السعادة هي الكنز المفقود الذي يبحث عنه الجميع، رغم أن كل شخص يملك خارطة طريق تتناسب مع أهدافه وإمكانياته، وتمهد له الوصول للسعادة الحقيقية.
وقد أشار الفيلسوف اليوناني أرسطو إلى أن "السعادة تعتمد على أنفسنا، فالجميع يسعون وراء السعادة، وشرط الوصول إلى السعادة أن يعرف الإنسان نفسه جيداً؛ ليعرف ما يجعله سعيداً فعلاً، فكل شخص يمتلك سر سعادته".
"سيدتي" وبمناسبة اليوم العالمي للسعادة التقت بسفيرة السعادة والتفكير الإيجابي هند الغامدي؛ الأكاديمية السابقة في جامعة الملك عبد العزيز وجامعة جدة ، ورائدة الأعمال في مجالات عدة ومالكة تطبيق ملقى الخاص بالمؤتمرات الطبية
لنتعرف من خلالها على مفاتيح السعادة والعادات التي تجلب السعادة.
مفهوم السعادة

مع التعدد في تعريف مفهوم السعادة.. ما هي السعادة من وجهة نظرك؟
السعادة تعني الانسجام بين عقلك وتفكيرك والتقبل الكامل لذاتك.
هل السعادة قرار أم اختيار؟
نعم السعادة قرار تتخذه، وشعور يمكن التحكم به، من خلال إحباط المشاعر السلبية وتعزيز المشاعر الإيجابية، والإحساس بالرضى والقناعة، وقد يختلف البعض في أسباب السعادة؛ فمنهم منْ قد يرى السعادة في العمل أو المال أو السفر أو أنها تتمثل في أشخاص معينين وغيرها، وأيضاً تختلف الخطط والأهداف للوصول إلى السعادة من شخص لآخر ، وأرى أن جيل اليوم يملك كافة الإمكانيات الكافية للاطلاع ومعرفة طرق الوصول للسعادة الحقيقية.
معادلة السعادة
معادلة السعادة هي معادلة بسيطة، ولا يوجد بها أي تعقيد، ولكن هناك عوامل تؤثر في شعور الفرد بالسعادة، وقد أشار مارتن سليغمان في كتاب "السعادة الحقيقية" إلى أن الوراثة لها علاقة بسعادة الأشخاص وبنسبة 35%، بينما تحتل الظروف التي يواجهها الفرد نسبة 15%، أما النسبة الأكبر والتي تصل إلى 50% فتتعلق بإرادة الشخص نفسه ورغبته في أن يكون سعيداً.
لكن من وجهة نظري الخاصة أرى أن السعادة وبنسبة 15% تخضع لتأثير البيئة وظروف وضغوطات الحياة، و85% لها علاقة بإرادة وعزيمة الشخص نفسه الباحث عن السعادة، فهو منْ يستطيع أن يصنع السعادة ويواجه جميع التحديات.
ما العلاقة التي تربط بين الإيجابية والسعادة والتفاؤل ؟
الإيجابية والتفاؤل والسعادة، جميعها مصطلحات مُكملة لبعضها البعض، فالإطار الخارجي للفرد يعكس غالباً ما بداخله، فإذا فكر الشخص بإيجابية وتفاؤل حتماً سيشعر بالسعادة، وهو ما يعطي انطباعاً خارجياً لدى الآخرين بأنك سعيد.
سر سعادة السعوديين

ما السر في سعادة السعوديين؟
نحن السعوديين سر سعادتنا أولاً في الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي، ويكفي أن القرآن الكريم يجمع بين دفتيه ثلاثة أرباع معطيات السعادة الحقيقية.
وكما أننا نتمتع وبفضل الله بنعمة الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة، ومن المستحيل الشعور بالسعادة في ظل عدم توفر الأمان.
هذا إلى جانب ما توفره الدولة للمواطن من التعليم والصحة والخدمات المجانية.
عادات السعداء
ما العادات المميزة التي يمارسها السعداء للحفاظ على إيجابيتهم؟
في هذا الإطار دائماً ما أكرر طرح سؤال على الآخرين عن الأشياء التي يشعرون معها بالسعادة؟ والتي أحصل معها على إجابات مختلفة، ومن أكثر العادات التي يتميز بها السعداء:
- محاولاتهم المتكررة لإسعاد أنفسهم والآخرين وتجاوز كافة التحديات في سبيل الوصول للسعادة مع التحلي بالصبر والتأني والإرادة القوية.
- تحفيزهم لأنفسهم وبشكل يومي على السعادة، فغالباً ما تكون بداية يومهم بعبارات عن التفاؤل والإيجابية والسعادة، ومن الأمثلة على ذلك قول: أنا اليوم سأكون سعيداً.
- ومن عادات السعداء أيضاً شعورهم بالرضى والامتنان والشكر، والبُعد عن التشاؤم واليأس والخوف، ويمكن أن يكون عدُّ النعم في حياة كل فرد عادة يومية.
- وكما أن السعداء حريصون على إدراج الرياضة ضمن عاداتهم اليومية، لما لها من تأثير قوي وكبير في تفريغ الطاقة السلبية والشعور بالسعادة والرضا.
- ومن العادات التي تجلب السعادة أيضاً مشاركة الآخرين الحياة الاجتماعية، والتي من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز الصحة النفسية والدعم العاطفي والشعور بالسعادة، والتقليل من الشعور بالوحدة والاكتئاب.
مفاتيح السعادة

ما مفاتيح السعادة التي تهدينها لكل باحث عنها؟
في رحلة البحث عن السعادة ليس من الضروري المرور بمحطات الألم والفشل والإحباط حتى نشعر بالسعادة، ومن الخطأ القيام بتأجيل الشعور بالسعادة لوقت أو مرحلة عمرية معينة.. عليك أن تقرر البدء بالسعادة الآن.. لأن السعادة قرار والقرار بيدك، ومن المهم معرفة المفاتيح والطرق المختصرة التي تقود للسعادة، مع العلم أنها تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لمجتمع آخر، ولعل منها:
- السعي لنيل رضى الله بفعل الطاعات يُولد الشعور بالسعادة والسلام الداخلي.
- يُعد بر الوالدين سبباً لنيْل رضا الله ورضا الوالدين والفلاح في الدارين.
- من المهم للباحث عن السعادة أن يتعلم مهارة العفو والتسامح؛ لأنها من شيم الكرام وتجلب الراحة النفسية.
- تحديد الأهداف بدقة ومطاردة الأحلام لتحقيقها على أرض الواقع.
- ومن الجيد الابتعاد عن المقارنة بالآخرين تفادياً لسيطرة مشاعر التعاسة والإحباط والغيرة وفقدان الرضى وتقدير الذات، كما يجب التركيز على نقاط القوة .
- الثقة بالنفس وعدم السماح بالاستغلال من قبل الآخرين بتعلم قول " لا" دون شعور الذنب، فمن غير المنطق السعي لسعادة الآخرين، لو كان ذلك على حساب سعادتنا.
- بين فترة وأخرى وإنجاز وآخر من المهم مكافأة النفس، لما له من دور في تحفيز النفس لتحقيق المزيد من الإنجازات والمشاعر الإيجابية.
اقرأ المزيد:تأثير السعادة على الصحة النفسية وأين نجدها؟... اختصاصية تُجيب