خلود المنسي، لاعبة منتخب مصر للشراع، البالغة من العمر 25 عاماً، تخرجت من كلية الهندسة، بدأت رحلتها في رياضة الشراع في سن التاسعة في محافظة الإسكندرية، وانضمت إلى المنتخب الوطني في سن الثالثة عشرة، ثم شاركت في دورة الألعاب الأولمبية، وكانت في ذلك الوقت أصغر لاعبة تحصل على ميدالية ذهبية في دورة الألعاب العربية التي أُقيمت في الدوحة عام 2011 ضمن منافسات السيدات. كما فازت بلقب البطولة العربية خمس مرات متتالية، وشاركت في أولمبياد الشباب في الصين، بالإضافة إلى حصولها على الميدالية البرونزية والمركز الثالث في التصفيات الأفريقية.
كاميرا "سيدتي" التقت بالبطلة المصرية خلود المنسي، لتروي لنا قصة رحلتها في رياضة الشراع، وتحدثنا عن كيفية تأهلها لأولمبياد باريس 2024، وعن دعم عائلتها لها، وتكشف لنا عن بطولاتها وإنجازاتها المميزة، وعن الصعوبات التي واجهتها في بداية مسيرتها، وطموحاتها المستقبلية، فلنتعرف عليها أكثر من خلال هذا اللقاء، ونسكتشف معاً قصتها الملهمة.
بداية الانطلاق في عالم الشراع
مارست خلود في البداية رياضة الجمباز الإيقاعي، ولكن بعد أن بدأ شقيقها الأكبر ممارسة رياضة الشراع، كانت ترافقه التدريبات الخاصة وتشاهده أثناء التمارين، عندها قررت أن تخوض التجربة بنفسها رغم خوفها الشديد وسط البحر بمفردها، ولكن تدريجياً ومع مرور الوقت، حققت نتائج جيدة، وأنضمت إلى منتخب مصر، وكانت سريعاً ما تحقق إنجازات كثيرة، وبدأت تنمو لديها مشاعر الحب لهذه الرياضة وحققت العديد من البطولات، مما عزز شغفها بالشراع.
العائلة ركيزة النجاح وسر البطولة
تحدثت خلود عن دور عائلتها، وكيف كان تشجيعهم المستمر الركيزة الأساسية لتحقيق إنجازاتها، حيث كانوا الداعم الرئيسي لها منذ انطلاقتها، ويساندونها باستمرار في كل مرحلة، وفي كل لحظة منذ البداية حتى الآن، وفي كل خطوة تخطوها كانوا يرافقونها، ويسافرون معها، فعندما سافرت خلود أول رحلة كانت في سن الثالثة عشرة، كان والداها معها، ثم والداتها في الرحلة التالية، ثم رافقها أخيها العديد من البطولات، وبعد ذلك، تعودت خلود على السفر بدونهم، وكانت عائلتها تثق في قدرتها على التكيف والتعامل بمفردها في الخارج.
وتُكمل حوارها: بدون وجود عائلتها، لما كانت استطاعت أن تحقق شيئاً، لأنهم يعيشون معها لحظة بلحظة ويشاهدون كل الظروف والتحديات التي تواجهها، ودائماً بجانبها ليقدموا لها الدعم والمساندة والحب والتشجيع.
وتتذكر خلود، بعد مشاركتها في أولمبياد الشباب في عام 2014، تم اختيارها للمشاركة في أولمبياد ريو للسيدات في السنة التالية، كانت هذه مفاجأة بالنسبة لها، حيث لم يكن لديها وقت كافٍ للاستعداد، ولكنها أحبت أن تُجرب وتخوض المغامرة بذاتها، ثم وجدت نفسها تتنافس بين أفضل المشاركين، ورغم أنها حصلت على نفس النقاط مع الأول والثاني، إلا أن قواعد اللعبة جعلتها في المركز الثالث.
لا فرق بين الرجل والمرأة في الرياضة
وأوضحت خلود، عندما بدأت في رياضة الشراع، لم يكن هناك الكثير من الفتيات، بل كان هناك عدد قليل وأكبر منها عمراً، ولكن تدريجياً أصبحت هذه الرياضة فرصة للعديد من الفتيات مما أدى إلى ظهور منافسات قوية بينهن. ولفتت إلى أنها عندما بدأت تُحقق النجاح وتُثبت ذاتها، لاحظت أنه لا يوجد فرق بين المرأة والرجل في الرياضة، خاصةً إذا كانت الأعمار متقاربة كفتيات وفتيان، ويتدربن معاً، ولكن عند وقت المشاركة في المنافسات الدولية مثل الأولمبياد، يتم تقسيم الفتيات والفتيان إلى قوارب منفصلة ومختلفة.
وأضافت: أما بالنسبة للفتيات في الرياضة، فقد لاحظت مؤخراً في إحدى البطولات أن الفتيات قد أصبح لهن وجود ملحوظ وقوي، كانت هناك مراكز عديدة للفتيات دون وجود عدد كبير من الأولاد، وقتها شعرت خلود بأن هذا أمر جيد وإيجابي، حيث أصبح بإمكان الفتيات أن يتقدمن في هذه الرياضة، وبالتالي بدأ تواجدهن بشكل طبيعي بين الأولاد، وجميعهن يتنافسن معاً بدون أي مشكلة".
هل تعرفين ما قصة الشعلة الأولمبية.. رمز السلام والصداقة في رحلة عبر العالم
بداية الصعوبات والتحديات
واجهت خلود العديد من الصعوبات والتحديات وكانت من أولى الصعوبات هو الفارق بين رياضة الجمباز الذي كانت تمارسه في البداية، فكان يتطلب المرونة والليونة، بينما رياضة الشراع يعتمد أداؤها بشكل كبير على القوة البدنية.
الصبر والثقة بالنفس
بدأت الشابة المصرية تدريباتها في سن التاسعة من عمرها،ولطالما تواجدت في البحر بمفردها ما جعلها قادرة على التعامل مع حل المشكلات والاعتماد على النفس، مما زاد من ثقتها بنفسها وقدرتها على مواجهة التحديات، وأكدت على إن الرياضة بوجه عام تمنح الثقة بالنفس وتُعزز الاعتماد على الذات، وتُعلم الصبر والتحمل.
الألقاب والمراكز مصدر الحماس
تصف خلود هذه المشاعر عندما تتذكرها وتستعرض الألقاب والمراكز التي حققتها والبطولات التي تأهلت لها، بالحماس والسعادة، وتطمح لتحقيق المزيد، وتقول:" قد لا يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين حققن أرقاماً ومراكز مماثلة لتلك التي وصلت إليها الآن، ولكن من الممكن أن يظهر منافسون جدد، لذا تريد أن تضع مستواها عالياً يصعب تجاوزه لمن يأتي بعدها."
وتضيف:" فحيثما ترى اللاعبات الأخريات يتنافسن تشعر بفرح كبير، لأن رياضة الشراع ليست مشهورة وبالتالي عدد ممارسيها ليس كبيرا لهذه الدرجة، مما يجعل المنافسة أقل صعوبة بالمقارنة بالرياضيات الأخرى، وكلما ارتفع المستوى أصبحت المنافسة أكثر إثارة، مما يساعد على جعل هذه الرياضة أكثر شهرة.
أولمبياد باريس 2024 وبطولة العالم
وتطمح لاعبة منتخب مصر للشراع، إلى تحقيق الفوز في بطولتين هامتين، هما الأولمبياد وبطولة العالم، ولكن هدفها الأكبر هو الفوز في أولمبياد باريس 2024، لرفع علم بلدها مصر، ولكن أيضاً بطولة العالم تمثل تحدياً كبيراً، وعلى الرغم من أن الوصول إلى الأولمبياد قد يكون أسهل من بطولة العالم بالنسبة لنا، إلا أن كلا البطولتين تظلان صعبتين للغاية."
قلادة الشراع والأولمبياد
إليكم القنوات الناقلة لأولمبياد باريس 2024
"وأثناء حديثنا معها، لاحظنا أنها ترتدي قلادتين، فرغبنا في معرفة سرّهما."
القلادات لهما مكانة خاصة في قلبها، قلادة الأولمبياد التي أهداها لها والداها عند تأهلها إلى طوكيو، وقلادة الشراع التي أهدتها لها جدتها في يوم ميلاها، تلك القلادات تعبّران عن حياتها وتحبهما كثيرًا ومتعلقة بهما بشدة.
تابعي أيضا جوجل يغير شعار وجهته تزامنا مع انطلاق أولمبياد باريس 2024