عبر وفدٍ رياضي برئاسة الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، انتزع المنتخب السعودي 47 ميداليةً في دورة الألعاب العربية الـ 15 التي جرت أخيراً في الجزائر، منها 14 ميداليةً أولمبية، وثلاث بارالمبية بـ 17 لعبةً. ولفتت اللاعبات السعوديات المشاركات ضمن وفد «الأخضر» الأنظار في أول بطولةٍ خارجيةٍ يخضنها بهذا المستوى المتقدم، إذ أظهرن قدرتهن على المنافسة في مختلف الألعاب، بل وحصدن المراكز الأولى، وتوِّجن بالميداليات أيضاً.. «سيدتي» التقت عدداً من لاعبات المنتخب في رياضاتٍ مختلفة، وسألتهن عن مشاركتهن في دورة الألعاب العربية.
تألق في الملاكمة
حقق فريق الملاكمة السعودي النسائي ثلاث ميدالياتٍ في أول مشاركةٍ خارجيةٍ له، حيث حصلت اللاعبة رغد النعيمي على فضية وزن 63 كيلوجراماً، فيما نالت كلثوم حنتول برونزيةً في وزن 50 كيلوجراماً، وهديل عاشور في وزن 60 كيلوجراماً.
الميدالية الفضية
وصفت الملاكمة السعودية رغد النعيمي مشاركتها في البطولة بالقول: «مشاركتي مع المنتخب السعودي للملاكمة، هي الأولى لي خارجياً، ومع ذلك شعرت بالراحة، ولم أخف من أي شيءٍ، كما كان حالي في مبارياتي السابقة، وربما يعود ذلك لاستعداداتي الجيدة للمسابقة، والتدريبات المكثفة التي خضعت لها يومياً، إضافةً إلى الدعم الذي أحاطني به اتحاد الملاكمة وأهلي وأخواتي».
وعن الإصابة التي تعرَّضت لها، وأجبرتها على الاكتفاء بالفضية في الدورة، ذكرت: «قبل 20 ثانيةً من نهاية المباراة لتي تؤهلني لنهائي المسابقة مع اللاعبة زبيدة هيا من الجزائر، أعدت يدي للخلف باتجاهٍ خاطئ، ما تسبَّب في خلعٍ بكتفي اليمنى، وعلى الفور تدخَّل الفريق الطبي لحل المشكلة الطارئة التي تعرَّضت لها، وبفضل الله تمكَّنت الطبيبة من إعادة كتفي إلى موضعها الطبيعي، واستطعت إكمال النزال، الذي كان على وشك النهاية، وحصدت الميدالية الفضية». مضيفةً: «لم يكن أمامي إلا إكمال النزال، فانسحابي كان سيعني الهزيمة فوراً، وبعد نهايته، تلقَّيت الرعاية اللازمة والاهتمام الكافي من الفريق الطبي، وقد نصحني الأطباء بعدم المغامرة وخوض أي مباراةٍ أخرى في البطولة خوفاً من تجدُّد الإصابة وتعرُّضي لخلعٍ آخر، بالتالي خضوعي لجراحةٍ عاجلةٍ، وبناءً على ذلك انسحبت من الدورة العربية، وما زلت أخضع لجلسات علاجٍ طبيعي، وقد لا أتمكَّن من المشاركة في البطولة الآسيوية التي ستقام في الفترة المقبلة».
وتحدَّثت رغد عن بداياتها في اللعبة قائلةً: «دخلت الملاكمة عام 2017، ولم يكن هناك سببٌ معيَّن وراء انجذابي لها، لكنني عانيت من عدم توفر صالاتٍ رياضيةٍ نسائيةٍ لممارسة هذه اللعبة في المنطقة الشرقية، حيث أقيم، لذا توجَّهت إلى البحرين لتلقي التدريبات، والمشاركة في مسابقاتٍ محلية، وبعد تغيُّر الوضع، عقب إطلاق الرؤية المباركة، والسماح للنساء بممارسة الرياضة في السعودية، صرت أتدرَّب في وطني، وللعلم تشهد الملاكمة إقبالاً كبيراً من الفتيات، وبإذن الله ستحقق لاعباتنا إنجازاتٍ كبيرة على الصعيد العالمي في المستقبل».
كسر حاجز الخوف
وعدَّت الملاكمة كلثوم حنتول صعودها إلى حلبة النزال في الدورة العربية إنجازاً كبيراً بحد ذاته، تفتخر به، ويحمِّلها مسؤوليةً مضاعفةً. وعن السر وراء اختيارها هذه الرياضة التي تتَّسم بالعنف، قالت: «الملاكمة لعبةٌ عاديةٌ مثل غيرها من الألعاب، لكن لن يشعر بحلاوتها إلا مَن يمارسها، ولن يقبل إطلاقاً باستبدالها برياضةٍ أخرى، وأعترف بأنني وجدت معارضةً من جميع المحيطين بي لدخولها في البداية، خوفاً علي، ولأنها لا تلقى إقبالاً كبيراً عليها، لكن مع التقدم في ممارستها، بدأ هذا الخوف يتلاشى، وصار مستواي يتطور، وهذا ما زاد من تمسُّكي بها أكثر، ورفع سقف طموحاتي بالوصول للعالمية، وأنصح كل الموهوبات بدخول اللعبة، وأرى أن الخوف أمرٌ طبيعي في بداية المشوار، لكنه سينكسر تدريجياً مع الوقت، كما أن الخطأ واردٌ ومن أكبر الملاكمين، وهذا ليس عيباً».
وكشفت كلثوم عن أن ما لفت نظرها في البطولة علاماتُ التعجُّب والاستغراب، لكوننا فتيات سعوديات ونمارس الملاكمة.
يمكنك الاطلاع على الرياضيات السعوديات إنجازات ومناصب وتفوق
العلم السعودي
هديل عاشور: أكبر إنجاز لي في البطولة تشرّفي بحمل علم السعودية خلال مسيرة الافتتاح
وتوَّجت هديل عاشور شغفها بممارسة رياضات الدفاع عن النفس منذ الطفولة بدخول لعبة الجوجيستو، والحصول على ألقابٍ عدة، قبل أن تغيِّر مسارها، وتحترف الملاكمة بسبب ارتباطات عملها مهندسةً معماريةً، إذ يتطلَّب منها كثيراً من الجهد الوقت.
وحول مشاركتها في البطولة، قالت: «أكبر إنجازٍ لي في هذه البطولة تشرُّفي بحمل العلم السعودي خلال مسيرة الافتتاح، وهذا فخرٌ كبيرٌ لي. البطولة بشكلٍ عامٍّ، كانت جميلةً، وتعلَّمت منها الكثير، كما نلت خبرةً جيدةً بالاحتكاك واللعب ضد لاعباتٍ عربياتٍ، ويمكنني التأكيد أنني عدت منها بشكلٍ مختلف، وأجد هذا اللقاء فرصةً لأشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، على الدعم غير المحدود المقدَّم للرياضة والرياضيين في السعودية، كما أشكر وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للملاكمة على المجهود الكبير لتطوير الملاكمين والملاكمات».
وأكدت هديل، رداً على سؤالٍ حول استخدام قبضتها خارج نطاق الرياضة، أنها لم تضطر يوماً إلى فعل ذلك، مؤكدةً أنها دائماً ما تتمالك أعصابها. وذكرت في نهاية حديثها: «رياضات الدفاع عن النفس قادرةٌ على إحداث تغييرٍ في شخصية مَن يمارسها، ومدِّه بالثقة بالنفس، وهذا ما حصل مع ابنة خالتي التي كانت تتعرَّض للتنمُّر في المدرسة، لكن، منذ التحاقها بتدريبات الملاكمة، تغيَّرت شخصيتها تماماً، وانعكس ذلك إيجاباً على تحصيلها العلمي».
ميداليتان في المبارزة
أحرز المنتخب السعودي للمبارزة للسيدات ميداليتين برونزيتين في منافسات سلاحَي الأبية والسايبر. وجاءت برونزية الأبية بواسطة ضي العميري، وفوزية الخيبري، وندى العابد، وشوق الجزار، فيما تحققت برونزية السايبر عن طريق الحسناء الحماد، وربى المصري، وعهد المعمر، وتالين القضماني.
مواجهة التحديات
وخلال لقائنا بها، أوضحت اللاعبة حسناء الحماد، أنها بذلت أقصى جهدٍ للالتزام بالتمارين خلال فترة المعسكر، والحصص اليومية، مشددةً على أن «العمل على اللياقة، هو عمل مستمر طوال العام، لكنه يُكثف في فترة المعسكرات»، وقالت: «الحمد لله، تربَّيت منذ صغري على مواجهة التحديات، وأن الخسارة لا تعني الهزيمة، بل بداية تحدٍّ جديدٍ، وفرصة أكبر للفوز، وأشكر عائلتي، والدي ووالدتي وإخوتي، فهم الداعم الأقوى لي، وفخرهم بي، يزيد من رغبتي في تحقيق الألقاب».
وحول ما لفت نظرها في الدورة، ذكرت: «أعجبني العددُ الكبير للفتيات المشاركات ضمن الوفد السعودي، وهذا الأمر يدعو للفخر والاعتزاز، ويدلُّ على الدعم الهائل المقدَّم لنا من قِبل حكومتنا الرشيدة، وأطلب من كل مَن لم يحالفه الحظ بالفوز بميداليةٍ، أن يعمل على نفسه حتى يحقق أمنياته».
الحسناء حماد: الخسارة لا تعني الهزيمة بل بداية تحدّ جديد وفرصة أكبر للفوز
الوصول للعالمية
كذلك بيَّنت لميد المري، لاعبة أخضر المبارزة في سلاح الشيش، أن تمثيل وطنها في الخارج، يعني لها الكثير، ويشكِّل دافعاً لرفع اسم السعودية عالياً بتحقيق أفضل النتائج.
وعن مستقبلها الرياضي، قالت: «بإذن الله، سيكون مستقبلي الرياضي زاخراً بالنجاحات، وسأسعى إلى الوصول للعالمية، فأنا لا أقبل بالقليل أبداً، وأستمدُّ إصراري على الاستمرار من والدتي التي كانت معي في كل خطوةٍ منذ البداية، وأعدُّها أكبر داعمٍ لي».
وأضافت: «لفت نظري في هذه البطولة الاحترامُ والمحبةُ بين جميع اللاعبين على الرغم من قوة المنافسة».
يمكنك قراءة المزيد بالميداليات الفضية.. لاعبو المنتخب السعودي يتألقون في دورة الألعاب الرياضية العربية 15
شكر وعرفان
ووجَّهت شوق عبدالعزيز جعفر الجزار، لاعبة منتخب المبارزة في سلاح الأبية، شكرها للجنه الأولمبية على منحها فرصة المشاركة في البطولة، وحرصها واهتمامها بكل الرياضات، وذكرت: «فخرٌ كبيرٌ أن أكون ضمن الوفد الرياضي السعودي، وشرفٌ كبيرٌ أيضاً أن أكون أحد سفراء الوطن، ونعد جماهيرنا بأن يكون المقبل أفضل بإذن الله، فطموحنا مواصلة الإنجازات، وتحقيق البطولات على المستوى القاري والعالمي، كما أشكر الاتحاد السعودي للمبارزة على مجهوداته لتجهيز المنتخب حتى يحقق نتائج مشرِّفة، وشكرٌ خاصٌّ لوالدي والمدربين والأهل والأصدقاء على دعمهم المتواصل لي، فهم مصدر إصراري على تجاوز التحديات والاستمرار في المنافسة».
وعكة صحية
وسجَّلت البطولة أيضاً فوز دانية سمباوة، لاعبة المنتخب السعودي للدرَّاجات الهوائية، بالمركز الثالث في سباق الفردي بمسافة 15.5 كيلومتر، ونيل البرونزية، إذ أنهت السباق بزمن 23:13 دقيقة. وعبَّرت دانية عن فخرها بتمثيل وطنها، ورفع رايته بالحصول على هذا المركز المتقدم. وعن أصعب المواقف التي واجهتها في البطولة، ذكرت: «تعرَّضت لوعكةٍ صحيةٍ طارئة، أثَّرت على مستواي في البطولة، لكنني بفضل الله تجاوزتها، واستمررت في المنافسات». شاكرةً أهلها ومدربها على دعمها، مؤكدةً أن هذه الرياضة، تمنحها الأمل والنظرة المشرقة للغد، مشددةً على أنها ستسعى إلى تحقيق مزيدٍ من الإنجازات وتمثيل بلادها عالمياً.
واختتمت دانية حديثها بالقول: «عبر «سيدتي»، أوجِّه الشكر لكل مَن أتاح لنا فرصة المشاركة في هذا الحدث الرياضي، وتمثيل بلادنا بصورةٍ مشرِّفةٍ، وتحقيق الهدف بالحصول على ميدالياتٍ عدة، ولله الحمد».
تطور مستوى اللاعبات السعوديات
بدورها، أشادت مشاعل الحازمي بتطور مستوى اللاعبات السعوديات، وهذا ما ظهر خلال الدورة العربية، وحرصهن على تقليص الفارق في المستوى بينهن وبين اللاعبات الأخريات، وفي فترةٍ وجيزة. وعن مشاركتها في البطولة، قالت: «أعدُّ مشاركتي في الدورة العربية فرصةً رائعةً، إذ قدَّمت فيها أداءً جيداً على الرغم ضعف البنية التحتية للبلد المستضيف، ووجود بعض التحديات التي تجاوزتها رغبةً مني في إثبات نفسي، وكلي فخرٌ بتمثيل وطني، وتحقيق الإنجازات باسمه على كافة الأصعدة في المستقبل، إن شاء الله».
مصدر إلهام
ووصفت منيرة الدريويش مشاركتها في البطولة العربية بالإيجابية، وقالت: «ليس هناك إحساسٌ، يضاهي تمثيل الوطن في المحافل الداخلية والخارجية، وأتمنى أن أصبح بمشاركتي هذه مصدرَ إلهامٍ للفتيات السعودية لممارسة الرياضة بشكلٍ عام، ولعبة الدرَّاجات الهوائية خاصةً». مضيفةً: «أصبحنا ولله الحمد، وفي فترةٍ قصيرةٍ، ننافس على المستوى العربي، وأتمنى مستقبلاً أن نصل إلى المستوى القاري والعالمي».
وعن الأجواء التي سادت بين أفراد البعثة السعودية، ذكرت منيرة: «الأجواء في المنتخب، كانت مميزةً ورائعة، ومستوى التحضير للبطولة في الجزائر، كان جيداً».
كذلك كشفت عن أصعب المواقف التي تعرضت لها خلال أيام المنافسات، مبينةً في هذا الصدد، أن «التقلُّبات الجوية قبل السباق الفردي نتيجة وصول عاصفةٍ رمليةٍ، كان أصعب موقفٍ واجهني، إذ أثرت الرياح سلباً في عملية الإحماء وبداية السباق».
واختتمت حديثها بالقول: «أشكر اللجنة الأولمبية والاتحاد السعودي للدرَّاجات على الدعم وإتاحة الفرصة لنا للمشاركة في هذا الحدث المهم، وهذه البداية فقط بإذن الله».
يمكنك أيضاً الاطلاع الملاكمة السعودية رغد النعيمي تحقق فضية الملاكمة في وزن 63 كجم في دورة الألعاب العربية الـ15