صديقة الزوجة نعمة أم نقمة على الرجل؟

كثيرون هم الأزواج الذين يعتقدون أن الرغبة في الامتلاك علامة حب! وأن الحب بألوانه وأنواعه يرمي إلى الامتلاك! في حين أن الواقع المُعاش يقول: إن المشاركة في الميول والرغبات والإحساس بأن ذات من تحبه لا تقل أهمية عن ذاتك..خير دليل على الحب!
 
ومن هنا بدأ بحثنا عن مكان صديقة الزوجة وموقعها بعد الزواج: هل تظل الصديقة المقربة؟ هل يتزاوران ..يتبادلان الشكوى والنقاش؟ أم بتأثير الزوج تنزوي وتصبح مجرد حكاية وصورة جميلة في دفتر الذكريات؟
 
دعونا نبحث عن الإجابة؟
 
"لو يعلم الزوج قدر الراحة النفسية التي تحسها الزوجة بعد لقائها بصديقتها لخفف من منعه لها، وحفز زوجته على لقائها"..بهذه المفردات يبدأ الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي توضيحه لأهمية الصديقة في حياة الزوجة، والتي جعلها بمثابة الطبيب النفسي لها..
 
حيث يقول: نعم وجود الزوج في حياة زوجته لا يُغنيها عن صداقاتها وجاراتها وأهلها؛ فالصداقة تنفس عن الهموم وتخفف المعاناة والقلق، وتجلب التوازن النفسي، والأفضل أن يستسلم الزوج للواقع ويعترف أن صديقة الزوجة هي طبيبها النفسي، وأن ابتعادها عنها يجعل حياتها رتيبة ومثيرة للمشاكل، وهل يستطيع هو الاستغناء عن علاقاته الاجتماعية..ولقاءاته بالأصدقاء..مكتفياً بالزوجة داخل البيت وخارجه؟
 
ويضيف: أمثالنا الشعبية تؤيد هذا "من دون صديقتي وجارتي تنفقع مرارتي"، فمع شكوى وفضفضة الزوجة لصديقتها تخرج شحنات الغضب والغل والضيق والتجارب السيئة..وتعود إليها مشاعر الهدوء والراحة، وكأنها كانت في مقابلة "تفريغ" مع طبيب نفسي..وفى نقاط بسيطة يقول:
 
كلمة في أذن الزوج
1 - لا تغلق الباب في وجه صديقة زوجتك..هي ليست شراً، ومن حقك كزوج إبداء وجهة نظرك وتقييمك لشخصها.
 
2 - هل أنت على استعداد للتفرغ لتلبية وإشباع دائرة الصداقة في حياة زوجتك؟

3 - لا تندفع وتقول لا لصديقة زوجتك..تناقش معها وجادلها في معيار التكافؤ الفكري والاجتماعي والخلقي للصديقة..هذا حقك وبعدها قررا معا.

4 - بين الصداقة الخاصة والصداقة العائلية وعلاقة الزمالة فروق..تفاهما على حدود كل منهم.

همسة في أذن الزوجة
1 - لا تشغلي زوجك بقص حكايات ومشاكل صديقتك، ولا تحكي عن خفة روحها..كلامها لك وحدك.
 
2 - الزوجة المسؤولة لا تعطي مساحة زمنية كبيرة للصديقة على حساب بيتها ورعايتها لزوجها وأطفالها.

3 - الصداقة وجه آخر للحب..لا يصدأ، تمسكي به، وحافظي على صداقاتك المحببة إلى قلبك ولكن بهدوء وحدود وتوازن.

4 - تخيري الصديقة التي تفتحين لها باب بيتك وتأتمنيها على أسرارك الخاصة، فمن خاف سلم.