اليوم أصبحت الفتاة تنافس الولد في جميع المجالات، بجميع الدراسات والألعاب الرياضية التي كانت حكراً لسنوات طويلة على الأولاد، كما نالت العديد من الفتيات جوائز عالمية مختلفة لاجتهادهن في دراستهن ولإنجازاتهن العلمية التي ساعدت على تطور وتقدم المجتمع، بعضهن انتهين من الدراسات الجامعية بعمر أصغر، وبعضهن أصبحن سفيرات للعمل الخيري أو للعمل في مجالات الأطفال. وعلى الرغم من ذلك؛ مازالت بعض الفتيات تعاني من عدم المساواة بينهن وبين الذكور في بعض الدول.
وبمناسبة اليوم العالمي للفتاة 11 من أكتوبر؛ نستعرض في هذا التقرير أصل اليوم التاريخي، ولماذا نحتفل به كل عام، ومعاً نستعرض المشكلات التي تواجه الفتاة عند الوصول لمرحلة عمرية أكبر -المراهقة التي تبدأ من 9 إلى 14 عاماً. اللقاء وخبيرة التنمية البشرية الدكتورة عزة المغربي، وحديث عن يوم الفتاة العالمي، والمشكلات التي تتعرض لها الفتاة؛ فالمعرفة أول طريق العلاج.
الاحتفال باليوم العالمي للفتاة
- يُعرف اليوم العالمي للفتاة باسم «يوم الفتيات»، ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، بغرض إلقاء الضوء على عدم المساواة التي تواجهها بعض الفتيات.
- وزيادة الوعي بإتاحة الفرص للفتيات والشابات للتحرك لإثبات الذات، ومعالجة بعض المشكلات التي يواجهنها، مثل التعليم وحقوق الرعاية الصحية والحصول على الوظيفة، وحالات الاكتئاب التي تصيبهن عند مرحلة المراهقة، ويشكلن النسبة الأعلى فيها.
تعرفي إلى الصحة النفسية للطفل: معناها وأعراضها وأهميتها
الأصل التاريخي لليوم العالمي للفتاة
- البداية كان مشروعاً صممته منظمة «بلان إنترناشيونال»، الذي كان مستوحى من حملتها المعروفة باسم «لأنني فتاة»، التي شجعت الفتيات والشابات على بذل المزيد من الجهود بقضايا النوع الاجتماعي في العالم.
- بعدها حثت منظمة «بلان إنترناشونال» الأمم المتحدة على مشاركتها، وبالفعل تم عقد أول يوم رسمي للفتيات في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، تم تخصيص يوم 11 من أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للفتاة.
- لتناول القضايا التي تواجهها الفتيات، خاصة في الدول النامية، وخلال السنوات الماضية؛ اتُّخِذت مبادرات عالمية بأهداف مثل: إنهاء زواج القاصرات، وتدريب الشابات على المهارات المختلفة التي تساعدهن على التفوق في العمل.
- كما يتم التخطيط لآلاف الأحداث كل عام، برعاية الأمم المتحدة والمبادرات المستقلة مثل المنظمات غير الربحية والمنظمات المحلية.
دور الفتاة والمرأة في المجتمع
- تلعب الفتاة دوراً مهماً للغاية في تقدم الإنسان، وتحتل مكانة مهمة في المجتمع، فالمسؤولية الرئيسية للفتاة والمرأة هي حماية البشرية والنوع البشري؛ إذ تلعب الفتاة بجميع أعمارها في الوقت نفسه دور الأخت والزميلة والصديقة، وتتطور لتصبح: الشريك، الزوجة، الأم، الإدارة، المعلم، المنظم، المدير، الانضباط، الفنان، مسؤول الصحة، وربة المنزل، والحفاظ عليه آمناً ونظيفاً.
فرصتك أيتها الأم لمناقشة بعض المشكلات مع فتاتك
- سيدتي الأم، أنت لا ترصدين المشكلات أمام فتاتك لمجرد تعدادها أو بث الخوف بقلبها من مرحلة المراهقة التي تعيشها أو سوف تقبل عليها، إنما الهدف زيادة وعيها وتفتُّح إدراكها لها.
- وكما يقولون معرفة المشكلة والتيقن من وجودها، والتعرف إلى تفاصيلها؛ هي الخطوة الأولى في سبيل علاجها أو حتى تقبلها ومحاولة الإفلات من عواقبها.
- الاكتئاب أولى وأخطر المشكلات التي تواجه الفتيات في عمر 14 عاماً؛ إذ تظهر عليهن أعراض الإصابة بالاكتئاب، مقارنة بواحد من كل 10 فتيان في العمر نفسه.
- مرحلة المراهقة، حيث ينتاب الفتاة القلق والارتباك وتبدل المزاج، والشعور بعدم الاستقرار والأمان؛ ما يمثل لديها مشكلة أحياناً، وهذا وفقاً لأسلوب التربية.
- كما تُصاب بعض الفتيات في فترة المراهقة بالخجل والحياء إلى حد التلعثم بالحديث واحمرار الوجه، ولهذا تُعتبر مشكلة كبيرة، لعدد من البنات المراهقات اللاتي يشعرن بعدم الثقة بالنفس.
- هناك بعض البنات في فترة المراهقة يتسم سلوكهن بالخشونة والرعونة، وعدم الاستماع إلى نصيحة الأب أو الأم؛ ما يؤدي إلى الكثير من الاحتكاكات والشجارات.
- وتواجه الفتاة المراهقة -كذلك- المشكلات بسبب الخيال وأحلام اليقظة التي تعيشها وتستغرق معها وقتاً من الزمان؛ ما يجعلها في كثير من الأحيان لا ترضى بالظروف المعيشية التي تعيشها.
- فقد نجد الفتاة المراهقة ناقمة على عيشتها ولديها الكثير من التطلعات والأحلام التي تشغل بالها، وتجعلها رافضة لواقعها متمنية واقعاً آخر تعيش فيه.
- كما تعاني الفتاة المراهقة بعض الصراعات النفسية الداخلية أهمها صراع البحث عن الذات وتحديد الهوية الشخصية، وهذا يمثل أكبر مشكلة من مشكلات المراهقة التي تعانيها الفتاة؛ فهي تخشى أن تكون لا شيء، وفي الوقت نفسه ترغب في أن تنطلق لمواجهة العالم بنفسها دون مساندة أحد أو أخذ مشورة من أحد؛ فالفتاة المراهقة تشعر بنوع من التمرد على كل من حولها.
- كما تجد الفتاة المراهقة ترغب دائماً في الاستقلال والاعتماد على النفس، وأن تكون قراراتها نابعة منها، ويظل حلمها حتى تستطيع تنفيذ ما يجول بتفكيرها.
- ومن أكبر الصراعات التي تعيشها الفتاة المراهقة وتمثل بالنسبة لها أكبر مشكلة تواجهها من المشكلات، هي تضارب قيم وتقاليد الأسرة بما تجده مطبقاً بالفعل، سواء في مجتمع المدرسة أو مع الصديقات؛ ففي كثير من الأحيان تقع الفتاة المراهقة في حيرة من أمرها، بين ما تربت عليه وما تشاهده من سلوكيات الصديقات؛ فيدخل الشك في نفس الفتاة، وتصبح عاجزة عن التفرقة بين الصواب والخطأ.