أقل ما قيل في الفيس بوك: «من ليس له حساب على الفيس بوك، ليست له هوية»، فما الهوية التي دمغت بها مجموعة الفتيات الفلبينيات؟ قضية تابعت «سيدتي» مجرياتها في قسم الشرطة وكواليس المحكمة.
شكّل أربع نساء ورجل، كلهم من الفلبين، عصابة أصدقاء أسست شبكة وسائل إعلام اجتماعية على الفيس بوك، وتواصلت مع خمس نساء من بلدهم في مانيلا، ادعى أفراد العصابة أنهم أصدقاء للفلبينيات، وتواصلوا معهن بشوق على الفيس بوك، ثم وعدوهن بتوظيفهن كنادلات أو بائعات أو عاملات نظافة في دبي.
بعد ذلك جهزوا لهن تأشيرات زيارة، وبمجرد وصولهن إلى دبي، صادروا جوازات سفرهن وحبسوهن في شقة في منطقة بدبي. قيل إن أفراد العصابة قد أجبرت الفتيات الخمس على العمل في الدعارة؛ بعد تهديدهن بوضع أسمائهن على القائمة السوداء وترحيلهن من الإمارات.
فمارسوا الضغوطات عليهن لدخول تجارة الرذيلة، بعد إجبارهن على الاختيار بين العمل في الدعارة أو تسديد 25000 درهم؛ لفك الحجز عن جوازات سفرهن للعودة إلى الفلبين.
جينا!
النساء تتراوح بين 21 و30. ذهبت ثلاث منهن إلى مركز للشرطة، حيث زعمن أن العصابة أغرتهن بعروض عمل وهمية، وأقنعتهن بالحضور إلى دبي للعمل. وكما ادعت الضحايا الفلبينيات أن رجلاً وامرأة استقبلاهن في مطار دبي الدولي، ونقلاهن إلى شقة في شارع الرقة. وتابعت الفتيات: «المشتبه بها الرئيسة أنثى، واسمها جينا، أخذت جوازات سفرنا، وأعلمتنا أننا حضرنا إلى دبي للعمل في مجال العلاقات الجنسية.
قال ضابط لـ«سيدتي»: «ذكرت الفلبينيات الثلاث أنه تم أخذهن لفنادق ونوادٍ ليلية وشقق، وأجبرن على النوم مع الغرباء. ثم داهم فريق من الشرطة شقة وألقى القبض على المتهمين الخمسة، وقدموهم للعدالة.
جذب وإجبار
اتهمت النيابة العامة «جينا، وأندو، وثلاث نساء أخريات؛ بارتكاب جريمة الاتجار بالبشر، ووجهت إليهم تهمة استخدام الفيس بوك لجذب خمس فتيات للمجيء والعمل في دبي. ثم استغلالهن وإجبارهن على ممارسة الرذيلة ضد إرادتهن.
وفي الوقت نفسه اتهمت «جينا وأندو» بحبس الضحايا الخمس في شقة ضد إرادتهن؛ حتى يتمكنا من استغلالهن في خدمات جنسية. وأحالتهم إلى المحكمة الجنائية في دبي، وطلبت تنفيذ أقصى عقوبة مطبّقة.
هروب
ادعت ضحية تبلغ من العمر 25 عاماً أثناء استجوابها: «كانت هناك فتيات أخريات في الشقة، وأبلغنني أن جينا هي السبب الرئيس، حيث خدعت الفتيات في الفلبين؛ من خلال منحهن عروض عمل وهمية، ثم إجبارهن على ممارسة الرذيلة تحت الإكراه. لم أكن أدرك أنني جئت إلى دبي بتأشيرة زيارة، حتى وصلت واكتشفت الحقيقة. وطلبت في يوم من أحد الزبائن مساعدتي على الهرب، وساعدني على التسلل من الفندق دون أن تلاحظ «ميلدريد»، وأوقف لي سيارة أجرة، وطلب من السائق أن يأخذني إلى أقرب مركز للشرطة. بعد أن تواريت عن الأنظار، أخبرت الشرطة بكل شيء، وكيف تم إجباري على العمل في ممارسة الرذيلة رغماً عني».
تصريحات
وقدمت أربع فلبينيات أخريات من الضحايا اعترافات مماثلة؛ حيث صرحن بأن المزعومين تواصلوا معهن وأقنعوهن بالطيران للعمل في دبي، ثم تم إجبارهن على ممارسة الدعارة.
وشهد شرطي إماراتي، من مكافحة الاتجار بالبشر، أن المتهمين اعتقلوا في عملية بعد وقت قصير من إبلاغ الضحايا بما حدث لهن في مركز الشرطة.
وستعيّن المحكمة محامين للدفاع عن المتهمين.