هل أنت بحاجة لإجازة زوجية؟

قد يكون المسمى جديداً وغريباً، لكنه أصبح عند بعض الزوجات وفي بعض البيوت ضرورة ملحة، ورغبة لا يمكن التنازل عنها لدى الطرفين لاسيما النساء، ففي حين ترى بعض النساء أنها ضرورية لأخذ الراحة من الأعباء المنزلية والزوجية وطلبات الأبناء وهمومهم، ترى أخريات أنها ضرورية لبعث الروح في الحياة الزوجية، فإجازة قصيرة قد تجدد معاني الشوق والحنين والعشق في مجرى هذه الحياة الراكد منذ سنين، فهل الأمر ظاهرة صحية أم لا ؟ وما انعكاساتها على حياتكِ الزوجية؟


الابتعاد.. لمن تجرؤ فقط!
(الدكتورة دعد مارديني) استشارية الطب النفسي بعيادة السلوان في السعودية تخبرنا عن رأيها في هذه الظاهرة قائلة: "سمعنا مؤخراً عن ظاهرة مطالبة الزوجات بإجازة زوجية، والظاهرة التي أراها غير صحية من الناحية النفسية، فلا يوجد ما يبرهن أو يقول بأنّ ابتعاد الزوجين ومغادرة الزوجة المنزل بمن فيه يحسن الأوضاع نفسياً، فالابتعاد عن الزوج لا يريح الزوجة كما تدعي بعض الزوجات، والكثير من الدراسات النفسية تشير إلى أنّ من أهم عوامل ظهور الأمراض النفسية والعضوية ووجود حالات الانتحار هي بسبب غياب وافتقاد الشريك المؤنس، والشعور بالغربة".

تحليل الظاهرة
وترى (مارديني) أنّ مطالبة الزوجة بهذا الأمر تدل على عدة أشياء أو ترجع لعدة أسباب أهمها:

1/ وجود خلل ما في طبيعة العلاقة بين الزوجين:
وهذا يجعل المرأة تشعر فجأة برغبة في ترك المنزل والأولاد والزوج والاختلاء بالنفس، ولهذا الأمر تأثير سلبي على طبيعة العلاقة، فتركيبة الرجل الفسيولوجية في مجتمعنا وكرامته قد لا تسمحان له بقبول طلب كهذا الطلب، الذي قد يظنه تمرداً على الحياة معه.

2/ غياب الحوار الأسري:
الأمر الذي قد يصيب الزوجة بالضيق والضغط النفسي الذي قد يصل لحد الانطواء والاكتئاب ما يجعلها تكره جو المنزل، وتكره حياتها الأسرية التي تشعر فيها بالفراغ والخواء العاطفي.

3/ عدم ترتيب الزوجة لأولوياتها واستغلال أوقاتها:
فالزوجة بذكائها وشطارتها تكون قادرة على استغلال أوقات غياب زوجها سواء اليومية أو الأسبوعية في التنفيس عن نفسها، حتى لا تشعر بالضغط نتيجة تراكم الأعباء اليومية الزوجية والمنزلية والأعباء المتعلقة بالأبناء ومشاكلهم ومتطلباتهم، هذا فضلاً عن أعباء عملها لو كانت موظفة، وهذه نقطة مهمة، فمعظم الزوجات اللواتي يطلبن هذه الإجازة يتحججن بالضغط والتوتر النفسي المتراكم نتيجة كثرة أعبائهنّ والتزاماتهنّ، لكني أرى أنّ الزوجة هي قبطان سفينة الحياة الزوجية وبيدها أن تقود الدفة حيثما تريد، فهي القادرة على وضع نظام محدد لحياتها بحيث تعطي كل ذي حق حقه من دون أن يؤثر ذلك على نفسيتها أو على أعصابها سلباً، ومن دون أن تصبح الأعباء بالنسبة إليها شيئاً يفوق الاحتمال؛ فتبدأ بالشكوى المتكررة الأمر ما يصيب الأسرة جميعها بالضجر والتوتر خاصة عندما تبدأ بطلب السفر أو مغادرة المنزل طلباً للراحة والاسترخاء.

تجديد الحياة الزوجية:
وتضيف: "كما أنّ تجديد الحياة الزوجية وضخ الدماء فيها من جديد لا يكون بالابتعاد بقدر ما يكون بالاقتراب، ففكرة أنّ الابتعاد تولّد المحبة والشوق هذه فكرة خيالية من نسج الأحلام، والمرأة الذكية بإمكانها أن تجدد حياتها الزوجية بأن تقضي أوقاتاً خاصة ومميزة مع زوجها تعيدها للأيام الخوالي، كما يمكنها صنع جو جديد من خلال تنظيم رحلة رومانسية تقضيها معه، وبيدها إشاعة جو جديد في المنزل من خلال تغيير الديكور ووضع بعض الشموع".

الحالة الوحيدة: وتشير (الدكتورة دعد) إلى الحالة الوحيدة التي يكون فيها للإجازة الزوجية دور إيجابي وهي في حال وجود الخلافات والمشاحنات الزوجية المتكررة، أو في حال وجود خلاف جوهري بين الطرفين، وقتها يفضل للزوجة إقناع زوجها بالابتعاد قليلاً حتى يختلي كل طرف بنفسه ويعيد حساباته، ويفكر في حياته الزوجية بهدوء وروية بعيداً عن جو المشاحنات".