام كل يوم

التفاؤل الواقعي

فتاة متفائلة تبتسم بسعادة تتعامل بالتفاؤل الواقعي مع مواقف الحياة


تستكمل نجوان حديثها مؤكدة، أن التفاؤل الواقعي يكون له تأثيرات مدهشة على هؤلاء ممن يركزون على الجانب السلبي للأشياء. فمع التفاؤل الواقعي؛ فإنكِ لا تتوقعين الأفضل فحسب؛ بل وتأملين أن تسير الأمور على ما يرام؛ حيث يساعدكِ التفكير الإيجابي في الحفاظ على حالة ذهنية إيجابية؛ فأنتِ لا تستسلمين للحظ فقط وتضعين يديكِ على وجنتيكِ في انتظار الأسوأ. بدلاً عن ذلك، انظري إلى الصورة الكبيرة: الخير والشر. ثُم قرري مكانكِ أنتِ فيها، وازرعي المرونة بداخلكِ لمواجهة الشدائد؛ فالمرونة هي العنصر السري لتخطّي التحديات عبْر "التفاؤل الواقعي". ونظراً لأن خطر الفشل موجود دائماً؛ فمع وجود استمرارية في المرونة أمام التحديات؛ فقد تكون هناك فرص لاستعادة الفرص الضائعة بطريقة أكثر قوة ومساومة؛ حيث سنتمكن من الحصول على معلومات حول الإستراتيجيات العملية التي يمكن اتباعها لبناء المرونة والاستفادة من المواجهة كمنصة للتخطيط لإمكانيات مستقبلية. ولكي تكوني أحد هؤلاء الذين يستخدمون "قوة التفاؤل الواقعي"

  • قرري ما هو واقعي يمكن توقُّعه.
  • قرري ما يمكنكِ فعله لجعل الأمور تسير على ما يرام قدر الإمكان.
  • اختاري التركيز على الأشياء الإيجابية ونقاط القوة لديكِ أثناء المضي قُدماً.

كيفية تسخير قوة التفاؤل الواقعي

تقول نجوان: في أيّ وقت تواجهين فيه صعوبة في التفكير أو تجدين نفسكِ تجنحين نحو أفكار سلبية، أو توقُّع الأسوأ، أو الشعور بالعجز، جرّبي أياً من هذه التمارين لبضعة أيام.

ركّزي على ما يجري بشكل جيد بالنسبة لكِ

اكتبي ثلاثة أشياء سارت بشكل جيد في اليوم السابق. يمكن أن تكون كبيرة، مثل: زيادة الراتب. أو صغيرة، مثل: "لقد تحدثت مع صديقة قديمة اليوم". قومي بوصف سبب كل حدث، واعترفي بالدَور الذي لعبتِه فيه، مثل: "لقد أجريتُ تلك المكالمة الهاتفية التي كنتُ أؤجلها لفترة طويلة".

ممارسة الامتِنان

اكتبي ثلاثة أشياء في حياتكِ تشعرين بالامتنان لها. هذا النوع من التركيز على ما يُثري حياتكِ، يمكن أن يساعدكِ على إبقاء أفكاركِ ومشاعركِ أكثر إيجابية.

انظري إلى الفوائد

فكّري في حدث سلبي من الماضي القريب أو البعيد. اكتبيه الآن، ثم فكّري في شيء إيجابي قد يأتي منه أو يمكن أن يكون قد نتج عنه. اكتبي عنه. وللحصول على المزيد من التفكير الإيجابي، اكتبي الحدث بخط جميل وكبير وبقلمكِ المفضل، أو اختاري قلماً لونه محبب لك.

انظري إلى المستقبل

تخيّلي نفسكِ تفعلين شيئاً يجعلكِ تشعرين بالارتياح. توقّعي حدوث أشياء جيدة.

امنحي نفسكِ القوة

عندما تحتاجين إلى ذلك، اعتمدي على الآخرين أو على إيمانكِ لتطوير المزيد من القوة. قولي لنفسكِ كثيراً: "أنا قوية ويمكنني تخطّي الأمر".
وبالنهاية قد ترغبين في التعرُّف إلى: خطوات لإيجاد المعنى في الحياة