مجزرة.. «لايك»، جريمة.. «لايك»، اغتصاب.. «لايك»، زلزال.. «لايك»، سقوط طائرة.. «لايك»، استشهاد.. «لايك»، مقتل طفلة.. «لايك»، طلاق.. «لايك»!!!
منذ فترة يستفزني ويحيرني سؤال لدى تصفح المواقع الإلكترونية، وقراءة الأخبار؛ عندما أرى نتائج التعليقات.. والسؤال هو: ما الذي يعجب زائري المواقع لدى قراءة مثل تلك الأخبار؟ وما هو الهدف من وضع «لايك؟».
هل من يضع «لايك» يفعل ذلك فقط من باب المجاملة، وكأنها واجب اجتماعي؟ وهل هو مضطر بالفعل لضغط زر «لايك»، أم أن الموضوع أصبح آلياً من دون وعي للفكرة أو الموضوع أو الخبر؟ وهل يكفي ذلك الزر بديلاً عن التعليق أو التعبير؟ أم أن المهم هو معرفة كم زائراً أعجبته الفكرة؟ أليس من المهم أيضاً معرفة كم زائراً لم تعجبه الفكرة؟
والسؤال الأهم هو: لماذا لا يوجد خيار «ديسلايك أو لا يعجبني» في المقابل؟!
لماذا لا يوجد زر «ديسلايك» في الفيسبوك؟
كل هذه التساؤلات دفعتنا إلى البحث والتنقيب في المواقع العربية والأجنبية؛ للتأكد إذا ما كان هذا الموضوع قد لفت أحداً آخر من قبل، ووجدت بالفعل حملات مليونية تطالب بخيار «ديسلايك أو لا يعجبني»، ولكن من دون أن نجد الإجابة عن السؤال الأول؛ وهو لماذا يضع الزائرون «لايك» على أخبار القتل والحروب والمجازر والجرائم والأفعال المشينة؟
وكانت أغلب الإجابات تتناول موقع الفيس بوك تحديداً، ومن ضمنها أن الفيسبوك يريد أن يكون له جوٌّ إيجابيٌّ لجميع المستخدمين! ومما وجدت رداً على سؤال: لماذا لا يوجد زر «لم يعجبني» في الفيسبوك؟ هذا الجواب: لأنهم يريدون بيئة لطيفة وجميلة، ولا يريدون أن تشتعل المعارك والشتائم بسبب زر «لم يعجبني» الذي يمكن أن يؤدي إلى غضب البعض، والبديل برأيهم هو حذف الشخص الذي لم تعجبك أفكاره أو من يكتب تعليقات غير لائقة من قائمة الأصدقاء، وإذا استلزم الأمر يمكن كتابة «لم يعجبني» كتعليق، فهل تحققت بالفعل تلك البيئة اللطيفة بعدم وجود زر «ديسلايك؟»
الملايين يطالبون بزر«ديسلايك»
من الجدير بالذكر أن فيسبوك تلقت طلباً موقعاً من أكثر من 3 ملايين مشترك على الموقع يطالبون فيه «فيسبوك» بإضافة اختيار «ديسلايك» أو «لا يعجبني» إلا إن الموقع لم يصدر رداً محدداً بشأنهم حتى الآن. وأنه بصرف النظر عن الاسم الذي سيطلقه فيسبوك على الخاصية الجديدة.. فالمهم هو أنه سيكون بإمكان الزائر قريباً أن يعبر عن عدم رضاه تجاه شيء ما في موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالمياً موقع«فيسبوك»، سواء كان ذلك عن طريق خاصية تسمى «هيت» أو «أكره»، أو خاصية «ديسلايك» أو «لا يعجبني».
ويدرس فيسبوك هذا التوجه الجديد كون 2.7 مليار إعجاب يتم يومياً على الموقع سواء على تعليق أو خلافه، وسط توقعات مؤكدة بازدياد هذا العدد إلى الضعف على الأقل في حالة إضافة زر «ديسلايك»، فهناك عشرات الملايين من المعجبين يومياً بالعديد من صفحات الفيسبوك، والزر الجديد سيزيد من تفاعل رواد الموقع مع تلك الصفحات متيحاً أمامهم فرصة عن عدم رضاهم أيضاً.
عامةً يعتبر الزر «لايك» من أهم مصادر دخل شركة فيسبوك العالمية، ومن أهم عائدات دخلها على الإطلاق، وتنتظر الشركة أن يضيف زر «ديسلايك» المزيد من القيمة للشركة، غير أن هناك جدلاً كبيراً يدور داخل أروقة الشركة حول الخاصية المنتظرة حتى الآن سواء «هيت» أو«ديسلايك».
دعوة إلى «علم النفس الإلكتروني»
ورغم كل ما يثار حول هذه الخاصية الجديدة وإضافة الزر المنتظر، إلا إنه ما من تأكيد مطلق أو نهائي على تدشين الخاصية الجديدة حتى الآن، إلا أن الكثيرين يراهنون حول هذا الموضوع، وأنه آت ٍلا محالة؛ فهو يتفق تماماً ويتماشى مع الرسالة السامية للفيسبوك، والقائمة أساساً على مساعدة روادها والناس عموماً على التواصل مع الآخرين بأفضل الأشكال، وتفاعلهم الإيجابي وتعبيرهم عن آرائهم سواء بالإيجاب أو السلب، الموافقة أو الرفض، الحب أو الكره. ولأننا لم نجد حتى الآن إجابة عن السؤال المحير تعمقنا أكثر في البحث، فحظيت بمقالة لإحداهن تدعو فيها إلى ما يسمى «علم النفس الإلكتروني» تقول فيها ما مفاده:
«لست متخصصة بعلم النفس، ولم يسبق لي دراسة أو معرفة الكثير عنه، لكنني من أولئك الذين استوقفتهم تفرعات علم النفس الجمة، بعد أن أصبحنا نعي وجود أقسام مثل:علم نفس «النمو» وعلم النفس التربوي. وأحدث ما سمعت عنه هو «علم نفس الجماهير»، فجال بخاطري سؤال هاهنا: أمَا من علم نفس يكشف عن سلوكيات مستخدمي الإنترنت؟ أمَا من فرع لعلم النفس يوضح دوافعهم واحتياجاتهم ورغباتهم؟ وهل من فرعٍ جديد لعلم النفس يدرس الفوارق الفردية في قدرة الأشخاص على التواصل الإلكتروني في ظل عاصفة الفيسبوك والتويتر؟ ولماذا يتدافع الشيب والشبان لاستخدام هذه المواقع؟ ماذا يجدون؟ وماذا يقدمون؟ وما الذي يحدد إقدام أبناء الجيل الواحد على مشاهدة فيديوهات اليوتيوب نفسها في الأغلب؟
لقد آنت ولادة علم النفس الإلكتروني «في تقديري»، ولزم وجوده بين إخوته من الفروع؛ كي نستقي حاجتنا ونروي تعطشنا لمعرفة الإجابات عن تلك الأسئلة. فلقد تخفَّى قسم من الناس وراء استخدام الأسماء المستعارة وظهور قسم ثانٍ بأسمائِهم الحقيقية، وثالثٍ بأسماء الفنانين والممثلين يثير التساؤلات. كما أنتسجيل الدخول اليومي للفيسبوك والتويتر من دون داع ٍ سوى لتدوين كلماتٍ لا تفيد وقد تضر من قبل المراهقين يدعوني لأكرر ما سألته، كما أن الدور الهائل الذي لعبه شباب الثورات العربية كتدشين حملات والدعوة لمليونيات وإطلاق المناسبات والتصريحات «ولا يمكن لأحد أن ينفي ذلك»، كل ذلك وأكثر يأتي بمعنى اتخاذ الفيسبوك والتويتر سبيلاً لنشر أفكارهم وأحلامهم وطموحاتِهم لتغيير العالم.
الفيسبوك يجعلنا نشعر بشكل أفضل
بحث جديد منشور يظهر أن شبكات التواصل الاجتماعي تثير المساعي الأساسية للإنسان، بينما وجدت دراستان جديدتان أن شبكات التواصل الاجتماعي ترضي الرغبات البشرية الأساسية، سواء الجسدية أو النفسية. ووفقاً للبحث الأخير فإن «الفيسبوك يجعلنا نشعر بشكل أفضل حرفياً»، كما رأت دراسة نشرت في صحيفة «علم نفس الإنترنت»، أن الشبكة قد تدين بجزء من نجاحها إلى الحالة الإيجابية التي تسحر مستخدميها، ويبقى السؤال قائماً: ما الذي يدفع الأشخاص لضغط زر «لايك» على أخبار القتل والإرهاب والعنف والأفعال المشينة؟ وهل توقف أحدكم وسأل نفسه هذا السؤال؟ ما رأيكم بذلك؟