علاجات لهبوط الأعضاء التناسلية

هبوط الأعضاء التناسلية حال شائعة لدى النساء، خصوصاً من تجاوزن سناً معينة، تسبّب إحراجاً شديداً لهن، سواء في الحياة اليومية أو في العلاقة الزوجية، ما يتطلّب العلاج الفوري كي لا تبلغ الأمور مرحلةً أكثر سوءاً يصعب علاجها.

«سيدتي» إطلعت من الإختصاصي في الجراحة النسائية وطفل الانبوب الدكتور هيثم طعمة على هذه الحال وأعراضها وطرق علاجها، من خلال الحوار الآتي نصّه:

- كيف تعرّف حال «هبوط الاعضاء التناسلية» لدى المرأة؟

يشكّل هبوط الأعضاء التناسلية لدى المرأة جزءاً ممّا يسمى بـ «هبوط أعضاء الحوض» Pelvic Organ prolapse، وهو عبارة عن تحرّك أعضاء الحوض المختلفة من مكانها الى الأسفل، تصاحبه أعراض مختلفة.

وتنتج هذه الحال عن ضعف أو ضرر يصيب الأربطة والعضلات المسؤولة عن تثبيت الأعضاء في مكانها الصحيح، وهي شائعة للغاية لدى النساء في خلال الفترة التي تلي انقطاع الطمث أو اثر الانجاب، إلا أنّها يمكن أن تصيب صغيرات السن واللواتي لم ينجبن أيضاً، لكن في حالات نادرة. ويعود السبب الرئيس المسؤول عن الإصابة الى العامل الوراثي  .

  

- ما هي الأعراض التي يمكن الإستدلال من خلالها على الإصابة بهذه الحال؟

في بعض الحالات قد لا تظهر أية أعراض، إلا أن هذه الأخيرة قد تختلف باختلاف الاعضاء التي تغيّر مكانها، وتشمل:

- الشعور بأن الأعضاء التناسلية تتحرّك نزولاً عند السعال أو بذل مجهود جسدي أو حمل بعض الاوزان الثقيلة.

- الشعور ببروز غير طبيعي في منطقة المهبل.

- أعراض تتعلق بالجهاز البولي ناتجة عن هبوط المثانة كالسلس البولي أو الفقدان اللاارادي للبول عند السعال أو كثرة التبوّل أو الإحساس بعدم القدرة على إفراغ المثانة كلياً.

- أعراض تتعلق بالجهاز الهضمي كالإمساك تنتج عن هبوط القسم الاخير من الأمعاء الغليظة باتجاه المهبل.

- أعراض تشعر بها المرأة أثناء العلاقة الزوجية وخصوصاً هبوط الرحم والذي يؤدّي تدريجياً الى قصر القناة المهبلية، بالإضافة الى ارتخاء في العضلات المحيطة بالمهبل. وفي بعض الحالات، تبوّل لاإرادي ولو بكمية قليلة خلال العملية الزوجية، وذلك بسبب تغيّر المثانة وهبوط عنقها.

 

أدوات طبية خاصّة

- هل من علاج دوائي أو جراحي فعّال؟

تتفاوت طريقة العلاج حسب نوع ودرجة الهبوط والأعضاء التي طالها، بالإضافة الى سنّ المرأة ومدى رغبتها في الإنجاب لاحقاً.

ويتضمّن العلاج إجراءات تخفّف من حدّة الأعراض، تدعو المصابة الى تجنّب  حمل الأوزان الثقيلة والقيام بتمرينات رياضية خاصة بتقوية عضلات الحوض تشمل مجموعة من الإنقباضات لعضلات منطقة الحوض وفقاً لإرشادات الطبيب. وهذه العلاجات المحافظة قد تفيد في حالات السلس البولي، ولكنّ تأثيرها يغيب عن هبوط الرحم، على سبيل المثال.

ومن جهة أخرى، يتمّ أحياناً اللجوء الى أدوات طبية تسمى Pessaries توضع في عمق القناة المهبلية لتقوم برفع هذه الاعضاء، ولكن هذه الطريقة تقتصر على حالات محدودة، خصوصاً عندما تكون الأعراض شديدة ولا ترغب المصابة بالخضوع الى  الجراحة أو أن حالتها الصحية لا تسمح بهذه الأخيرة.

بالمقابل، يتمّ اللجوء الى الجراحة لدى فشل العلاج المحافظ، علماً أنّ الجراحة تختلف باختلاف الأعضاء التي أصابها الهبوط، وقد تتراوح بين علاجات لشدّ العضلات المحيطة بالمهبل ورفع القسم الاخير من الامعاء الغليظة وكذلك رفع المثانة، وصولاً الى استئصال الرحم عن طريق المهبل في حال هبوط الرحم.

 

- هل تعتبر الجراحات المتعلّقة بهبوط الاعضاء التناسلية من الجراحات الصعبة؟ وما هي نسبة نجاحها؟

تختلف صعوبة ومدّة العمل الجراحي باختلاف طبيعته، وهو يتراوح بين إجراء بسيط في حالات هبوط المثانة الى أكثر صعوبة في حال إجراء جراحة هبوط الاعضاء عن طريق المنظار.

وتعطي هذه الجراحات نتائج جيدة اجمالاً، الا أن أعراض هذا المرض قد تعاود الظهور تدريجياً بعد فترة لدى بعض النساء، نتيجةً لبعض العوامل المتعلّقة بالسن والعامل الوراثي وفشل الجراحة بشكل كامل خصوصاً في ما يتعلّق بأعراض الجهاز البولي.

وتجدر الاشارة الى أن العلاقة الزوجيّة تتحسّن بشكل ملحوظ  بعد خضوع المرأة للجراحة، خصوصاً في حالات هبوط الرحم أو السلس البولي، كما أنّ هذه العملية تعالج إرتخاء العضلات المحيطة بالمهبل.

 

- هل يمكن أن تبعد العلاجات المحافظة المبكرة الجراحة لوقت أطول؟

يرتبط هذا الامر بمدى هبوط الاعضاء التناسلية، فإذا لم يكن هذا الأخير شديداً، يمكن للعلاجات المحافظة ان تكون فعّالة للغاية في حالات معينة. ولكن في حالات أخرى، يفضل التوجّه الى العمل الجراحي باكراً لضمان الحصول على نتائج أفضل.