يواجه الموظفون، خلال رحلتهم المهنية، العديد من المصاعب والتحديات، التي قد تتُسبب بعرقلة مسيرتهم أو تمنعهم من التقدم، ما لم يتعامل معها بالشكل الصحيح. تشتمل التحديات التي يُعاني منها موظفون كثيرون على الزيادة المفرطة في المهام في العمل، في ما يُعرف حاليًا بـ"السمنة الوظيفية".
تعريف بـ"السمنة الوظيفية"، في السطور الآتية.
ما هي السمنة الوظيفية؟
تُعرّف بشرى الهندي، المتخصصة في رفاهية المؤسسات، السمنة الوظيفية، قائلة إنها "زيادة مفرطة في المهام والمسؤوليات الواقعة على عاتق الموظف، مما يتسبب بضغوط كثيرة، خلال وقت قصير للغاية"، مضيفة أنه "على غرار خطورة السمنة الجسدية، لناحية أنها تتسبب ببعض الأمراض المزمنة، مثل: السكري والكوليسترول والقلب والاكتئاب وقلة الحركة، فإن للسمنة الوظيفية نتائج سلبية على الموظف، الذي قد يشعر جراءها، باضطرابات في النوم واكتئاب وتراجع في الإنتاجية ومستوى الابتكار، ليصبح عطاءه في المؤسسة غير قيّم ويقّل بشكل ملموس".
عن حلول للسمنة الوظيفية، توضّح الهندي أنه يجب البحث خلف الأسباب الرئيسة المسببة بزيادة مسؤوليات العمل، بصورة غير معقولة، مع التخفيف منها، مع مرور الوقت، لافتة إلى أهمية تعلم مهارات إدارة الضغوط وكيفية التعافي من الاحتراق الوظيفي حتى يتمكن الموظف من العودة إلى إنتاجيته المعهودة والإبداع في العمل".
قد يهمّك أيضًا، الاطلاع على مفهوم العمل العميق لتحسين الأداء والتقليل من السمنة الوظيفية
وجه آخر للسمنة الوظيفية في صفوف الشركات
يلفت عبدالرحمن عثمان، المتختص في الموارد البشرية والمدرب المهني والكاتب، بدوره، إلى أن "السمنة الوظيفية تحمل بعدًا آخر مُتعلقًا بالشركات التي تُفرط في التوظيف؛ ثمّ، هي تتخلى عن الموظفين وتُسرحهم، عند المرور بأي أزمة، مما يعني أن الآلية المذكورة تمنح الشركات نجاحًا مؤقتًا ومتمثلًا في ارتفاع أسهم الشركة وتحقيق أرباح سريعة وحفاظها على منزلة جيدة في السوق، لكن سرعان ما ينعكس ذلك سلبًا على الموظفين، إذ يضعف الانتماء والولاء للشركات، فيتعاملون معها على أنها مرحلة فحسب في مساراتهم الوظيفية. تبعًا لذلك، تفقد الشركات المذكورة الفوائد المادية المتوقعة في المستقبل لأنها تخسر موردها الرئيس وهو العنصر البشري".
ويقول: "لا نشهد على السمنة الوظيفية في شركة "آبل"، مثلًا، التي توظّف بمسؤولية"، مستشهدً بالآتي: "خلال الأزمة الاقتصادية العالمية التى أثرت على شركات عدة، لا سيما الشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية، سرحت "أمازون" و"جوجل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" أكثر من 51000 شخص، في حين أنّ "أبل" لم تقم بتسريح أي من العمال والموظفين حتى اللحظة الراهنة".
قد يهمك أيضًا، الاطلاع على نموذج بيرما لتحقيق رفاهية الموظفين