خطوات لاستعادة الثقة بالنفس لدى مريضات سرطان الثدي

إحدى محاربات سرطان الثدي تضحك بثقة
إحدى محاربات سرطان الثدي تضحك بثقة

تخرج الناجيات والمتعافيات من رحلة مرض سرطان الثدي بالعديد من التجارب والمحن بشكل يصعب وصفه بالكلمات، حيث تحيط بهذه الرحلة التي تغير حياة المرأة إلى الأبد العديد من المشاعر. وتكمن وراء المشاعر أيضاً العديد من التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تؤثر كثيراً في اعتزازها بنفسها بوصفها أنثى، وتهز ثقتها بنفسها كونها امرأة قوية. بالسياق التالي "سيدتي" التقت "اللايف كوتش" واختصاصية التنمية البشرية والدعم الذاتي للمتعافيات من سرطان الثدي سيلفيا ناجي في حديث عن كيفية استعادة الثقة بالنفس لدى محاربات سرطان الثدي والمتعافيات.

ضغوط وألم ومشاعر مختلطة عند اكتشاف المرض

شابة من محاربات السرطان تبتسم بثقة حيث تستلهم العزيمة والإرادة من طاقتها النفسية وحبها للحياة


تقول سيلفيا ناجي لـ"سيدتي": لا يمكننا أن ننكر الضغوط والألم النفسي بعيداً عن الألم الجسدي الذي تتعرض له السيدة عند اكتشافها أنها مريضة سرطان الثدي، خاصة لو اضْطُرت لإجراء جراحة استئصال كاملة أو جزئية لأجزاء من ثديها، وفي ظل كل ما تتعرض له من ضغوطات وتحديات غالباً ما تجد نفسها ترزح تحت وطأة مشاعر من العطف والشفقة أو الخوف والقلق أو حتى الحزن من أهلها وذويها، فتتقبل هذه المشاعر أو ترفضها بإباء؛ لأنها قد تجدها تقلل من شعورها بوصفها أنثى وكبريائها وثقتها بنفسها كونها امرأة، ومن ثَمَّ فهي تحتاج لكثير من الدعم والرعاية والتفهم، وينبغي أن يدرك ذوو مريضات سرطان الثدي وأقاربهن أن ما يمكن أن يفعلوه قد لا يصل لطريقه المطلوب إذ يمكن أن تفسر مريضة سرطان الثدي عدداً من التصرفات على نحو إيجابي حيث تتخذها بوصفها دعماً نفسياً من أفراد الأسرة لتستلهم العزيمة والإرادة من طاقتها النفسية وحبها للحياة ولأسرتها ومعتقداتها الدينية الراسخة لتقاوم المرض وتبعاته، أو تنأى بنفسها عنهم طالبة العزلة؛ لما تفسره من نظرات أعين الآخرين وتلميحاتهم وعباراتهم.

مريضات سرطان الثدي يعانين من الحساسية الزائدة

تقول سيلفيا: تعاني مريضات سرطان الثدي سواء المتعافيات أو المحاربات من الحساسية الزائدة بحكم ذلك المتغير الجديد الذي ظهر، وهو الاصابة بسرطان الثدي، وما يستتبعه ذلك من علاج كيميائي أو استئصال أو غير ذلك من علاجات، وتظل تلك الحساسية تجاه تصرفات الآخرين وبخاصة الزوج والأولاد، حتى لو ظلت تصرفاتهم في إطارها الطبيعي والسوي، فمن الممكن أن تنظر لها المريضة بأنها تغضب كبرياءها وتضر بثقتها نفسها فما تعرضت له يُشعرها أنها أقل أنوثة فيتفاقم لديها شعورها أنها إنسان كامل سوي.
تستكمل: قد تسبب الجراحة ندوباً، كذلك يمكن أن يتسبب العلاج الهرموني في ظهور أعراض جانبية أخرى، ويمكن أن يسبب العلاج الكيميائي تساقط الشعر وتغييرات في ملمس البشرة والأظافر، ويمكن أن تسبب هذه العلاجات أيضاً زيادة الوزن وتغيراً بلون الجلد، كل هذه التغييرات الجسدية يمكن أن تصيب السيدة بالضيق والحزن وتؤثر في ثقتها بنفسها، حيث تحديات صورة الجسم شخصية للغاية وتختلف من شخص لآخر. بالنسبة إلى البعض، يمكن أن تكون مقلقة، في حين لا تعاني أخريات منها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن ما هو عالمي إلى حدٍّ كبير هو أنه من الصعب التغلب على هذه التحديات إذا لم تواجهها محاربة السرطان بطريقة ما، وفي نهاية المطاف تحتاج كل امرأة إلى الشعور بالسلام مع قراراتها الخاصة.
وبالسياق التالي ستتعرفين إلى: أهم 10 نصائح للزوج لدعم زوجته المصابة بسرطان الثدي

نصائح لاستعادة الثقة بالنفس لدى محاربات سرطان الثدي

تقول سيلفيا: هناك عدد من النصائح تساعدك باعتبارك مريضة سرطان ثدي محاربة أو متعافية لاستعادة ثقتك بنفسك والنظر للمستقبل بطريقة أكثر تفاؤلاً وهي:

مرضى سرطان الثدي
 دعم المقربين أحد أهم عوامل الشفاء من مرض سرطان الثدي

افهمي أن ما تمرين به أمر شائع للغاية

قد تقولين لنفسك أو تسمعين من الآخرين أنك يجب أن تكوني ممتنة لكونك على قيد الحياة، وأن الاهتمام بمظهرك أمر سطحي. حاولي ألا تلتفتي إلى هذه الأفكار. إن صراعات صورة الجسم حقيقية، ولا داعي للشعور بالذنب أو قمعها. من الشائع جداً أن تشعري بالتأثر بالطرق التي تغير بها جسمك بعد علاج سرطان الثدي ويجب أن تتقبلي ذلك.

تأكدي أن مخاوف صورة الجسم يمكن أن يكون لها تأثير خطير

يمكن أن تؤثر المشاعر السلبية المستمرة حول مظهرك في صحتك العقلية وثقتك بنفسك وعلاقاتك. يمكن أن تجعل بعض المريضات يرغبن في تجنب الأنشطة اليومية التي يستمتعن بها بخلاف ذلك، مثل الخروج لتناول وجبة أو السباحة، وإذا كانت مخاوف صورة الجسم تؤثر في جودة حياتك، فلا تتجنبي التعامل معها، بل احصلي على الدعم من مختص.

مجموعات الدعم يمكن أن تساعدك إلى حدٍّ كبير

يمكن لمجموعات الدعم مساعدك في استبدال الأفكار السلبية والانتقادية حول جسدك ومستقبلك، وكثير من الأمور التي تقلقك بأفكار أكثر إيجابية أو حيادية، والبدء في النظر إلى جسدك وتجربته وقبوله كما هو الآن، يمكن أن تلتقي مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو شخصياً .

إذا كنت في علاقة فأخبري شريكك بما تمرين به

إذا كنت مخطوبة أو متزوجة فلا بُدَّ من إخبار شريك حياتك بما تمرين به، فقد تؤثر مخاوفك بشأن صورة الجسم في كيفية تعاملك مع شريكك.

ابحثي عن طريقة للتواصل مع جسدك

هناك العديد من طرق التواصل مع جسدك بطرق تشعرك بالسعادة ولا تتعلق بالضرورة بمظهرك -على سبيل المثال: بالمشي أو ممارسة اليوغا أو الرقص أو ركوب الدراجة أو الحصول على حمام ساخن.

اطرحي معايير الجمال التقليدية جانباً

نحن نتلقى باستمرار رسائل خفية وغير خفية حول معايير الجمال من وسائل الإعلام والإعلانات والأشخاص من حولنا. لدينا جميعاً أفكار راسخة حول ما هو جذاب. إحدى الطرق للتحرك نحو قبول الذات بشكل أكبر هي التخلي عن معايير الجمال الاعتيادية التي لا تناسبك وتجعلك تشعرين بالسوء.
كوني منفتحة على التغيير قد تجدين أن لديك عقلية مختلفة وأن أولوياتك تتغير بعد تشخيص إصابتك بسرطان الثدي وعلاجه.

خصصي المزيد من الوقت لنفسك

حاولي الانضمام إلى البرامج والمشاركة في الأنشطة التي تقدمها مبادرات رعاية مريضات سرطان الثدي والتي تتضمن جلسات اليوغا والعلاج بالفن أو حفظ القرآن الكريم؛ فمثل هذه الجلسات تكون علاجاً روحياً مفيداً للغاية وتساعد في تجاوز الأوقات الصعبة، فمثل هذه اللقاءات يمكن من خلالها تكوين علاقات مذهلة والتغلب على العقبات النفسية والعاطفية.

بالنهاية تقول سيلفيا: "أشجع المريضات دائماً على التفكير في تجربتهن وتقبل ما مررن به والتحديات التي تغلبن عليها، وعندما تكوني من الناجيات من سرطان الثدي؛ من المهم أن تعتزي بالأشياء التي تحبينها في نفسك، وتنظري إلى ما هو أبعد من التغييرات الجسدية، فـ"السرطان يجب ألَّا يكون حكماً بالإعدام".

ونحو المزيد للتعرف إلى كيفية التعامل مع مريضات سرطان الثدي تابعي السلسلة: