3 سعوديات تفوقن في مجال العمل الإنساني

الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز والأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود والدكتورة أشواق القحطاني
الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز والأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود والدكتورة أشواق القحطاني

الشعور بالآخرين والإحساس بهم ، كما يقال حاسة سادسة لا يتقنها إلا الأنقياء، بالإضافة لكونها قيمة إنسانية رفيعة وعظيمة حثها عليها ديننا الإسلامي، واتخذتها الكثير من السعوديات في مملكة الإنسانية كسلوك دائم، ومنهج حياة، فكانت لهنّ بصمتهن وأياديهن البيضاء في تلمس مكامن الألم والحاجة لدى الآخرين، ومساهمتهن في مبادرات خيرية وإنسانية وتطوعية تحت مظلة عدد من الجمعيات والهيئات، ونجحن في إعادة البسمة وإشعال شمعة الأمل التي تضيء الطريق لكثير من الأسر لحياة كريمة ومستقبل أكثر إشراقاً، مع تعزيز لقيم العطاء والبذل والتكافل في المجتمع.
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، تسلّط "سيدتي" الضوء على 3 رائدات سعوديات؛ هن: الأميرة موضي بنت خالد بن العزيز، والأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود، وأخصائية التخاطب أشواق القحطاني، ومبادراتهن النابعة من الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في مجالات العمل الخيري والإنساني والإغاثي.

الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز

الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز


الأميرة موضي بنت خالد اسم غني عن التعريف في مجال العمل الخيري والإنساني؛ من خلال دورها الكبير والبارز في مؤسسة الملك خالد الخيرية، التي تهدف لدعم الفئات المحتاجة في المجتمع السعودي، ولها العديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية، منها الدعوة لإنشاء هيئة متخصصة للعمل التطوعي، كما تشغل الأميرة موضي بنت خالد منصب رئيس مجلس الإدارة لجمعية النهضة، وجهودها في تحقيق أهداف الجمعية الرامية، ومنذ أن تأسست عام 1963، قبل أكثر من خمسين عاماً، على تقديم الدعم المادي والمساعدات لمنسوبات الجمعية، وكذلك إطلاق مبادرات اجتماعية وإنسانية لتمكين المرأة وإكسابها المهارة والعمل والتدريب، وتقديم الدعم الشمولي لتخريج الأسر ذات الدخل المحدود من دائرة الفقر، لتتحول من أسر محتاجة إلى أسر منتجة، ومن الثمار التي قطفتها جمعية النهضة نتيجة للخدمات التي تقدمها للمستفيدات سنوياً؛ كان حصولها على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، كما حصلت الجمعية على الاعتماد الاستشاري من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
اهتمام الأميرة موضي بالعمل الخيري والإنساني يعكس تأثرها الكبير بشخصية والدها الملك خالد بن عبد العزيز في مسار حياتها ومبادراتها المختلفة؛ إذ كان معروفاً بالكرم وعمل الخير ومساعدة الآخرين.
اقرئي المزيد عن مبادرات جمعية النهضة: برعاية حرم ولي العهد وبشراكة إعلامية مع سيدتي : حفل خيري لدعم برامج جمعية النهضة بحضور الأميرة موضي بنت خالد والعضوات والشركاء الإستراتيجيين

الأميرة نوف بنت عبد الرحمن آل سعود

الأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود


لأكثر من 20 سنة، تمتد مسيرة الأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل السعود في العمل الإنساني، ربما كانت البداية تأثراً بوالداتها التي كانت تمثل القدوة لها بالمجال؛ عبر مبادراتها الشخصية في دعم الأسر في عدد من أحياء مدينة الرياض، ولكن البداية الفعلية لاتجاه الأميرة نوف للعمل الخيري الإنساني، وكما كشفت ذلك في لقاء خاص لمجلة "سيدتي"، كانت بإنشاء فصول للدمج لطالبات من ذوي الإعاقة في المدرسة الأهلية الخاصة التي كانت تتولى إدارتها، وهنا كانت بداية تعلقها بهذه الفئة، وتدريجياً بدأت هذه الفئة تأخذ الحيز الأكبر من اهتمام الأميرة نوف وتفكيرها الدائم في توفير سبل التعليم وتذليل التحديات والمطالبة بحقوقها، وكان من نتائجها تأسيس جمعية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة التي ترأس مجلس إدارتها لرفع جودة الحياة لهذه الفئة، وتغيير الصورة النمطية عنهم؛ من خلال عدد من المبادرات، منها إقامة المؤتمر السنوي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة على مدى خمسة أعوام متتالية، وعمل مبادرة مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حول الأمراض الوراثية، ومبادرة بنك التوظيف، التي تسعى من خلال شراكة الجمعية مع عدد من الجهات في توفير وظائف لمنسوبي الجمعية من الشباب، هذا مع حرص الأميرة نوف على دعم المواهب والإبداعات الفنية لذوي الإعاقة، لتنال وبكل جدارة وحب لقب أم المعاقين، الذي تعتز به كثيراً، بالإضافة إلى لقب "المؤثرة" الذي نالته من دولة الإمارات، وفي مجال الجوائز؛ فازت الأميرة نوف بنت عبدالرحمن بجائزة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للتميّز النسائي في مجال الدراسات الإنسانية لعام 2023م، وموضوعه: دراسات علمية في تقنيات اللغات والترجمة، وهدفها تمكين ورفع جودة حياة الأشخاص المعتمدين على لغة الإشارة كلغة أولى أساسية في التواصل وتلقي المعلومات بالاستفادة من التقنية والتطبيقات الذكية.
وقد حصل التطبيقُ على دعمٍ من وزارة الأوقاف، وأصبح ضمن منصَّةِ «إحسان» للعمل الخيري، كما حاز على جائزة "عمار" المخصص لذوي الإعاقة.
يمكن التعرف إلى جوانب أخرى للأميرة نوف بنت عبدالرحمن في لقائها الخاص: الأميرة نوف بنت عبدالرحمن آل سعود رئيسُ مجلسِ إدارةِ جمعيَّة «لأجلهم»: بـ«رؤية 2030» أصبحنا دولةً صديقة لذوي الإعاقة

أشواق القحطاني

أشواق القحطاني أخصائية تخاطب


ومن النماذج السعودية الشابة في مجال العمل التطوعي والإنساني، نذكر أشواق القحطاني، أخصائية التخاطب واللغة بمركز الملك عبد الله الطبي في الرياض، والتي تتلخص قصتها الملهمة في اختيارها للانضمام للفريق السعودي التطوعي لمركز الملك سلمان للإغاثة، ضمن سلسلة من المشاريع الطبية التي يقوم بها المركز عالمياً، حيث توجهت أشواق مع مجموعة من الأطباء والطبيبات السعوديات إلى مشروع إغاثي يهدف لمساعدة متضرري الزلازل في الحدود السورية التركية، وذلك في شهر أبريل 2024 الماضي، للقيام بمهمة تقديم المساعدات الطبية والاستشارات وإجراء عمليات زرع القوقعة للأطفال، واستغرق مدة إقامة الفريق في هذه المهمة سبعة أيام فقط، لكن عمل الفريق السعودي خلالها بحب وتفانٍ لمدة 18 ساعة يومياً، كانت حصيلتها تقديم الفحص والاستشارات الطبية لأكثر من 600 مريض، وكذلك إجراء أكثر من 30 عملية لزراعة قوقعة للأطفال، الذين تمكنوا من استعادة سمعهم لأول مرة في مواقف ورود أفعال متباينة اختلطت ما بين الفرح والسعادة، وخطفت الشابة أشواق القحطاني بشكل خاص بلطافتها وتعاملها المرح مع الأطفال والأهالي الأضواء، بحماسها وابتسامتها التي لم تفارق محياها، وتفانيها في تقديم الاستشارة اللازمة، والنصائح الطبية والإجابة عن جميع الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالتخاطب وزراعة القوقعة وزيادة الوعي وتثقيف أهالي الأطفال، فكان من الطبيعي أن يبادلها الجميع حباً بحب، لتخرج من هذه التجربة بالكثير من المواقف والمشاعر الإنسانية الفياضة التي ستظل عالقة في ذاكرة الجميع لسنوات، والتي حاولت أشواق أن توثقها وتنشرها عبر حسابها في منصة إكس:


وبعد عودة أشواق، وفي رد فعل صادق ودال على الأثر الإيجابي والطيب ودورها الإنساني الذي تركته في المخيم، تفاجأت بإطلاق 38 أسرة اسم "أشواق" على المواليد الإناث؛ كعربون محبة وتقدير لأشواق، والذي كان بالتأكيد مصدر سعادة وفخر لدى الدكتورة أشواق، التي باتت مصدر إلهام ونموذجاً سعودياً يُحتذى به في العمل الإنساني.