مفهوم مجالس الإدارة مقابل المجالس الاستشارية للشركات

ما بين المجلس الإداري والمجلس الاستشاري - المصدر freepik
ما بين المجلس الإداري والمجلس الاستشاري - المصدر freepik

في عالم الشركات الكبرى، يبرز كل من المجلس الإداري والمجلس الاستشاري كعنصرين أساسيين في تعزيز الحوكمة الرشيدة وتحقيق النجاح. وعلى الرغم من التشابه الظاهري في أدوارهما، إلا أن لكل منهما وظيفةً مميزةً ومهمةً تجعل الشركات تستفيد منهما بطرق مختلفة.
"سيدتي" التقت بالكوتش المهني والإعلامية و الكاتبة الإماراتية الدكتورة عائشة البوسميط للحديث أكثر عن الفارق بين مجالس الإدارة مقابل المجالس الاستشارية.

دوران مختلفان متكاملان

الدكتورة عائشة البوسميط


تقول الدكتورة عائشة البوسميط: "إن هذه المجالس تبدو وكأنها تفاصيل إدارية، لكنها في الواقع تشكل الفارق بين اتخاذ قرارات إستراتيجية حاسمة وبين الوقوع في أخطاء كبيرة". وتكشف الكوتش الفرق بين هذين المجلسين وكيف يُسهم كل منهما في نجاح الشركات الكبرى.

المجلس الإداري: صناع القرار

توضح الدكتورة عائشة البوسميط إن "المجلس الإداري هو المسؤول عن تحديد السياسات الرئيسة للشركة، وانه يتألف من مجموعة مختارة من الأفراد يتم تعيينهم من قِبَل المساهمين، وهم من يتحملون مسؤولية اتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تُحدد مسار الشركة، ففي شركات كبرى مثل "إعمار العقارية"، يلعب المجلس الإداري دوراً محورياً في اتخاذ قرارات بمليارات الدولارات، مثل إطلاق مشاريع عملاقة تُغير معالم مدينة دبي. هذه القرارات تعكس أهمية المجلس الإداري في صناعة المستقبل"، وتضيف: "وفي عالم التكنولوجيا، يعتمد عملاق البرمجيات "مايكروسوفت" على مجلس إدارتها لاتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالاستحواذ على شركات أخرى أو دخول أسواق جديدة. المجلس الإداري هنا ليس مجرد واجهة، بل هو القوة المحركة التي تُحدد التوجه الإستراتيجي للشركة".

كيفية اختيار المجلس الإداري

تشير البوسميط إلى ان "انتخاب أعضاء مجلس الإدارة يتم من قبل المساهمين لفترة زمنية محددة خلال اجتماع الجمعية العمومية، ويُكافأ الأعضاء بناءً على أدائهم ومساهماتهم في نجاح الشركة. هذه المكافآت قد تشمل حوافز مالية أو مكافآت أخرى تقديراً لدورهم الحاسم في اتخاذ القرارات الإستراتيجية. كما أن لديهم مسؤوليةً قانونيةً أمام المساهمين لإدارة الشركة بشكل يتماشى مع الأهداف والغايات المؤسسية".

أبرز مهام المجلس الإداري

فيما يلي المهام الموكلة للمجلس الإداري في الشركات وفق الخبيرة:

  • الإشراف على الإدارة التنفيذية: التأكد من أن الرئيس التنفيذي وفريقه يلتزمون بالسياسات والإستراتيجيات المعتمدة.
  • الموافقة على الخطط الإستراتيجية: يختص المحلي الإداري بالموافقة على الخطط الإستراتيجية بما في ذلك خطط التوسع في الأسواق الجديدة.
  • المساءلة القانونية: واحدة من المهام المنوط بها المجلس الإداري هي أنه مسؤول قانونياً أمام المساهمين عن أداء الشركة.
  • اقتراح السياسات والإستراتيجيات: تقديم مقترحات للسياسات والخطط الإستراتيجية اللازمة للشركة.
  • اعتماد الخطط الإستراتيجية والموازنة السنوية: تُعد كذلك الخطط الإستراتيجية والموازنة السنوية والإشراف على تنفيذها لضمان تحقيق الأهداف مهمة أساسية للمجلس الإداري.
  • إقرار الهيكل التنظيمي: من شأن المجلس الإداري إقرار الهيكل التنظيمي والموافقة عليه بعد رفعه للجهات المعنية.
  • مراجعة واعتماد الأنظمة واللوائح: تُعد مراجعة واعتماد الأنظمة واللوائح مهمةً أساسيةً للمجلس لضمان سير العمل بكفاءة وفاعلية.
  • تقديم التوجيه والدعم لمسؤول الجهة: المجلس الإداري منوط بتقديم التوجيه والدعم لمسؤول الجهة لضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية والتشغيلية للشركة.

المجلس الاستشاري: العقول الخبيرة

المجلس الاستشاري يساعد الموظفين على الابتكار- المصدر freepik


في المقابل، يتولى المجلس الاستشاري، كما تقول الدكتورة البوسميط،  دوراً إستراتيجياً آخر، وهو تقديم النصح والمشورة دون سلطة قانونية، إذ يضم المجلس الاستشاري خبراء في مجالات متعددة مثل التسويق، التكنولوجيا، والتمويل، ويتم اختيارهم لتقديم توجيهات واستشارات للشركة، وعلى الرغم من عدم امتلاكهم لسلطة اتخاذ القرار، فإن آراءهم تساعد الشركة في تجنب المخاطر واستكشاف الفرص الجديدة"، وتضيف: "يتألف المجلس الاستشاري عادةً من ممثلين رئيسيين عن الشركة، إلى جانب رئيس مستقل ومستشارين خارجيين يتم اختيارهم بناءً على معرفتهم المتخصصة أو خبراتهم التخصصية، فدور المجلس الاستشاري لا يتضمن سلطةً قانونيةً، بل يركز على تقديم التوجيه والنصح لحل التحديات التي تواجهها الشركة. على سبيل المثال، قامت شركة "تسلا"، التي قدمت السيارات الكهربائية المبتكرة، بالاستفادة من رؤى مجلسها الاستشاري في الابتكار التكنولوجي، مما يساعدها على البقاء في الطليعة".

أبرز مهام المجلس الاستشاري

المجلس الاستشاري، يختلف عن المجلس الإداري من حيث المهام، وتتلخص مهامه وفق قول البوسميط في التالي:

  • تقديم المشورة المتخصصة: المجلس الاستشاري بالأساس يتم اختياره بهدف تقديم المشورة في المجالات التقنية أو التوسعية.
  • تعزيز الابتكار: المجلس الاستشاري مختص كذلك بتقديم أفكار جديدة وغير تقليدية للشركة.
  • تحليل المخاطر: من مهام المجلس الاستشاري في الشركة مساعدة العاملين في تحديد وتجنب المخاطر المحتملة.

الفرق بين المجلسين الإداري والاستشاري

على الرغم من أن كلاً من المجلسين يسهمان في توجيه الشركة، إلا أن الفارق الأساسي بينهما يكمن في السلطة التنفيذية، بناء على قول الخبيرة، حيث إن المجلس الإداري يمتلك سلطةً قانونيةً لاتخاذ القرارات الملزمة، في حين يقدم المجلس الاستشاري التوجيه والنصح دون أن تكون قراراته ملزمة.

  • السلطة القانونية: المجلس الإداري يتخذ قراراتٍ ملزمة، بينما يقدم المجلس الاستشاري التوصيات فقط.
  • التركيز على التنفيذ: المجلس الإداري يشرف على تنفيذ القرارات، بينما يركز المجلس الاستشاري على تقديم التوجيه.
  • المساءلة: المجلس الإداري مسؤول أمام المساهمين، أما المجلس الاستشاري فلا يتحمل أي مسؤوليات قانونية.

أهمية المجلسين للشركات الكبرى

في الشركات الكبرى تغدو الحاجة إلى توازن بين الحوكمة الرشيدة والابتكار أمراً أساسياً، فالمجلس الإداري يضمن بأن تكون القرارات الإستراتيجية متماشيةً مع الأهداف القانونية والمالية للشركة، بينما يسهم المجلس الاستشاري في إضفاء رؤى إبداعية جديدة تساعد الشركة على النمو والتطور.

التعاون لتحقيق النجاح

أخيراً، تؤكد الدكتورة عائشة البوسميط أن المجلسين الإداري والاستشاري يلعبان دورين متكاملين رغم اختلاف صلاحياتهما، فالشركات الناجحة تعرف كيف تستفيد من قوة المجلس الإداري لتحقيق الاستقرار واتخاذ القرارات الكبرى، بينما تعتمد على المجلس الاستشاري لدفع عجلة الابتكار وإيجاد الحلول المستقبلية. والتعاون بين هذين المجلسين هو السر الذي يمكن الشركات الكبرى من البقاء في المقدمة في عالم الأعمال التنافسي، محققة التوازن المثالي بين الحوكمة الرشيدة والابتكار المتجدد.


هل تعلمون أيضاً أنه بات هناك شركات بدون موظفين.. لماذا ينمو مجال رواد الأعمال المنفردين؟