الزواج من أهم القرارات التي يواجهها الإنسان ويتخذها في حياته، فهو قرار يؤثر على جميع جوانب الحياة ويشكل مستقبله بشكل كبير، لذلك لابد أن يُتخذ هذا القرار بحكمة وتأنٍ، والإنسان المتردد هو شخص يعاني من صعوبة في اتخاذ القرارات، ويتردد بشكل مستمر في اتخاذ الخيارات المهمة في حياته، فقد يشعر بالتردد والحيرة والشك بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها في قرار الزواج، فالتردد يؤدي إلى شروخ واهتزاز في شخصية أي شخص سواء كان شاباً أو فتاة، ويجعله أكثر خوفاً وقلقاً من الوقوع في اختيار الشريك الخطأ.
الحياة الزوجية السعيدة تحتاج لقرارات مدروسة
تقول خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل لـ"سيدتي": إن قرار الزواج من أهم القرارات بل هو أهم قرار مصيري في الحياة، ولا ينبغي التفكير فيه بشيء من الاندفاع والتسرع، لأنه عملية معقدة تتطلب التفكير العميق والتخطيط الدقيق، والتردد في اتخاذ قرار الزواج هو حالة عاطفية ونفسية يمر بها الكثير من الأشخاص عند التفكير في الارتباط، فينبغي للمقبلين عليه اتخاذ قرار مدروس يؤسس لحياة زوجية سعيدة ومستقرة، والتردد في اتخاذ قرار الزواج هو حالة عاطفية يمر بها الكثير من الأشخاص عند التفكير في الارتباط، والتردد يؤدي إلى شروخ واهتزاز في شخصية الفتاة، ويجعلها أكثر خوفاً وقلقاً من الوقوع في اختيار الشريك الخطأ.
إستراتيجيات تساعد في علاج التردد في اتخاذ قرار الزواج
تقول قنديل إن التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرار من الصفات السلبية في أي شخص، وهو سلوك إنساني مكتسب من التربية والبيئة المحيطة، التي تخلق إنسانا اتكالياً على غيره، ولا يستطيع اتخاذ أي قرارات تخصه، وهناك عدة طرق تساعد الشخص في علاج التردد في اتخاذ قرار الزواج وهي كالآتي :
الاعتراف بالمشكلة
التردد يحتاج فقط إلى قرار من الإنسان المتردد بنفسه ومعرفته الكاملة بمشكلته والاعتراف بها لنفسه، فالشخص المتردد يجب أن يزيد من قدراته المعرفية عن طريق القراءة، في جميع المجالات وخاصة المجال الديني والاجتماعي والإنساني، وأن يتخذ قراراته بعقلانية واستقلالية وبناءً على معرفة وعلم.
التدريب على اتخاذ قرارات صغيرة
فينبغي على الشخص المتردد تعويد نفسه على اتخاذ القرار والبُعد عن السلبية، وأن يضع في اعتباره أننا مجرد بشر نخطئ ونصيب وأن أغلب الأمور قابلة للإصلاح، وأنه ليس فاشلاً بل إنسان جيد، فيمكنه التدريب على اتخاذ قرارات صغيرة وزيادة الثقة بالنفس تدريجياً، كما يجب عليه أن يتحمل مسؤولية قراراته بنفسه.
عدم الخوف من الخطأ
التخلص من الخوف الذي يجعل الشخص متردداً، هو الخطوة الأولى للتخلص من التردد، ومواجهة المخاوف بشكل منطقي، وعدم الخوف من الخطأ واعتباره درساً للتعلم والتحسين، وتحليل المخاوف وتقييمها بموضوعية، عن طريق وضع خطط عملية لمواجهة التحديات المحتملة في الحياة الزوجية، كما يمكن استشارة مختصين نفسيين أو مرشدين أسريين للتعامل مع المخاوف العميقة.
حضور دورات تأهيلية للزواج
وهي دورات معرفية تقدم المعلومات الأساسية واللازمة لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة الزوجية، والعمل على التطوير الذاتي والشخصي، من خلال حضور دورات تأهيلية للزواج لفهم طبيعة الحياة الزوجية بشكل واقعي، ولتوعية المترددين على الإقبال على الزواج بأهمية الحياة الزوجية وتزويدهم بالمهارات التي تساعدهم على تحقيق السعادة والاستقرار، وذلك من أجل تعزيز الثقة بالنفس، والاستقلالية العاطفية، فبناء ثقتك بنفسك يساعدك في تجنب التردد.
لا تكن أسيراً لماضيك
لا تكن أسيراً لماضيك، فقد مرَّ وانقضى، فلو عشت أو مررت بتجربة فاشلة للزواج فلا يعني ذلك أن الفشل الزوجي هو الأساس في الزواج، بل كن إيجابياً وتفاءل، فأصابع يدك ليست واحدة، واعتبر التجارب الماضية درساً تتعلمه في الحياة. وإعدادهم لبدء حياة زوجية ناجحة.
التعامل بشكل إيجابي
إن التعامل مع هذا التردد بشكل إيجابي وبنّاء يمكن أن يساعد في اتخاذ قرار مدروس ومتوازن، المفتاح هو في فهم الذات، ومواجهة المخاوف بشجاعة، والاستعداد الجيد لهذه الخطوة المهمة في الحياة، بالتثقيف والدعم المناسب، يمكن للشباب والفتيات التغلب على ترددهم واتخاذ قرار الزواج بثقة وإيجابية، مما يمهد الطريق لحياة زوجية سعيدة ومستقرة.
الاستماع لتجارب إيجابية من أزواج ناجحين في المحيط
يجب الاستفادة من تجارب الآخرين الذين مروا بنفس التجربة، لأن تجارب الغير يجب أن يتعلم منها الإنسان، أن يهزم مخاوفه وينتصر على أفكاره السلبية بعنادها، وأن يتم التفكير في الأمور بطريقة إيجابية، ويكون على ثقة من أنه سينجح في إيجاد أي حل من أجل الوصول لأهدافه مهما كانت نتائج اختياراته، والاستفادة لا تعني إهمال القدرات الذاتية والطموح.
تعزيز التواصل مع الشريك المحتمل
فلا يقتصر التواصل على التحدث فحسب، بل يشمل أيضاً الاستماع والفهم والتعبير عن الذات بشكل فعال، وفتح حوارات صريحة حول التوقعات والمخاوف المتعلقة بقرار الزواج، كذلك فتطوير مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين، ومهارات حل الخلاف، والتخطيط المشترك للمستقبل وتحديد الأهداف المشتركة كل هذه الأمور لها تأثير فعّال، فالعلم والمعرفة يقودان للنجاح في الحياة، وبناء الثقة بالنفس أمر لا مفر منه يساعدك في تجنب التردد.
تغيير النظرة المجتمعية
العمل على تغيير الصور النمطية السلبية عن الزواج في المجتمع، فذلك قد يؤدي إلى علاقة فارغة عاطفياً، أو حتى مسيئة، وتشجيع الحوار المجتمعي حول التحديات التي تواجه الشباب في موضوع الزواج.
الاستعانة بالإيمان
أن أحد أهم مصادر التحكم في عقولنا هو التوصل للقوة الروحية، حيث يساعدك الصفاء الروحي إلى التوصل للقرارات الصائبة، فلابد أن يتعلم التوكل على الله والصلاة، لأنها تريح الإنسان عندما يتخذ القرار ويفوض أمره لله، وأن يتوكل على الله ويؤمن بقضائه وقدره، واستلهام القيم الدينية الإيجابية عن الزواج والأسرة.
ونحو المزيد من استراتيجيات التعامل مع التردد تعرفي إلى: كيفية التخلص من التردد في اتخاذ قرار