لا يمكن أن يمر حدث الافتتاح الرسمي لدار أسولين Maison Assouline في مطل البجيري في الدرعية، من دون التوقف على ما يعنيه هذا الحدث، من التقاء للقيم الثقافية والتبادلات الحضارية والرؤى والتطلعات، وتمكُّن المملكة بكافة معالمها ومؤسساتها وشركاتها الفاعلة، من أن تشكّل عامل جذب لأكبر الرموز الثقافية والإبداعية في العالم.
ولأن «سيدتي» هي في قلب المسيرة الثقافية في المملكة، كانت حريصة على مواكبة هذا الحدث عن قرب، وكان حضور رئيسة تحريرها الأستاذة لمى الشثري لحفل الافتتاح، والتقاؤها بمؤسسي الدار وبالرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري إنزيريلو، بمثابة تأكيد على الرسالة والرؤية التي لطالما حملتها «سيدتي» منذ بداياتها، بأن تكون مجلة المجتمع والثقافة والإبداع والتميُّز دوماً.
عقود من الذوق الرفيع
في حوار خاص معه، هنّأت الأستاذة لمى الشثري، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري إنزيريلو على هذا الإنجاز، كما وكلّ ما تحققه الشركة من إنجازات مستمرة ومتجددة دوماً. ليجيبها أنزيريلو: "شكراً جزيلاً، إنها فعلاً ليلة خاصة، الآن بما أننا أصبحنا معروفين بشكل كبير على مستوى العالم، بدأنا في التعاون مع مؤسسات عالمية تهتم بالتراث الثقافي".
وأضاف الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية: "Assouline هي أول عائلة مختصة بالنشر الثقافي والفاخر، وأنا لطالما شعرت بتقدير تجاههم، هم أصدقاء مقرّبون مني جداً، لكننا لم نرغب في مجرد فتح متجر للكتب؛ بل أردنا تقديم مكان يمكن للناس أن يأتوا إليه ليحتفلوا ويأكلوا ويستمعوا إلى الموسيقى ويرقصوا ويستمتعوا".
وتابع حديثه قائلاً: "إن Maison Assouline هنا يهدف إلى الاحتفال بعقود من الذوق الرفيع، والحفاظ على التراث الثقافي والأصالة، ولكن أيضاً ليكون مساحة لتفاعل الناس واستمتاعهم؛ لذا فهو بمثابة إنجاز بالنسبة لنا".
الشثري أكّدت بدورها أنه: "أمرٌ مدهش، كيف أن دار أسولين كانوا أيضاً جزءاً من التحولات والتغييرات التي كانت تحدث في السعودية، وكيف واكبوها بأعمالهم".
وحول ذلك قال لها جيري إنزيريلو: "نعم، ولفترة طويلة؛ فهناك كتابهم عن مكة والمدينة، المدينتين المقدستين وهو مذهل، كذلك قدّموا سلسلة من الكتب الرائعة عن البحر الأحمر وعن جدة وعن الخيول، وقد قمنا للتوّ بإصدار كتاب جديد معهم "كتاب الدرعية"، كذلك كتاب عن حِرفية أبواب نجد السعودية، وسنقوم بإصدار العديد من الكتب الأخرى معهم".
مشهد جميل
بعد ذلك سألته رئيسة تحرير مجلتي «سيدتي» و«الجميلة»: "هناك مشهد جميل استمتعنا بمشاهدته في السنوات الماضية، وسنكمل بمشاهدته في السنوات القادمة، فما هي تصوراتكم لهذه المرحلة؟"
ورداً على السؤال قال أنزيريلو: "سيستغرق الأمر 5 سنوات من الآن، أو دعونا نقُل 6 سنوات، بالتزامن مع تحقيق رؤية 2030. اليوم لن يكون بإمكاننا ملاحظة ذلك؛ لأننا نرتفع بسرعة كبيرة جداً. لكن إذا نظرنا فقط فوق هذا الجدار خلفنا مباشرة؛ فسنجد أكبر موقع تراثي ثقافي في العالم مدرَج على قائمة اليونسكو، حي الطريف، كذلك ننظر إلى الوادي هنا خلف هذا الجدار؛ فنجد أننا زرعنا حتى الآن ستة ملايين ونصف المليون شجرة وشجيرة ونبتة، وهذا كان هنا قبل 300 عام؛ لذا أخذنا كل المزروعات التي كان يجب أن تكون هنا اليوم، وأعدناها إلى ما كانت عليه قبل 300 عام؛ لذا فإننا نحرز الكثير من التقدم".
وأضاف: "على الجانب الآخر، يوجد ميدان فيه الآن أكثر من 83 رافعة و40 ألف عامل؛ لذا فإن الدرعية في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية ستتقدم بشكل كبير".
أصحاب الرؤية
من جهة أخرى، كشف إنزيريلو أنه قد تم في اليوم السابق استضافة 30 ألف شخص في البجيري؛ قائلاً: "كلّ ليلة يكون العدد كبيراً بهذا الشكل، وبحلول يوم التأسيس في 22 فبراير، سنصل إلى عدد ثلاثة الملايين زائر لموقع اليونسكو والبجيري".
هنا، استوقفته الأستاذة لمى الشثري لتعبّر له عن سعادتها بهذا الإنجاز الضخم، وقالت: "تهانينا، إنه لأمرٌ جميل أن نحتفل بذلك؛ خاصة في يوم التأسيس، وتهانينا على كل الإنجازات".
فأجابها: "علينا أن نتذكر أن الفضل الكبير في ذلك يعود لصاحب السمو الملكي، ولي العهد ورئيس الوزراء، الديناميكي؛ لأن دعمه مستمر على مدار الأسبوع، وهو دوماً كريم جداً بوقته ورؤيته وتفكيره. وبالطبع، يجب أن نذكر دائماً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. لأنه لولاهما ما كان لدينا موقع اليونسكو، وما كان لدينا الدرعية؛ لذا نحن محظوظون لأنه في هذه الفترة التاريخية من الزمن في المملكة، لدينا اثنان من أصحاب الرؤية في وقت واحد، وهو أمرٌ غير عادي في أنحاء أخرى من العالم".
هذا الحديث الودي المليء بالاعتزاز بالإنجازات الوطنية، اختُتم بآمال من الجهتين على مواصلة تسليط الضوء على هذه الإنجازات في حوارات أخرى عديدة في المستقبل.
ما الذي تعرفونه عن دار أسولين؟
ما يجعل هذا الحدث مهماً، هو ما تمثله دار أسولين من قيمة ثقافية، التي ومنذ تأسيسها على يد بروسبر ومارتين أسولين في باريس عام 1994، تكرّست سمعتها كعلامة تجارية فاخرة ورائدة في مجال الثقافة. هذه العلامة التي بدأت برغبة في ابتكار أسلوب جديد ومعاصر للكتب، ودفعها الشغف لأن تصبح رحلة غنية بالمعرفة والثقافة والاستكشاف. وقد وسّعت دار أسولين منذ ذلك الحين رؤيتها لتشمل آلاف العناوين والإصدارات الخاصة والأكسسوارات المكتبية الفريدة من نوعها، والتي تعَد مجموعة رائعة من الإبداعات الملهمة. وعلى مدار الربع الأخير من القرن، أنشأت العلامة التجارية شبكة من المتاجر العالمية في مواقع بارزة في جميع أنحاء العالم.
اقرأي أيضاً: برنامج منزال يعود بنسخته الثانية بتجارب استثنائية ضمن فعاليات موسم الدرعية