زينة عبد الله، سيدة أعمال متألقة، وأم لثلاثة أطفال رائعين، استقبلتنا في منزلها بدبي فاستمتعنا بقضاء وقت ممتع مع عائلتها، شاركتنا جزءاً صغيراً من النشاطات التي تملأ أيامهم، فرأيناهم في المطبخ يخبزون، في الصالة يلعبون الشطرنج تارة ويعزفون البيانو تارةً أخرى، كما رحب بنا الأطفال في غرف نومهم. علاقة هذه الأم بأطفالها المهذبين مميزة، وقد تكون سبباً دفعها لأن تكتب قصّة للأطفال خلال جائحة كوفيد 19. هي امرأة ناجحة على كلّ الصعد، فهي اليوم رئيس مشارك ورئيس تنفيذي لشؤون التفاعل في منظمة meta(bolic) المعنية بإحداث تغيير جذري في طرق علاج الأمراض الأيضية العالمية، فكانت فرصة للإضاءة على مرض السكري والتوعية به، خاصة مع حلول اليوم العالمي لمرضى السكري في 14 نوفمبر من كل عام. كان لنا هذا الحوار المشوق مع السيدة زينة عبد الله، تحدثنا فيه عن العمل والصحة والأمومة والتأليف.
تنسيق وحوار | رنا الطوسي Rana AlTousi
مساعدة تنسيق | ايشو دوكاو مايسترادو Icho Ducao Maestrado
تصوير فوتوغرافي | جيريمي زيسينغر Jeremy Zaessinger
مكياج وشعر | لينا قادرLina Qader
إحداث تغيير جذري
دعينا نعود إلى البدايات.. كيف أصبحتِ سيدة أعمال؟
برزت روح ريادة الأعمال لدي في عام 2010 مع إنشاء FishFayce، وهي شركة عصرية ناشئة تهتم بالمحتوى الرقمي والمشاركة الاجتماعية وإدارة العلامات التجارية، التي سرعان ما انتشرت في الشرق الأوسط. ساعدتني هذه التجربة التأسيسية في تحديد مساري، وجعلتني أدرك مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه الشركات، ومع دراستي مجال الموارد البشرية وتخصصي في التطوير المؤسسي في جامعة كونكورديا في مونتريال بكندا، تمكنت من الخوض في المزيد من المشاريع ولكن في مجال الرعاية الصحية والتكنولوجيا.
أنت شريك مؤسس لمنظمة meta(bolic).. حدثينا عنها وعن أحدث تقنياتها؟
الهدف من meta(bolic) إحداث تغيير جذري في طرق علاج الأمراض الأيضية العالمية. قمنا فيها بالجمع بين البنية التكنولوجية المتطورة وتحليلات البيانات القوية للحصول على رؤى أعمق حول رعاية المرضى، وهذا التكامل التكنولوجي يمكّننا من تقديم رعاية لا مثيل لها. إلى جانب اعتمادنا على أحدث التقنيات، فإننا نؤمن أيضاً بأهمية التفاعل المباشر للمرضى، لذا أطلقنا منصات مثل GluCare.Health، وهي منشأة معتمدة من ICHOM للرعاية القائمة على القيمة، وZone.Health، التي تضع معايير جديدة من خلال برنامج إدارة الوزن من خلال «العيادة الافتراضية».
يمكنك أيضًا متابعة اللقاء على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط زينة عبد الله سيدة الأعمال السودانية
ما مسؤولياتك بوصفك مؤسساً شريكاً ورئيساً تنفيذياً لشؤون التفاعل لـ meta(bolic)؟
إن دوري له جوانب متعددة بصفتي الرئيس التنفيذي لشؤون التفاعل؛ حيث أقوم بالإشراف على مبادرات العضوية والاشتراك في meta(bolic) من الناحية الاستراتيجية، وأساهم في المسار العام للشركة ونجاحها، ويتضمن ذلك الإشراف على استراتيجيات التسويق والاتصالات وجهود الإعلان لدينا. كما أنني مسؤولة عن التواصل مع المجتمع الداخلي والخارجي وتواجدنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأقوم بعقد اتفاقات تعاونية تتلاءم مع أهدافنا وتعزز وصولنا.
من خلال خبرتك، ما أكثر الأمراض الأيضية المنتشرة في منطقتنا اليوم؟
لقد انتشرت الأمراض الأيضية في المنطقة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وأبرزها النوع الثاني من مرض السكري، وتعود زيادة انتشاره في الغالب إلى العادات الغذائية السيئة، وأنماط الحياة الخاملة، والميول الوراثية لدى الأشخاص.
من المثير للقلق أن الكثير من الأشخاص لا يقومون بإجراء الفحوصات الطبية بشكل سنوي؛ حيث إنه من الممكن تحديد ومعالجة حالات ما قبل السكري قبل أن تتفاقم إلى النوع الثاني من مرض السكري من خلال إجراء هذه الفحوصات بشكل منتظم.
يتعرض الكثير من الأشخاص للإصابة بالسكري من دون علمهم؛ ذلك نتيجة لإهمالهم الفحوصات الطبية السنوية، كما أصبحت حالات السمنة والأمراض الأيضية منتشرة بشكل متزايد؛ ما يؤكد ضرورة نشر الوعي واتخاذ الإجراءات الوقائية وتطبيق استراتيجيات فعالة لإدارة هذه المشاكل في المنطقة.
مرض السكري ونشر الوعي
14 نوفمبر هو اليوم العالمي لمرضى السكري وأنتم تقومون بدور توعوي بهذا الخصوص، حدثينا أكثر عن هذه النقطة.
بمناسبة اليوم العالمي للسكري لهذا العام، نظمنا مجموعة كبيرة من الفعاليات بهدف التوعية، بدءاً من فريق الدعم في عيادتنا، والندوات التعليمية، واللقاءات الصباحية، حتى الفعالية الخاصة بالأطفال المصابين بالنوع الأول التي عقدت في ميراكي آرت ستوديوMeraki Art Studio، وقد تم إنشاء هذا التجمع للأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السكري للتواصل مع أقرانهم الذين يخوضون تجارب مماثلة، والمشاركة في الفنون، وتكوين الصداقات.
ومن منطلق إدراكنا لأهمية التعليم المبكر، فإننا نعمل على زيادة انتشارنا في المدارس. سوف يستفيد أولياء الأمور والطلاب من المناقشات التثقيفية التي نقدمها، مع ضرورة التأكيد على أهمية التوعية والوقاية المبكرة.
وفي مجال الشركات، ينقسم برنامج التوعية لدينا إلى شقين؛ حيث إن المؤسس المشارك وأعضاء الفريق لدينا سيقومون بالتواصل مع مختلف الشركات من أجل إجراء محادثات فعالة لنشر الوعي، والتأكيد على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية. كما سيتم إجراء فحوصات طبية فورية للموظفين؛ ما يضمن الكشف والتدخل في الوقت المناسب.
ذكرت في أحد منشورات حسابك الشخصي على إنستغرام إنه تم تشخيصك بعلامات مقدمات السكري؛ ما أحدث تغيراً جذرياً في أسلوب حياتك، كيف كانت هذه التجربة وكيف تخطيتها؟
كان تشخيص الإصابة بمقدمات السكري بمنزلة لحظة محورية بالنسبة إلي. فعلى الرغم من قيامي بإجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري، لا سيما في ضوء تاريخ عائلتي مع مرض السكري وسرطان الغدة الدرقية، فإنني كنت على وشك الإصابة بالسكري، وكان هذا بمنزلة جرس إنذار.
أوصاني طبيبي بتمرينات المقاومة، وهي استراتيجية معروفة بقدرتها على تعزيز حساسية الأنسولين، وتنظيم سكر الدم، والمساعدة في إدارة الوزن، وتقليل دهون الجسم، والتحكم في التوتر، وقد تحسنت صحتي بشكل كبير من خلال الالتزام بهذه التمرينات.
استخدمتُ جهاز المراقبة المستمرة للجلوكوز من ديكسكوم (CGM) لمعرفة استجابات جسمي بشكل أكبر. وهو أداة أساسية لأي شخص يحرص على مراقبة وإدارة مستوى السكر في الدم بشكل دقيق؛ إذ قدّم الجهاز ملاحظات فورية حول مستويات الجلوكوز لدي، موضحاً تأثير اختياراتي الغذائية على مستوى السكر في الدم، وقد أصبح استخدامه أمراً بالغ الأهمية لمساعدتي في تحسين نظامي الغذائي.
لقد اعتمدت أيضاً بشكل كبير على الخبرة والتشجيع من مدربي أسلوب الحياة في GluCare، فمن خلال دعمهم ومجهودهم المتفاني تمكنت من منع مقدمات السكري خلال 3 أشهر فقط. وفي الوقت الحالي، أحرص على اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على صحتي. تعدّ قصتي خير دليل على فعالية الإجراءات الصحية الوقائية، وهي بمنزلة حافز يدفع الآخرين إلى الحفاظ على سلامتهم.
تنشئة أطفال أصحاء
زينة عبد الله
ما أسلوب الحياة الذي تحرصين على اتباعه في منزلك لتنشئة أطفال أصحاء؟
يتم تنشئة أطفال أصحاء من خلال الجمع بين فهم التغذية واتباع أسلوب متوازن في تناول الطعام. أحرص على طهي الطعام باستخدام مكونات عالية الجودة وأغذية غير مصنعة. نبدأ يومنا دائماً بوجبة إفطار شهية، ونتخلص من الحبوب الشائعة التي تحتوي على كميات هائلة من السكر، ونستخدم بدلاً منها بدائل صحية وغنية بالعناصر الغذائية. إن التأكد من احتواء وجبة الإفطار على البروتين يساعد أطفالي على بدء يومهم بحيوية ونشاط. بالإضافة إلى ذلك، تعلمت تقديم الأطعمة التي يحبونها بطرق مبتكرة. إنهم من محبي العصائر، وأرى أن هذه فرصة لتحسين التغذية من خلال إضافة عناصر أخرى مثل بذور الشيا، وبذور الكتان، والفواكه الطازجة.
بسبب شهيتي الحادة للحلويات، أبادر بالخبز في المنزل واستبدال السكريات المكررة ببدائل أكثر صحة مثل عصير القيقب وسكر جوز الهند. وعلى الرغم من قيامي بشكل دوري بتجربة وصفات صحية، فإنني أؤمن بضرورة الحفاظ على التوازن حتى لا يشعروا بالحرمان. تشخيصي بمقدمات السكري أوضح لي أهمية اتباع نظام غذائي متوازن.
زينة وأول كتاب للأطفال
خلال انتشار جائحة كوفيد 19، قمت بنشر أول قصة أطفال خاصة بك، ما الذي دفعك إلى تأليف القصة، وما الرسالة التي أردت إيصالها؟
خلال الأوقات غير المسبوقة لفيروس كوفيد-19، وعندما بدا أن العالم قد توقف، خطر ببالي كتابة أول كتاب للأطفال، فكانت ولادة كتاب Because I Love You باللغتين الإنجليزية والفارسية.
لقد كانت دوافعي شخصية للغاية. أنا بالطبع أشعر بالامتنان كوني أعيش في دولة ناطقة بالعربية؛ لأن أطفالي يستوعبون اللغة العربية وثقافتها. ومع ذلك، أردت أيضاً أن يكون لهم صلة بتراث والدتي واللغة الفارسية.
في هذا الكتاب، كان هدفي تزويد الأطفال بقصص يمكن أن يميزوها مع حكايات تعكس خلفياتهم المتنوعة، وعائلاتهم، والفروق الثقافية.
حدثينا عن هذه التجربة من لحظة تبنيها كفكرة إلى إصدار الكتاب مطبوعاً؟
لم تكن الرحلة قصيرة في العملية التحويلية، بدءاً من وضع التصورات ووصولاً إلى النتيجة النهائية. كانت كل مرحلة بمنزلة تجربة مفيدة، وذلك بدءاً من إنشاء القصة ووصولاً إلى التعاون مع الرسامين الذين يمكنهم تجسيد رؤيتك على أرض الواقع، فكانت النتيجة قصّة تحتفل بالحب والعائلة واللطف.
هل تفكرين في إطلاق كتاب ثانٍ للأطفال؟
أود أن أكتب كتاباً آخر. في الواقع، لقد قمت بصياغة القصة بالفعل، ولكن نظراً إلى ازدحام جدول أعمالي، لم تتح لي الفرصة لإيجاد الرسام المناسب حتى الآن. وأود أيضاً أن أترجم كتابي الحالي إلى اللغة العربية لزيادة قاعدة القراء في المنطقة.
ولأن وطننا العربي مليء بكاتبات الأطفال المبدعات.. يمكنك هنا الإطلاع على حوار مع كاتبة الأطفال الشيخة مريم بنت صقر القاسمي وكيف أحييت شخصيات منسية في قصصها!
زينة والأمومة
أنت أمّ لـ 3 أطفال، ما الذي تعلمته مع كلّ تجربة أمومة؟
الأمومة هي رحلة متواصلة من التعلم، والنمو، والتطور، تعلمت من ابني الأكبر المسؤولية والحب غير المحدود والصبر والقدرة على التحمل وفن تعدد المهمات. لقد أدركت أهمية وضع روتين، مع ضرورة التحلي بالمرونة الكافية للتكيف مع طبيعة الطفل التي لا يمكن التكهّن بها.
أوضح لي طفلي الثاني أن كل طفل هو حالة فريدة؛ فما نجح مع الطفل الأول ليس بالضرورة أن ينجح مع الثاني. أصبحت أكثر انتباهاً للحاجات الفردية، كما تعلمت تقدير الاختلاف في شخصياتهم. لقد كان درساً حقيقياً في القبول، والفهم، وإدراك أن العدل لا يعني المساواة دائماً.
تذكرت مع ابنتي الصغرى طبيعة الطفولة العابرة. لقد تعلمت تقدير اللحظات بشكل أكبر، وأن أكون حاضرة، وأن أستمتع بكل ضحكة، وكل عناق، وكل لحظة غضب أيضاً.
كلّ يوم يحمل لنا تحديات وأفراحاً جديدة، وأنا ممتنة بالتجارب التي جعلتني أماً الآن. لقد علموني أن أجد السعادة في الأشياء الصغيرة، وأنه في بعض الأحيان، لا بأس في التخلي عن الكمال بحثاً عن السعادة.
على كل أم اليوم أن تدرك أنه لا بأس في عدم الإحاطة بكافة الإجابات
ما الفرق بين تربية الولد والبنت؟
لقد كانت تربية ولدين وفتاة بمنزلة رحلة مليئة بالتحديات والأفراح المميزة. ففي حين أن أولادي مفعمون بالطاقة والفضول، فإن ابنتي الصغرى لديها من النضج والحكمة ما يفوق عمرها، فمن الرائع رؤية مدى تميز شخصيتها مقارنة بإخويها الأكبر سناً.
ما المعارف التي يجب أن تمتلكها أمهات اليوم من وجهة نظرك؟
في تصوري، يجب على كل أم اليوم أن تدرك أنه لا بأس في عدم الإحاطة بكافة الإجابات. في عصر المعلومات هذا، قد يكون الاطلاع على العديد من النصائح والإرشادات الأبوية أمراً مربكاً. ولكن، من المهم أن تثقي بنفسك وأن تدركي أن كل طفل هو حالة فريدة؛ وما يصلح لأحد الأطفال قد لا يصلح لآخر.
كيف تجيبين عن أسئلتهم الفضولية والجريئة أحياناً، خاصة مع ذكاء الأطفال المطلق في أيامنا هذه؟
أنا أؤمن بأهمية الرد على أسئلتهم بصدق وتقديم تفسيرات تتناسب مع أعمارهم. فعندما يسألونني شيئاً صعباً أو غير متوقع، أحاول أولاً أن أعرف من أين يأتي السؤال وما السبب وراء طرحه، ثم أجاوبهم بصدق، ولكن بما يتناسب مع مستوى فهمهم.
ما القاعدة الذهبية للتربية في منزلك؟
إن القاعدة الذهبية للتربية في منزلنا هي «عامل الناس بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها»؛ الأمر الذي يؤكد أهمية التعاطف واللطف في جميع تعاملاتنا داخل المنزل وخارجه. بالإضافة إلى ذلك، نحن لا ننكر مشاعر الآخرين، بل نتقبلهم ونقدرهم ونستمع لهم؛ ما يخلق بيئة من الثقة والاحترام واللطف.
أوقات ممتعة
كيف تقضين وقتاً مميزاً وغنياً مع أطفالك؟
إن كل لحظة معهم، كبيرة كانت أم صغيرة، هي بمنزلة فرصة لقضاء وقت ممتع. إن أطفالي لديهم شغف كبير بالقراءة، وقد أصبح ذلك أحد القواسم المشتركة بيننا. وعلى الرغم من أن أبنائي الأكبر سناً يمكنهم القراءة بمفردهم، فإنهم يستمتعون بالأوقات التي أروي فيها قصة لهم. في كل ليلة، اعتدت أن أشارك معهم التأكيدات المحفزة بصوتٍ عالٍ؛ حيث أخبرهم كم أحبهم، كم أنا فخورة ومحظوظة لكوني أمهم، أركز على مميزاتهم، أذّكرهم بأنهم واثقون من أنفسهم، لطيفون، ومتفهمون، ومحبوبون بشدة.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، ينضمون إلي في المطبخ، ويستمتعون بمساعدتي في الخبز أو تحضير وجبة الإفطار؛ ما يساعد في تقوية روابطنا بشكل أكبر.
علمني والداي أن الرحمة الحقيقية تتمثل في الاستماع من دون إصدار أحكام، والعطاء من دون مقابل
ما الذي يجب أن يركز عليه الآباء لتنشئة أشخاص عمليين وناجحين؟
تعزيز عقلية النمو، فلا يجب أن نقول لأطفالنا أبداً إنهم «أذكياء»، ولكن نستخدم بدلاً من ذلك كلمة «مجتهدون»، ويوضح هذا النهج أهمية الجهد والتفاني على الموهبة الفطرية. يجب تعليم الأطفال أنه يمكنهم تطوير قدراتهم بالجهد والتفاني. لا يتعلق الأمر بالذكاء أو الموهبة الفطرية فقط، بل يتعلق بالمثابرة والتحمل وحب التعلم. شجعوهم على مواجهة التحديات بشكل مباشر، والتعلم من إخفاقاتهم، والاحتفال بجهودهم بقدر ما يحتفلون بإنجازاتهم.
يعد غرس قيم النزاهة والمسؤولية والتعاطف أمراً لا يقل أهمية عن ذلك؛ حيث إن هذه المهارات والقيم الأساسية سوف تساعد في إعدادهم للعمل في مجال الشركات المعقد، وللتنقل في الحياة بشكل عام؛ ما يضمن أنهم لن يكونوا أشخاصاً ناجحين فحسب، بل لديهم خبرة واسعة أيضاً. درس قيّم غرسه والداك في نفسك وتسعين إلى غرسه في أطفالك.
كانا يؤمنان بتأثير الأفعال الطيبة الصغيرة، وعلماني أن الرحمة الحقيقية تتمثل في الاستماع من دون إصدار أحكام، والعطاء من دون مقابل، ورعاية الآخرين حتى في حالة عدم وجود شيء ملزم. لقد أكدا أيضاً أهمية الاجتهاد، قائلين إنه لا شيء ذا قيمة يأتي بسهولة، وعلماني أن أكون مستقلةً، وأن أعتمد على نفسي، وأن أتحلى بالصدق والوفاء في جميع العلاقات.
قواعد ثابتة داخل المنزل
كيف تتحكمين فيما يشاهده أطفالك؟
لدينا قواعد ثابتة داخل منزلنا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا؛ حيث لا يُسمح باستخدام الأجهزة الذكية خلال أيام الأسبوع. عندما أسمح لهم بمشاهدة التلفاز من وقت إلى آخر، فإنني أصر على أن يكون المحتوى المعروض باللغة العربية. عطلات نهاية الأسبوع لدينا مليئة بالأنشطة لتشتيت انتباههم بعيداً عن الشاشات. يعد التخييم العطلة المفضلة لدينا، فهي ليست مجرد استراحة منعشة لهم، بل إنهم يستمتعون بها حقاً. يمنحهم اللعب في الصحراء فرصة للتواصل مع الطبيعة والتخلص من سموم التكنولوجيا بشكل كامل. يُمنع استخدام منصات مثل اليوتيوب، ومعظم ما يشاهدونه يتم فحصه بشكل مسبق للتأكد من ملاءمته. ومن خلال تحقيق هذا التوازن، نأمل في تعزيز علاقة صحية مع التكنولوجيا.
يعزف أولادك البيانو ويلعبون الشطرنج، كيف تؤثر هذه النشاطات في شخصياتهم؟
غرس عزف البيانو بداخلهم النظام والصبر وتقدير الفن والإبداع، كما تعلموا قيمة الممارسة المستمرة، وكيف يمكن للجهود الصغيرة أن تؤدي إلى الإتقان بمرور الوقت. فيما عززت لعبة الشطرنج مهاراتهم التحليلية، وتفكيرهم الاستراتيجي، وبصيرتهم، وتعلمهم الصبر، وتوقع تحركات المنافسين، والتفكير في خطوات عدة للأمام. لم تعزز هذه الأنشطة المهارات فحسب، بل عززت أيضاً صفات مثل المثابرة والتركيز والمرونة.
كتاب تتمنين لو يقرأه الجميع؟
كنت خلال العام الماضي عضواً نشطاً في نادي الكتاب، وكان هذا الأمر بمنزلة رحلة تثقيفية بالنسبة إلي. لقد كان التعمق في كتب السير الذاتية بالتحديد من التجارب المفيدة؛ لأنها تسلط الضوء على التحديات والصعوبات التي يتعرض لها الأشخاص، وبالتالي فهي خير دليل على عزيمتهم وإصرارهم. إذا كنت سأنصح بقراءة تحويلية استثنائية، فسيكون هذا خياراً صعباً؛ نظراً إلى عدد الكتب المؤثرة التي صادفتها. ها هي بعض من أفضل اختياراتي:
- “The Four Agreements” by Don Miguel Ruiz
- “The Forty Rules of Love” by Elif Shafak
- “Atomic Habits” by James Clear
- “The Midnight Library” by Matt Haig
- “Finding Me” by Viola Davis
يقدم كل كتاب من هذه الكتب رؤى ووجهات نظر عميقة يمكنها أن تعيد تشكيل فهمنا للعالم ولأنفسنا. إذا كان علي اختيار كتاب واحد فقط، فربما أتجه إلى «مكتبة منتصف الليل» لاستكشافه للحياة بشكل فريد، ولعرضه لخيارات وإمكانات لا حصر لها متوفرة لكل فرد منا.
إن أحببت حوارنا مع سيدة الأعمال زينة عبدالله.. فيمكنك الإطلاع على قصة أمّ ناجحة ملهمة بحوارنا مع المخرجة وصانعة المحتوى سارة عبدالله لنتعرف إلى الأمومة.. أهم إنجازات حياتها!