كل شخص يبحث عن التأثير؛ حتى إنه باتت مهنة معترف بها، ويُعَدُّ التأثير والقوة صفات جذابة بشكل خاص في عصر منصات التواصل الاجتماعي التي تُقيم الإنسان وفقاً لحجم تأثيره.
التأثير في حد ذاته مسؤولية، وصفة شديدة الجاذبية يمكن اكتسابها من خلال تبني سلوكيات معينة، وتمرين العقل على العمل وفقاً لآليات تعزز الشعور بالقوة والتأثير.
يؤكد الخبراء أن تطوير الذكاء العاطفي والقدرة على التواصل الفعَّال يلعبان دوراً محورياً في تعزيز قوة الشخصية وزيادة التأثير في الآخرين.
سلوكيات تعزز القوة والتأثير
فيما يلي نتناول أهم السلوكيات أو الصفات التي تمنح الشخصية القوة والتأثير.

الذكاء العاطفي
وفقاً لـنيكول سومز، الكاتبة في مجال العلوم السلوكية، في AMBA؛ فإن امتلاك شخصية مؤثرة يتطلب تطوير الذكاء العاطفي ، وهو القدرة على فهم وإدارة المشاعر الخاصة بك ومشاعر الآخرين. على عكس معدل الذكاء الثابت. يمكن تحسين الذكاء العاطفي مع الوقت من خلال خمس مهارات رئيسية:
- الوعي الذاتي: فهم نقاط القوة والضعف في أسلوب التواصل المناسب لكل شخص، بهذه الطريقة يمكن تعديل أسلوب التعامل مع المحيطين.
- المهارات الاجتماعية: بناء علاقات قوية من خلال التفاعل بذكاء مع الآخرين وفهم احتياجاتهم.
- التواصل الفعَّال: عليك أن تستخدم لغة الجسد ونبرة الصوت بشكل لتعزيز التأثير في الآخر.
- ضبط النفس: التحكم في الانفعالات خلال المحادثات المهمة للحفاظ على سير النقاش بفاعلية.
- المرونة والتكيف: التغيير فرصة لتطوير الشخصية لكن لن يحدث هذا قبل أن يتعلم الشخص مهارات المرونة والتكيف مع المتغيرات.
التواصل وبناء العلاقات
تؤكد لويس ملكونيان، مدربة محترفة معتمدة، في مقال نُشر لها في better up؛ أن الأشخاص الأكثر تأثيراً يتمتعون بمهارات تواصل استثنائية، حيث يحرصون على الاستماع بعمق للآخرين والتفاعل مع أفكارهم بطريقة تعزز الشعور بالثقة والاحترام المتبادل. وتوضح أن التأثير لا ينبع فقط من قوة الحديث ومدى مصداقية الحجج، بل من القدرة على بناء علاقات قائمة على الاحترام والتقدير.
ومن التقنيات التي تعزز العلاقات القوية التالي:
- الاستماع باهتمام: عدم مقاطعة المتحدث وإظهار الاهتمام الحقيقي من خلال إعادة صياغة النقاط المهمة.
- توجيه أسئلة ذكية: طرح أسئلة تساعد على فهم احتياجات الطرف الآخر وتحليل وجهة نظره.
- رواية القصص: استخدام السرد القصصي لجذب انتباه الآخرين والتأثير في عواطفهم، كما فعل ستيف جوبز حين قال: "الشخص الأكثر نفوذاً في العالم هو الراوي الجيد".
إستراتيجيات التفكير والتصرف بمرونة
يشير مقال نشر في growth institute إلى أن الأشخاص المؤثرين يتمتعون بقدرة فريدة على فهم أنماط تفكير الآخرين والتكيف معها. تعتمد هذه الإستراتيجية على "برامج التفكير اللاواعية" أو Meta Programs التي تحدد كيفية استجابة الأفراد للمواقف المختلفة. ومن أهمها:
- التوجه نحو الأهداف الشخصية: بعض الأشخاص يتخذون قرارات بناءً على ما يريدون تحقيقه، في حين يركز آخرون على ما يريدون تجنبه؛ لذا، إذا كنت تريد التأثير في شخص يتجنب المخاطر، استخدم عبارات مثل "سيساعدك هذا على تجنب المشاكل المحتملة".
- التحليل أو العمل الفوري: هناك من يحب التخطيط والتفكير العميق قبل اتخاذ القرار، في حين يفضل آخرون التنفيذ السريع؛ لذا، عليك تحديد أسلوب الشخص الذي تتفاعل معه وتقديم المعلومات وفقاً لذلك.
- المرونة في الأسلوب: إذا كنت تتحدث مع شخص يهتم بالصورة العامة؛ فاستخدم المصطلحات الشاملة، أما إذا كان يركز على التفاصيل؛ فاحرص على تقديم معلومات دقيقة.
اقرأوا أيضاً: انتشار الاكتئاب والقلق بين الشباب: الأسباب وطرق الوقاية
الثقة بالنفس والقدرة على القيادة
القادة المؤثرون يتحلون بـالثقة بالنفس التي تلهم الآخرين؛ فالأشخاص الواثقون بأنفسهم لديهم استعداد لتحمل المسؤولية واتخاذ قرارات صعبة.
ومن طرق تعزيز الثقة بالنفس:
- التخطيط الجيد: التحضير المسبق للمواقف المهمة يساعد في التحدث بثقة.
- تكرار الممارسة: كلما مارست مهارات التأثير؛ أصبحت جزءاً من شخصيتك.
- التفكير الإيجابي: التركيز على الإنجازات السابقة لتعزيز الشعور بالكفاءة.

المصداقية أساس التأثير في الآخرين
التأثير الحقيقي يتحقق عند بناء الثقة من خلال التأكيد على المصداقية؛ فالأشخاص المؤثرون يتميزون بـ:
- الشفافية في التعامل: عدم إخفاء المعلومات أو التلاعب بالحقائق.
- الوفاء بالوعود: الالتزام بالتعهدات لكسب ثقة الآخرين.
- التصرف بأخلاقية: تجنب الأساليب غير النزيهة في التأثير في الآخرين.
وأخيراً، نستخلص مما سبق أن اكتساب قوة التأثير في الآخرين يتطلب اكتساب مهارات معينة، لكن هذا لا يعني أن نتظاهر بهذه الصفات، بل نحتضنها ونكتسبها حتى تصبح جزءاً من شخصيتنا؛ فهنا لن نبذل جهداً حتى يتأثر الآخرون بنا.