الرحالتان السعوديتان نجود المحفوظ ووصايف الحناكي شغف بالسفر والاستكشاف

نجود المحفوظ ووصايف الحناكي
نجود المحفوظ ووصايف الحناكي

نجود المحفوظ ووصايف الحناكي رائدتَان سعوديتَان، جمعهما مجالُ الطبِّ، وأثمرت صداقتهما، وشغفهما بالسفرِ والتنقُّلِ والاستكشافِ عن تأسيسِ مشروعٍ سياحي غير تقليدي، يُعنى بالسفرِ المبني على التجربةِ تحت اسم "wondria". تمكَّنتا خلال رحلاتهما، داخل السعوديَّة وخارجها، من مشاركةِ المتابعين تجاربَ سفرٍ حقيقيَّةً حتى يعيشوا معهما لحظاتٍ من المتعةِ، والإثارةِ، والاستكشاف، ما جعلهما بحقٍّ سفيرتَين للمرأةِ السعوديَّة، في مجال تنظيم الرحلات والسفر والسياحة ، كغيرها من المجالات التي أثبتت فيها المرأة جدارتها بالتمكين والدعم ضمن رؤية 2030، وعكس ما تملكه من طموح وإمكانيات عالية ، والذي ساهم وبجدارة في صنع سلسلة من النجاحات والإنجازات اللافتة .
"سيدتي" التقت نجود المحفوظ، استشاريَّةُ طبِّ الطوارئ، ووصايف الحناكي، اختصاصيَّةُ العلاج الطبيعي ومدرِّبةُ اليوجا للحديثِ عن قصة نجاحهما في مجالِ السفرِ والسياحة.


المديرة الإبداعية - نينورتا مالكي Ninorta Malke
حوار – عتاب نور Etab Nour
تصوير – عادل الشاهد Adel Alshahed
ماكياج –هيفاء الصايغ Haifa Alsaig
مساعد تنسيق الأزياء - زمزم راجي Zamzam Rage

 

نجود المحفوظ : السفر بالنسبة لي حياة وعلم

                                                                                                         نجود ووصايف الحناكي 

عرِّفينا على فكرةِ الشراكةِ في مشروعِ "wondria" السياحي؟

فكرةُ المشروعِ قائمةٌ على استقطابِ وتشجيعِ السيداتِ من محبَّاتِ وهواةِ السفرِ، لعيش رحلاتِ سفرٍ فريدةٍ داخل السعوديَّة، يتخلَّلها كثيرٌ من الأنشطةِ الترفيهيَّة، والرياضيَّة، والثقافيَّة، والفنيَّة.

لمتابعة المقال في المجلة، يمكن الضغط على الرحالتان السعوديتان نجود المحفوظ ووصايف الحناكي 

حدِّثينا عن نفسكِ، ما الذي جذبكِ لعالمِ الرحلاتِ والتجوُّل، وكيف ومتى تمَّ ذلك؟

حبُّ الاستكشافِ والسفر، ظهرَ لدي في وقتٍ مبكِّرٍ، وتحديداً في سنِّ المراهقة، إذ كنت شغوفةً بمتابعةِ مدوّناتِ السفرِ والرحلات، ومشاهدةِ تنقُّلات الرحَّالةِ وتجاربهم المختلفةِ التي كانوا يخلِّدونها صوتاً وصورةً عبر مقاطعِ فيديو، ويشاركونها مع المتابعين، مع كثيرٍ من عناصرِ المرحِ والتشويق. اهتممتُ بكلِّ ما كان يردُ في تلك المدوّنات بدءاً من التخطيطِ للرحلة، وحتى الانتهاءِ منها، وأخذ شغفي بالسفرِ يزدادُ تدريجياً، وتولَّدت عندي رغبةٌ في محاكاةِ هذه التجارب، وحقاً حقَّقتُ حلمي حينما كبرت. في كلِّ رحلةٍ أقومُ بها، يقودني الشغفُ لاستكشافِ حضارةِ تلك الدولة، والتعرُّفِ على عاداتِ شعبها وتقاليدهم، وأفعلُ ذلك بالتواصلِ مع الناس، وتجربةِ كثيرٍ من الرياضاتِ والأنشطةِ المختلفة، إلى جانب تذوُّقِ الأطباقِ التي تشتهرُ بها حتى أصبح السفرُ بالنسبةِ لي حياةً، وعلماً يضيفُ لي، وأعودُ منه محمَّلةً بالثقافاتِ، والفنونِ، والمعلوماتِ، والتجاربِ الجميلة، وتحضرني مقولة " العالم كتاب ، والأشخاص الذين لايسافرون ، ما يقرأون منه إلا صفحة واحدة ".

أوَّل مدرِّبةٍ سعوديَّةٍ

بوصفكِ أوَّلَ مدرِّبةٍ سعوديَّةٍ وعربيَّةٍ في مجالِ الإسعافاتِ الخلويَّة، ما أهميَّةُ هذا التخصُّص؟

الإسعافاتُ الخلويَّة تخصُّصٌ دقيقٌ، ندرسه بعد التخصُّص في البوردِ السعودي لطبِّ الطوارئ. اخترت هذا التخصُّص، والتزمتُ بكثيرٍ من الدوراتِ في أمريكا مدفوعةً بحبِّي للطبيعةِ ورياضةِ الهايكنج والتخييم، فمن هذا المنطلقِ، ظهرت الحاجةُ لتعلُّمِ الإسعافاتِ الخلويَّة للتعاملِ مع أي حادثٍ "لا قدّر الله"، يقعُ خلال التمتُّعِ بهوايتي، خاصَّةً أنني في سفري أكون مسؤولةً عن مجموعةٍ من المشارِكات، وتأتي سلامتهن في مقدِّمةِ أولوياتي،وخلال رحلاتي واجهت العديد من الحالات خلال رحلات المغامرة و الرحلات الأخرى واعتبر امتلاك هذه المهنة نعمة لي و لمن حولي في حال مساعدتي لهم في أي ظرف طارىء! ارتياح الجميع لخوض مغامرة عند معرفتهم بخلفيتي وخلفية وصايف الطبية شي جميل و يدعونا دائم للفخر والاعتزاز بدراستنا ومهنتنا وثقة المشتركات بنا!
ومع الاتجاه الملحوظِ في المجتمعِ السعودي، خلال الأعوامِ الماضيةِ، لممارسةِ الهايكنج، كان من الضروري تعليمُ الرياضيين أساسياتِ التعاملِ مع الإصاباتِ في هذه الرحلات، ومن خلالكم، أشكرُ الاتحادَ السعودي للتسلُّق والهايكنج على جهوده، وفرضه أخذ هذه الدورةِ بوصف ذلك مطلباً للحصولِ على شهادةِ الإرشاد الخلوي.

كيف تمكَّنتِ من الجمعِ بين مهنةِ طبِّ الطوارئ والإشرافِ على الرحلات؟

عندما انهيت المرحلة الجامعية في مجال الطب البشري اخترت تخصص الطوارىء و تخرجت من البورد السعودي لتخصص الطوارىء ، اخترت التخصص الدقيق في طب البراري والرحلات الخلوية ثم انهيت دراسة المجاستير في الادارة الطبية من جامعة الملك سعود ثم تبعتها بشهادة الماجستير من جامعة جورج واشنطن في القيادة، البحوث و التعليم بقسم الطوارىء. مهتمة جداً بالمسير الخلوي و الغوص و مهتمة ايضا بمجال الفندقة والضيافة.والحقيقة أكون في أحيان كثيرةً في حالةِ تعطُّشٍ لبعض الأدرينالين داخل المستشفى وخارجه، وأحصلُ عليه من خلال المغامراتِ التي أقومُ بها في أسفاري. لكوني استشاريَّةَ طوارئ، أحظى بمرونةٍ في اختيارِ أيامِ عملي، وأستغلُّ إجازاتي بالسفر بحثاً عن التشويق.
تمكنت من تنظيم عدة رحلات دولية وداخلية لمجموعات وشركات وكذلك رحلات خاصة اكتسبت منها خبرة واسعة خصوصا في مجال الهايكنغ والتخييم ساعدتني لإنشاء شركتي الأولى في مجال تنظيم الرحلات ثم شركتنا واندريا الآن مع وصايف، مجال السفر مجال ممتع لكن تنظيم الرحلات فيه يحتاج إلى الكثير من الاحترافية و الدقة! فاختيار الوجهات بعناية ثم حجز الأنشطة المناسبة وإعلان الرحلة للجمهور المناسب مهمة صعبة على الرغم من استمتاعنا الكامل بهذه المهمات! لكن من يدخل المجال لأهداف الكسب السريع بدون الالتفات للتفاصيل الصغيرة الدقيقة ووضع بصمة للرحلة بلمسات خاصة يجعل المشتركين يعزفون عن المشاركة مرة أخرى في رحلات قادمة ،لذا وجب العمل بدقة واحترافيه في مقابل تكوين شركة يشار إليها بالبنان.

السياحة في السعوديَّة

في رأيكِ، ما مقوِّماتُ السياحةِ في السعوديَّة؟

السعوديَّةُ تتميَّزُ بشعبها الكريمِ والمضياف، وهذا من الركائزِ الأساسيَّة في أي دولةٍ تستقطبُ السيَّاح. الحمد لله، شهدنا خلال الأعوامِ الثلاثةِ الماضية حراكاً قوياً لدعمِ السياحةِ في كافة مناطقِ البلاد، مع إطلاقِ مبادراتٍ حكوميَّةٍ في سبيلِ ذلك مثل هيئة العلا والسودة، إلى جانبِ مبادراتٍ فرديَّةٍ من أهالي المناطق، ما أسهم في خلقِ تجاربَ جديدةٍ، ومغامراتٍ فريدةٍ في أجمل الوديانِ، والجبالِ، والصحارى، وتضاريس السعوديَّة المختلفة.

ما الانطباعُ الذي يأخذه السيَّاحُ غالباً عن السعوديَّة، وأي مناطقِ البلادِ تبهرهم؟

يبهرُ السيَّاحُ بتطوُّرِ البلاد تقنياً وتكنولوجياً منذ اللحظاتِ الأولى للتقديمِ على التأشيرةِ الإلكترونيَّة حتى قبل أن تطأ أقدامهم أرضَ السعوديَّة، فسرعةُ الإجراءات، وحرارةُ الاستقبال، وحُسن التنظيم أمرٌ لافتٌ لجميع القادمين إلينا من الشرقِ والغرب، إضافةً إلى تنوُّع ثقافتنا، والنسيجِ الاجتماعي المترابط. كلُّ هذا ينالُ إعجابهم، فقد حرصت قيادتنا على تعزيزِ التلاحمِ، وتسريعِ التطوُّر، وتفعيلِ التعاونِ بين مناطق البلاد، عكسَ ما نراه في الثقافاتِ الغربيَّة من تنازعٍ، وانقسامٍ حسب المنطقةِ، أو اللونِ، أو العرق!
كذلك، تلعبُ طبيعةُ السعوديَّة، وتضاريسها المختلفة، وأماكنها التاريخيَّة، وفعالياتها العالميَّة دوراً مؤثِّراً في جذبِ السيَّاح، ففي الجنوب ينبهرون بالجبالِ الشاهقةِ، والطبيعةِ الخلَّابة، وفي الغربِ يحبُّون مدينةَ جدة، خاصَّةً منطقة البلد القديمة، وبحرها النقي، وفي الوسطى يُعجبون بالعاصمةِ الرياض بأماكنها التاريخيَّة مثل قصر المصمك، وأبراجها الحديثةِ، واحتضانها أهمَّ الأحداثِ الرياضيَّة العالميَّة، والمهرجاناتِ، والمؤتمرات.

المرأة السعودية

كيف تصفين المرأةَ السعوديَّة في عالمِ السياحة، هل تمكَّنت من وضع بصمةٍ مميَّزةٍ؟

نعم بالتأكيد. المرأةُ السعوديَّة، تمكَّنت من وضعِ بصمةٍ مميَّزةٍ ومختلفةٍ في مجالاتٍ متنوِّعةٍ، منها السياحي، فكان لها وجودها من النواحي الإداريَّة والإبداعيَّة والتطويريَّة، وهو ما يجعلني فخورةً بها وببصمتها في هذا القطاع، وبكلِّ امرأةٍ تعملُ في مجالِ شغفها، وفي خدمةِ وطنها.

استناداً إلى خبرتكِ، ما النصيحةُ التي توجِّهينها للراغباتِ في خوضِ مجالِ الرحلات؟

أنصحها بأن تبدأ الآن، وأن يكون ذلك بمكانٍ قريبٍ من مدينتها، أو دولتها. انطلقي في رحلةٍ ليومين، ثم اذهبي إلى أماكنَ أبعد، ولأوقاتٍ أطول.

هل تعرَّضتِ لأي مواقفَ، سواءً كانت طريفةً، أو محرجةً خلال رحلاتكِ؟

هناك كثيرٌ من المواقفِ التي لا تنسى، لعل أجملها حينما يستغربُ أهالي البلادِ التي نزورها من قدومِ عددٍ كبيرٍ من النساء السعوديات إليهم، وسفرهن واستمتاعهن بكلِّ ما يُقدَّم هناك من مغامراتٍ. نحن في تلك اللحظةِ نشعرُ بالفخر، لكوننا سفيراتٍ لوطننا، وتمكُّننا من إشعالِ حبِّ السفر في نفوسِ كثيرٍ من الفتيات في السعوديَّة، ليكتشفن العالمَ من حولهن، ويتعرَّفن على أنفسهن خلال السفرِ، وعيشِ تحدِّياتٍ جديدةٍ.

للمزيد أقرأ ايضا : ريم قراش الرئيس التنفيذي لفنادق شدا: أهم مقومات الضيافة ثقافة غنية ومتنوعة

مغامراتٌ ومهاراتٌ

                                                      نجود المحفوظ 

أي مغامراتكِ التي يمكن وصفها بـ "الأصعب"؟

مغامرتي الأخيرةُ التي قطعتُ فيها 100 كيلومترٍ سيراً على الأقدامِ بين ثلاثِ دولٍ، هي فرنسا وإيطاليا وسويسرا. في هذه الرحلةِ حملنا حقائبنا على ظهورنا طوالَ مدتها، لكنني تعلَّمتُ منها الصبرَ والتواضع. اتصالي بالطبيعةِ أنساني ثقلَ وزنِ الحقيبة، واستمتاعي بالمناظرِ الطبيعيَّة، جعلني أستشعرُ عظمةَ الخالقِ في الكون من حولنا.

ما المهاراتُ التي اكتسبتِها بشكلٍ شخصي من السفرِ والرحلات؟

من أكثرُ الأمورِ التي تعلَّمناها المرونةُ في التعامل، وتقبُّل الاختلافات، والانفتاحُ على الثقافاتِ الأخرى، ومراعاةُ أنماطِ التفكيرِ، والبحث باستمرارٍ عن سبلٍ للتطوير الذاتي والعملي.

إلى مَن تدينين بالفضلِ في دعمكِ وتشجيعكِ للاستمرارِ في المجال؟

لعائلتي، وأصدقائي، ومجتمعٍ جميلٍ من الداعمين، بدءاً من المتابعين ووصولاً إلى المؤسَّسات الحكوميَّة التي تسهِّلُ علينا الدخولَ في المجالِ السياحي.

كيف يتمُّ التخطيطُ للرحلاتِ، واختيارُ وجهةِ السفرِ والمغامرةِ في المشروع ومدى الاقبال النسائي للرحلات؟

في مشروعنا نحرصُ على التنويعِ بين الوجهاتِ والرحلات، وعليه تنقسمُ رحلاتنا إلى:

  • ومضة الإبداع: مخصَّصةٌ للفنونِ، واستكشافِ ثقافاتِ الشعوبِ والتراث.
  • مسارات المغامرة: خاصَّةٌ بالمغامرةِ، والأنشطةِ الرياضيَّة المنوَّعة.
  • تشافي الروح: رحلاتٌ مخصَّصةٌ لاكتشافِ الذات مع ممارسةِ اليوجا والتأمُّل.

أما عن الاقبال من قبل النساء للانضمام في الرحلات فهو ممتاز، ويسعدنا وجود هذا الكم من النساء اللواتي يبحثن عن تجربة سفر مختلفة! و يستمتعن بالتعرف على ثقافات وخوض مغامرات و يستكشفن الكثير في دواخلهن من خلال رحلاتنا! وهناك تعليمات وشروط خاصة مطلوبة الالتزام بها من قبل الفريق نحرص في واندريا على احترام الحدود الشخصية و تقبل الرأي ونحرص على عدم الخوض في مجالات السياسة او المواضيع الدينية ، وكان من ثمارتلك الرحلات تكوين علاقات صداقة عديدة وحصيلة معرفية ثرية لكثير من عادات الشعوب بالتاكيد! تربطنا علاقات جميلة في كل بلد مع السكان المحليين سواء من استضافونا في بيوتهم بهدف تجربة معينة مثل تجربة الطبخ ، أو بمن يعملون بمجال السياحة من مرشدين و سائقين الذين نحرص على التواصل معهم باستمرار و إنشاء عمل مستدام لهم بتزكيتهم للعمل مع مجموعات أخرى أو توفبر فرص لهم في حال تصميم رحلة خاصة لأحد عملاء واندريا.

ما محطاتكم المقبلةُ للمغامرةِ والاستكشاف؟

وقعَ اختيارنا على فنلندا، لتكونَ محطتنا المقبلةَ للمغامرة، فهي أسعدُ دولةٍ في العالم، وسنتعرَّفُ هناك على ثقافةِ شعبها، وسنقومُ بعديدٍ من الأنشطةِ والمغامراتِ غير المعتادة مثل التزلُّجِ مع كلابِ الهاسكي، وحيواناتِ الرنَّة، ومشاهدةِ ظاهرةِ الشفقِ القطبي من دائرةِ القطب الشمالي. كذلك سنزورُ البحرين، لاكتشافِ كنوزها العتيقة، والسيرِ على نهج "النواخذة" في "مسارِ اللؤلؤ"، والاستماعِ إلى قصصِ الأجدادِ من رواةٍ صحافيين وفنَّانين وحرفيين ، وبشكل عام نحرص على زيارة الأسواق في كل مدينة وبلد حيث تعكس الأسواق ثقافة الشعب ومنتوجاته ومنسوجاته وطريقة جميلة بسيطة للتعرف على موارد البلد و جمالية منتجاتهم.

والقائمةُ طويلةٌ. ولا تهمُّني الأماكنُ، وأعدادُ الدولِ، بل التجاربُ التي سأخوضها، والشعوبُ التي سأتعرَّف على ثقافتها، والتاريخُ الذي سأستمتعُ بسماعه عند زيارةِ القلاع والمتاحف، وكذلك الأطباقُ التي سأتذوَّقها، والمناظرُ الطبيعيَّةُ التي سأشاهدها، والتجاربُ المختلفةُ التي سأخوضها.

وصايف الحناكي :تحديد الأهداف مهم قبل أي رحلة

                                                      وصايف الحناكي 

حدثينا عن مجال تخصصك وهواياتك وشغفك بالسفر وتنظيم الرحلات؟

انهيت المرحلة الجامعية في تخصص العلوم الطبية تخصص العلاج طبيعي، اعمل حالياً في معالجة المرضى بتخصص الدقيق للعامود الفقري و حالات الجنف و اعمل كمدربة يوجا في مشروع الخاص بوب اب يوجا السعودية و دوامي وشغفي الكامل في ادارة وندريا والرحلات العامة حول العالم.هوايتي تكمن في الهوايات والرياضات الخارجية والسفر ،التعرف على ثقافات الشعوب.

كيف ترين دورُ هيئةِ السياحةِ في دعم هواةِ الرحلاتِ والهايكينج، وما يقومون به من توثيقٍ وتنشيطٍ للسياحةِ الداخليَّة؟

من اللافتِ الآن في السعوديَّة الاهتمامُ المتزايدُ بالسياحة، وتحقيقُ البلادِ مراكزَ متقدِّمةً بين دولِ المنطقةِ في جذبِ السيَّاح عبر عديدٍ من الخططِ والبرامجِ التي يقدِّمُ فيها روَّاد السياحةِ خدماتهم بشكلٍ مبتكرٍ.

خلال جولاتكم المحليَّة في السعوديَّة، ما أهمُّ المناطقِ ضمن قائمتكم، وما أشهرُ معالمها وعادات أهلها؟

تجوَّلنا تقريباً في معظمِ المناطقِ السعوديَّة، وزرنا جبالها، وهضابها، وسهولها، وشواطئها. أذكرُ من ذلك رحلةً جميلةً، تجوَّلنا خلالها بين مناطقَ مختلفةٍ باستخدام القطارِ الحديث. انطلقنا من منطقةِ الرياض، ومررنا بالقصيم، وحائل، والجوف. تعرَّفنا على القلاعِ والحصونِ المنتشرةِ في القصيم والجوف، وزرنا منطقةَ جبة في حائل، وانبهرنا بالنقوشِ الموجودةِ فيها، المؤرَّخةِ لآلافِ الأعوام، والشاهدةِ على تاريخٍ طويلٍ، كانت فيه الجزيرةُ العربيَّة مهداً للحضارات. كذلك انبهرنا بتعدُّد الأطباقِ المحليَّة المنتشرةِ في القصيم، وأُعجبنا بكرمِ الضيافةِ الطائيَّة في حائل، ووفرةِ المنتوجاتِ المصنوعةِ من الزيتون في دومة الجندل والجوف.

اقرأ أيضا : مغامرة سعودية تهوَى الطبيعة وتسلق الجبال روناء بابنجي:أهوى الآثار وتلهمني تجارب المغامرة

ما المدينةُ السعوديَّة التي أبهرتكِ وتمنَّيتِ البقاءَ والاستقرارَ فيها؟

في كلِّ مرَّةٍ أزورُ فيها مدينةَ العُلا، أفرحُ كثيراً بالعودة إليها، وأتمنَّى الاستقرارَ هناك، فهي مدينةٌ ساحرةٌ لما تتمتَّع به من هدوءٍ وسكينةٍ لا مثيل لهما، ومناظرَ طبيعيَّةٍ خلَّابةٍ، إلى جانبِ جبالها الشاهقة.
إفريقيا وأمريكا الجنوبيَّة

ما الدولُ والمناطقُ التي ما زالت بكراً وتحتضنُ كثيراً من الأسرارِ والجمال؟

إفريقيا، فهي قارَّةٌ جميلةٌ جداً بغاباتها وثرواتها الحيوانيَّة، وشعوبها المرحة على الرغمِ من قساوة الحياة. تجرَّأنا أخيراً على ترك خياراتنا السهلةِ في أوروبا وأمريكا، وذهبنا لاكتشافِ روائعِ هذه القارَّة، وطبيعةِ شعوبها، وثقافتها. كذلك الحال مع أمريكا الجنوبيَّة التي تعدُّ مظلومةً إعلامياً.

هل لرحلاتكم المتكرِّرة تأثيرٌ في التزامكِ الوظيفي ومهامكِ الأسريَّة؟

ننتمي، ولله الحمد، لأسرتَين متفهِّمتَين، وتقدِّمان لنا كلَّ الدعم للاستمرارِ في عملنا بمجالِ السفر، وهذا ما يزيدُ من تعلُّقنا بالترحال، فنحن لا نزال في سنٍّ صغيرةٍ، ونحتاجُ إلى مساعدتنا في اختيارِ وجهاتٍ جديدةٍ ومدهشةٍ وغير اعتياديَّةٍ، وهو ما مهَّد لنا للوصول إلى ما نحن عليه اليوم بوصفنا رائدتَين سعوديتَين في السفرِ والسياحة.

إلى أي مدى تلهمكِ الأماكنُ، وتنعكسُ على شخصيتكِ ونظرتكِ للحياة؟

قبل بدايةِ أي رحلةٍ، نحرصُ على تحديدِ الأهداف للاستفادةِ منها تماماً، وتطويرِ أفكارنا، وتبنِّي وجهاتِ نظرٍ جديدةٍ فيما يخصُّ الحياة، وتحقيقِ أثرٍ فيها.

ما أكثرُ ما تفتقدينه عندما تكونين بعيدةً عن السعوديَّة؟

أفتقدُ دفء الاجتماعاتِ العائليَّة، والأصدقاء، وسريرَ غرفتي.

هل تجدين الوقتَ الكافي لممارسةِ اهتماماتكِ وهواياتكِ الأخرى؟

من خلال إدارةِ وقتي، وترتيبِ أولوياتي، أمارسُ كثيراً من اهتماماتي خلال السفر مثل اليوجا، والقراءةِ، وتجربةِ رياضاتٍ مختلفةٍ.

كيف توثِّقين تلك الرحلات، وفي أي حساباتِ التواصل تشاركين متابعيكِ أحداثها؟

نهتم جداً بوثيق رحلاتنا بطريقة احترافية ليصل افضل محتوى لمتابعينا و لكي يستشعرون مدى جمال المناطق التي نقوم بزيارتها ، ونعتمد تماما على الهواتف المحمولة لتخفيف الحمولة و كذلك لوجود تقنيات حديثة في الأجهزة المحمولة تغنينا عن الكاميرات المختصة، في البدء، كنا نستمتعُ بتوثيقِ رحلاتنا عبر حساباتنا الخاصَّة في منصَّة "إنستجرام"، لكننا أخيراً ولكثرةِ الطلبِ من المتابعين، قرَّرنا أن نشاركهم مغامراتنا عبر حسابِ شركتنا الخاصَّة "wondria" في الموقع، وقريباً عبر قنواتٍ أخرى.

كلمةٌ أخيرةٌ؟

نشكركم على الاستضافة. أنا ونجود نؤمنُ بأهميَّةِ ترك أثرٍ في الحياة، وأفضلُ طريقةٍ لفعل ذلك بالمشاركة. لقد قمنا بمشاركتكم اليوم جانباً من رحلاتنا، وسعيدتان بإكمالِ شغفنا في السفرِ واستكشافِ العالم، وخوضِ تجاربَ مميَّزةٍ في مشروعنا "wondria"، وندعوكم إلى مشاركتنا في ذلك.