خجل الطفل هو شعور يختلط فيه الخوف والتوتر، مع الإحراج، وعدم الراحة بسبب وجوده وسط آخرين، وغالباً ما يخجل الأطفال في المواقف الجديدة، أو عندما يكون الطفل مركز الاهتمام، أو عند حدوث التغييرات في البيئة المحيطة؛ ومن ثَم يؤثر الخجل في السلوك الطبيعي للطفل، ما يجعله يخاف من فعل أو قول ما يريد، أومن تكوين علاقات صحية؛ فينتابه الصمت حيناً وربما الرغبة في الخروج من المكان -الاختفاء- فينعزل نفسياً. التقرير التالي يعرض الأسباب والأعراض، ويبحث عن طرق للعلاج.
اللقاء واستشارية التربية وتعديل السلوك الدكتورة ناهد ياسين؛ للشرح والتوضيح.
أسباب الخجل عند الأطفال
- التركيب الجيني يؤثر في شخصية الطفل، ويحدد الجوانب المختلفة من شخصيته.
- الأطفال الحساسون، والمعرضون للترهيب؛ شخصيات خجولة أكثر من غيرهم.
- الآباء الخجولون يُكْسِبون أطفالهم هذا السلوك؛ فإن ذلك لا إرادياً سيعلمهم الخجل، وسيتصرفون تلقائياً مثل والديهم.
- الأطفال الذين لا يشعرون بالأمان مع والديهم يصبحون خجولين؛ فالعلاقات الأسرية لها تأثيرها كذلك.
- مبالغة الوالدين في حماية أطفالهم يزرع شعور الخوف لديهم، وبالتالي الخجل من كل خطوة غريبة أو جديدة.
- الأطفال الذين تلقوا رعاية غير متسقة، أو أن آباءهم مستبدون؛ ما يشعرهم بالخجل.
- قلة التفاعل الاجتماعي للأطفال، هؤلاء الذين عُزلوا اجتماعياً عن الآخرين في سنوات عمرهم الأولى لسبب ما.
- أطفال لا يتمتعون بالمهارات الاجتماعية التي تمكنهم من التعامل مع الأشخاص الآخرين الغرباء؛ ما يزيد من شعورهم بالخجل.
- التعرض للانتقادات القاسية، أو الأطفال الذين تعرضوا للتنمر، والنقد، والمضايقات من الأشخاص المهمين في حياتهم؛ مثل آبائهم، يزداد شعور الخجل لديهم.
- الخوف من الفشل؛ فالأطفال الذين شعروا بالفشل في حياتهم، أو تم وضعهم في مواقف تفوق قدراتهم؛ يزيد شعورهم بالخوف من الفشل، ومن ثَم الخجل.
أسباب مرضية محتملة وراء خجل الطفل
- إصابة الطفل بالتأخر اللغوي: قد يعاني الطفل الذي لديه تأخر لغوي من الإحباط بسبب عدم قدرته على فهم وتكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين.
- إصابة الطفل بضعف في السمع: فضعف السمع يجعل الطفل لا يستجيب لما يقوله الناس، ويواجه صعوبة في اتباع التعليمات.
- إصابة الطفل بطيف التوحد: يواجه الطفل المصاب بطيف التوحد من صعوبة في قراءة الإشارات الاجتماعية.
عشرات الطرق ليصبح طفلك اجتماعياً
علامات الخجل عند الأطفال
هناك بعض العلامات تدل على أن الطفل خجول، منها:
- انخفاض المهارات الاجتماعية لدى الطفل.
- لديه عدد قليل من الأصدقاء.
- شعور الطفل بالقلق الشديد، والوحدة، والعزلة.
- العلامات الجسدية التي تظهر على الطفل، مثل احمرار الوجه، والتلعثم في أثناء الكلام، والارتعاش.
طرق للتعامل ودعم الطفل الخجول
يمكن للوالدين فعل الكثير لتقوية مهارات الطفل الاجتماعية:
- إنشاء علاقة اجتماعية مع الطفل، ومحاولة فهم مشاعره، وأفكاره، ومخاوفه، ومحاولة طمأنته، والتحدث بهدوء ووضوح مع الطفل.
- إعطاء الطفل الوقت للتكيف وتقبل المواقف؛ ليزيد إحساسه بالأمان والثقة بالنفس، مع حث الطفل على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية من دون تهديد أو إجبار.
- تحفيز الطفل، والتعليق على نقاط قوته وصفاته الجيدة، مثل تفوقه الأكاديمي أو الرياضي. ويمكن فعل ذلك أمام بعض الأهل؛ ما يزيد من ثقة الطفل الخجول بنفسه.
- تشجيع طفلك على المحاولة عند ارتكاب الأخطاء، وتعليمه أن الجميع يرتكبون الأخطاء، وأنه لا يوجد أحد مثالي.
- إجراء المحادثات البسيطة مع الطفل، حول المدرسة، أو البرامج التلفزيونية المفضلة؛ لشده للحديث وجذبه للكلام بحرية، ولعرض آرائه من دون خجل.
- الاستماع الجيد للطفل، وعدم مقاطعته في أثناء الحديث، وعدم وصفه بالطفل الخجول إطلاقاً؛ حتى لا يرتاح لهذه الصفة ولا يحاول تبديلها.
- تجنب المقارنات السلبية بين الطفل وأشقائه أو أصدقائه؛ حتى لا يعتزل الحياة الاجتماعية معهم، فيميل للجلوس وحده والانعزال؛ ما يؤدي إلى اكتئابه.
متى يصبح الخجل عند الطفل مشكلة؟
- عندما يسبب الضيق لطفلك، أو أنه يعوق ممارسة الطفل لحياته اليومية.
- عدم قدرة الطفل على الذهاب إلى أي مكان بسبب خجله.
- ظهور علامات القلق على الطفل في المواقف الاجتماعية، مثل الحفلات.
- شعور الطفل الدائم بالوحدة، وأنه لا يعرف كيف ينضم إلى الأطفال الآخرين.
- عدم استطاعة طفلك طرح أو إجابة الأسئلة.
* ملاحظة من "سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.