بعدما أعلن موسم الرياض ورابطة المقاتلين المحترفين PFL عن إطلاق تذاكر أضخم حدث لفنون القتال المختلطة لهذا العام في الرياض، الذي سيُقام يوم 24 من فبراير الجاري، بمشاركة أبطال العالم، لفت نظر الجميع اسم البطل السعودي عبد الله القحطاني وهو أول سعودي ينضم إلى منظمة PFL العالمية للفنون القتالية، كما أنه أول مقاتل رياضي سعودي يفوز في منافسة PFL Smartcage، لم يُهزم عبد الله في دوري الفنون القتالية PFL، وهو أحد المواهب الرائدة في الفنون القتالية المختلطة MMA على مستوى المنطقة.
حوار: عمرو جمال
قصة بطل
نحن اليوم على موعد مع حوارٍ استثنائي يلامس أصحاب الإرادة والتصميم. نستضيف الرياضي المتألق وابن المملكة العربية السعودية، البطل السعودي عبد الله القحطاني، الذي سطر قصة نجاح تبعث على الإلهام في عالم الفنون القتالية المختلطة. انضمامه لمنظمة PFL العالمية لم يكن مجرد خطوة في مسيرته الرياضية، بل كان بمنزلة نقلة نوعية في مفاهيم الشجاعة والتحدي.
كيف تغيرت حياته بعد تلك اللحظة؟ وما الذي تعلمه في رحلته هذه؟ وكيف كانت بداياته؟ وقصة تحوله من شخص وزنه 106 كيلو إلى بطل عالمي في لعبة الفنون القتالية المختلطة.
ابقوا معنا؛ فقد حان الوقت لننقل لكم تفاصيل هذه الرحلة الملهمة عبر سلسلة من الأسئلة التي ستكشف لنا المزيد عن تجارب ومشاعر بطلنا.
عبد الله القحطاني لـ"سيدتي": أنا من الأفضل في العالم؛ وأمي هي مشجعتي الأولى
بدايةً، دعني أبدأ من الحدث التاريخي بانضمامك إلى منظمة عالمية مشهورة للفنون القتالية، فكيف كان شعورك عند انضمامك لمنظمة PFL العالمية لرياضة الفنون القتالية المختلطة؟
انضمامي إلى PFL شيء كبير بالنسبة لي؛ فهي منظمة عالمية معروفة وقوية تضم أفضل الأبطال العالميين، لذلك شعرت بالمسؤولية تجاه ذلك، وكان يجب أن أكون مستعداً أفضل استعداد للمنافسات؛ لكي أكون أفضل ممثل لبلدي وللعرب، وأنا من الأفضل في العالم؛ لذلك أنا موجود في PFL.
حدثنا عن أول مباراة لعبتها بعد انضمامك لـ PFL؟
كان شعوراً لا يُوصف عندما فزت -الحمد لله- في أول مباراة قتالية لي بعد انضمامي لـ PFL، وإن شاء الله يكون الفوز حليفي في كل مرة.
دعنا، عبدالله، نسترجع معك الرحلة من بداياتها؛ فلتحدثنا عنها، هل كنت تميل إلى ألعاب الدفاع عن النفس؟ وكيف دخلت عالم الفنون القتالية؟
بصراحة، لم أمارس أي لعبة دفاع عن النفس وأنا صغير، لكن والدتي كانت لديها رغبة في أن أكون بطلاً رياضياً أياً كانت اللعبة، فعندما كنا صغاراً، كنت أحب أنا وأمي مشاهدة أفلام الأكشن، ولم نكن نعرف شيئاً حينها عن هذه الألعاب سواء الكاراتيه أو الكونغ فو أو غيرها من ألعاب الدفاع عن النفس، لكنني كنت أفضل دائماً الرياضات ذات المستوى العالي من الأدرينالين مثل سباقات الدراجات النارية وألعاب الأكشن بشكل عام.
مع مرور الوقت، ذهبت إلى صالة الألعاب الرياضية "الجيم" حيث كنت أعاني من زيادة كبيرة في الوزن وصل وزني خلالها إلى 106 كيلوغرامات؛ فذهبت للتخلص من الوزن الزائد وفي الوقت نفسه كنت أحاول رفع الأثقال والأوزان، وتدريجياً بدأت أتعلم طرق القتال مثل الملاكمة وغيرها إلى أن جاء نهاية عام 2015، وأقامت منظمة عربية للفنون القتالية فرصة لتجارب الأداء في السعودية، فذهبت وكنت أعرف أن مستواي دون العادي؛ لكن ذهبت كونها فرصة للاحتكاك والتطور، وبالفعل على الرغم من أنني لم أُوفق في التجارب الأدائية؛ فإني تعرفت إلى مدربي الحالي، فراس سعادة، وهو الذي احتواني منذ البداية وضمني لفريقه الذي كان يضم لاعبين من مستوى عالٍ للغاية واهتم بي وتدربت معه إلى أن وصلت إلى مستواي الحالي.
الأم معروفة بطبيعتها بخوفها على أولادها، كيف كان شعور والدتك عندما أخبرتها بدخولك عالم الفنون القتالية للمرة الأولى؟
والدتي منذ البداية كانت تعرف رغبتي في دخول هذه الرياضة، ولم تمانع في ذلك حتى جاء اليوم الذي عدت فيه من نزال، وأنا مُصاب بجرح كبير في الرأس، وعندما رأت الدم تغيرت تماماً وانفعلت بشدة وحزنت كثيراً، لكن في النهاية استطعت أن أجعلها تفهم الموقف وأن عليَّ أن أستكمل المشوار الذي بدأته، وأن هذه ضريبة أن تكون مقاتلاً رياضياً، وهي بدورها تقبلت الأمر، لكنها لا تستطيع أن تشاهد نزالاتي مطلقاً. وعلى الجانب الآخر، من ناحية التدريب والاستعداد قبل النزالات، فهي تشجعني دائماً وتعطيني الحافز والدافع لمواصلة المشوار؛ فهي تساعدني كثيراً في هذا الأمر.
ما الذي استفدته بوصفك مقاتلاً رياضياً محترفاً عند انضمامك إلى واحدة من كبرى المنظمات العالمية في اللعبة؟
مع كل قتال أخوضه في PFL، أستفيد لأنها منظمة تضم أفضل المقاتلين الرياضيين حول العالم؛ لذلك أجد في كل نزال شيئاً مميزاً في طريقة لعب المنافس، وهذا ما يجعلني جاهزاً بشكل دائم لهزيمة المنافسين مع أخذ الحيطة والحذر، من دون أي استهتار بالمنافس.
ما التحدي الذي واجهته في أثناء مسيرتك الرياضية؟ وكيف تغلبت عليه؟
أكبر تحدٍّ واجهته هو سرعة التعلم؛ لأنني من النوع الذي يصعب عليه التعلم، لذلك أحتاج إلى وقت أكبر من الآخرين. فكان التحدي الأكبر أنني أخذت فترة طويلة أكثر من زملائي من أجل تعلم الرياضة وإتقانها؛ فأنا مجتهد أكثر من كوني موهوباً، واجهت في الماضي أيضاً انتقادات من العديد ممن كانوا حولي، حيث كانوا يقولون لي: هذه الرياضة لا تعود بفائدة، لماذا تمارسها؟! وهكذا كانت الانتقادات من هذا النوع، لكن -الحمد لله- الآن وصلت إلى العالمية.
هناك أيضاً تحدٍّ أواجهه حالياً في السعودية هو قلة عدد الممارسين المتفرغين للرياضة، ولأنها رياضة جديدة في السعودية فالأغلبية يمارسها بوصفها هواية وليس عملاً واحترافاً. أنا بحاجة إلى مقاتلين بشكل دائم لإجراء نزالات تحضيرية بشكل منتظم من أجل الاستعداد للبطولات الكبرى؛ لذلك أحاول التغلب على هذه المشكلة بالذهاب إلى معسكرات تحضيرية في الخارج أو حتى استقدام مقاتلين من الخارج إلى السعودية لإجراء نزالات تحضيرية معهم.
القحطاني لـ"سيدتي": كانوا يقولون لي: هذه الرياضة لا تعود بفائدة، لماذا تمارسها؟! والآن وصلت إلى العالمية
ما نصائحك للشباب السعودي والعربي الذي يرغب في ممارسة هذه الرياضة؟ وكيف يمكنهم الاستفادة من تجربتك؟
أنا شخص عادي من عائلة عادية وليست كبيرة. لم أجد ما أعتمد عليه للولوج في أي مجال، لكني، كأي شاب عادي، التحقت بالجامعة واجتهدت حتى تخرجت. وفي الوقت نفسه، كنت أعلم طوال فترة دراستي الجامعية أنني سأصبح مقاتلاً رياضياً يوماً ما؛ لذلك بذلت جهداً كبيراً في التدريب بجانب دراستي، وكنت أبذل المستحيل كوني هاوياً للمشاركة في بطولات عالمية وأكون مرئياً داخل وخارج السعودية. جاءتني رسالة من شخص أخبرني بأنهم راقبوني في بطولات محلية وأشادوا بمستواي وطلبوا مني أن أخوض قتالاً تحضيرياً مع لاعب محترف بسبب إصابة منافسه، ويبحثون عن بديل. وجدتها فرصة لا تعوض للانخراط في الاحتراف، فوافقت وذهبت للمشاركة في هذا القتال التحضيري، وبفضل الله فزت فيه. ومن ثَم، أصبحت معروفاً بشكل جيد في هذا المجال، سواء من قبل الوكلاء أو اللاعبين. لذا، نصيحتي للشباب دائماً: كن مستعداً واغتنم الفرصة حين تُتاح لك.
عبد الله القحطاني لـ"سيدتي": نصيحتي للشاب العربي: كن مستعداً واغتنم الفرصة
لقبوك بـ"السفاح"، فما سر هذا اللقب؟ وما أسلوبك في القتال الرياضي؟
لم أطلق على نفسي هذا اللقب، إنما أطلقه عليَّ زملائي في النادي بسبب أسلوبي المميز في القتال؛ فلن تجد لي نزالاً هادئاً أو مملاً، فخصمي حين يواجهني سيجد نزالاً شرساً واستثنائياً، بحيث لن يخسر بطريقة اعتيادية، ومن المؤكد أنه لن ينجو بسهولة من مواجهتي؛ لذلك، لقبوني بـ"السفاح".
من المعروف عن الرياضيين الممارسين للألعاب القتالية أو الدفاع عن النفس بشكل عام أنهم يتحلون بصفة السيطرة على الانفعالات وأنهم ليسوا من السهل استفزازهم، هل أنت من هذا النوع أو أنك شخص عصبي في حياتك اليومية؟
صحيح، من الممكن أن أنفعل، لكن سرعان ما أستطيع أن أسيطر على غضبي وأصبح هادئاً، خاصةً بعد أن أصبحت محترفاً. فعندما تصير محترفاً، تستطيع التحكم في مشاعرك وانفعالاتك إذا واجهت مشكلة في الحياة العامة. وكما نقول، نحن بوصفنا محترفين مقاتلين رياضيين "شبعانين ضرب".
أما بالنسبة لناديك المفضل، ما دمت مقيماً في الرياض، فما هو؟
أنا دائماً موجود في نادي الرياض للفنون القتالية، لكني أمثل فريق KHA في البحرين، وهو فريق الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.
مَن مِن الأبطال العالميين التاريخيين في لعبة الفنون القتالية المختلطة تعتبره ملهماً لك أو قدوة لك؟
قبل أن أحترف هذه الرياضة، كنت أرى العديد من المقاتلين المتميزين وكان يجذبني أسلوب لعبهم، وكنت أرغب في أن أكون مثلهم. لكن بعدما أصبحت محترفاً، تغيرت الأمور تماماً، وأصبحت أرغب في الاختلاف عن أي مقاتل رياضي في الماضي والحاضر. أريد أن أكون فقط "أنا"، فقدوتي، باختصار، هو "أنا" لأني أرى أنه لا يُوجد أي مقاتل رياضي في العالم يجتهد مثلي أو يفعل مثل ما أفعل.
القحطاني لـ"سيدتي": قدوتي، باختصار، هو "أنا" لأني أرى أنه لا يُوجد أي مقاتل رياضي في العالم يجتهد مثلي أو يفعل مثل ما أفعل.
كيف ترى مستقبل رياضة الفنون القتالية المختلطة في السعودية؟
بكل صراحة، أرى تطوراً هائلاً في رياضة الفنون القتالية بالسعودية، حيث حدثت أشياء لم نكن نحلم بها، لدرجة أن الأبطال في الخارج، مثل أمريكا، أصبحوا يتمنون القدوم إلى السعودية للمشاركة في البطولات والفعاليات المقامة بها؛ فهناك تطور ودعم كبير للغاية.
لدينا بطلة سعودية على الأبواب في هذه الرياضة القتالية، وهي "هتان السيف"، كيف ترى مشاركة المرأة في مثل هذا النوع من الألعاب، خاصةً أنها قد تكون ضد طبيعة المرأة المعروفة برقتها ونعومتها؟
نعم، المرأة معروفة برقتها وطبيعتها الناعمة، ولكن من خلال ما أراه من تجربتي مع هتان السيف، لأنها معي في النادي نفسه والفريق نفسه، أرى أنها داخل الحلبة شخصٌ وخارجها شخصٌ مختلف تماماً تتعامل بطبيعتها الأنثوية؛ فهي شخصية رقيقة وهادئة للغاية، ولكن وقت القتال تصبح شخصاً آخر. في الوقت نفسه، لا تنسى أنها امرأة، حيث تذهب قبل كل نزال لتسوية شعرها وتجميل أظافرها وتضع المكياج قبل النزال لتخوضه في أجمل صورة لها. فمع أن اللعبة عنيفة فإنها لم تطغَ على طبيعتها لكونها أنثى، وهذا ما أراه بشكلٍ عام أن المرأة تستطيع التوازن بين طبيعة اللعبة بوصفها لعبة قتالية وطبيعتها لكونها أنثى؛ لأنها في النهاية عبارة عن رياضة وليست قتالاً في الشوارع.
القطحاني لـ"سيدتي": ما أراه بشكلٍ عام أن المرأة تستطيع التوازن بين طبيعة اللعبة بوصفها لعبة قتالية وطبيعتها لكونها أنثى
ما الرسالة التي تريد إبلاغها لـ"هتان السيف" عبر "سيدتي"؟
أرى مستقبل هتان السيف في اللعبة يلوح في الأفق بقوة. هي بطلة عالم مرتين متتاليتين في الملاكمة التايلاندية، وأراها كذلك بارعة في الفنون القتالية. لكن، أقول لها: "اجتهدي أكثر، وتعلمي أكثر، وشاركي في نزالات أكثر وأكثر. وكما قلت، سأراكِ بطلة عالم قريباً إن شاء الله".
قبل مشاركتك في بطولة الـ MMA المقامة في الرياض يوم 24 من فبراير الجاري، ما الذي تعد به الجميع؟
أعد الجميع، بإذن الله تعالى، بأن يكون نزالي في هذه البطولة استثنائياً ومليئاً بالحماسة وعلى أعلى مستوى. وأطلب من الناس أن يترقبوا نزالي، وأتمنى منهم الحضور إلى الصالة لمشاهدة النزال وتشجيعي؛ فأنا بحاجة ماسة إلى هذا الدعم خاصةً أن معظم نزالاتي تكون خارج السعودية. لذلك، أحتاج وجودهم وسماع تشجيعهم لي، وأنا في انتظارهم إن شاء الله.
عبد الله القحطاني للجمهور السعودي عبر "سيدتي" : أنتظركم لتشجيعي في أضخم بطولة للفنون القتالية المختلطة في الرياض 24 فبراير
شكراً لك، البطل السعودي عبد الله القحطاني، على حضورك معنا، ونحن في "سيدتي" نتمنى لك التوفيق في هذه البطولة وفي ما هو آتٍ من منافسات عالمية.
تابعوا المزيد: تعرّفوا إلى أصول وتاريخ الفنون القتالية المختلطة
