أصول تربية الطفل سيدتي الأم لا تتوقف على تنفيذه لتعليمات احترام الوالدين ومساعدة الصغير، أو الانسياق لطلبات الأم والانصياع لأوامر الأب، من دون صوت يعلو أو همهمة معترضة بين الكلمات.
إنما بكيفية تعامل الطفل مع الآخرين؛ إذ تعد الفاصل والحكم الفعلي على تربية الطفل دون الآخر؛ فإن كان الطفل مهذبًا في كلماته وردود أفعاله، فلا ينفعل ويعلو صوته، ويعرف أصول وقواعد الضبط والربط وهو خارج منزله، فهو طفل مدرك وواعٍ وعلى خلق، ويجيد فن معاملة الآخرين.
لهذا نطالع في هذا التقرير القواعد والأصول التي يجب أن يبثها الآباء في تربية أطفالهم منذ صغرهم، وما على الأم إلا مراقبة طفلها ولفت نظره إن أخطأ.
اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة ابتهال السيد مرسي، الأستاذة في معهد البحوث الاجتماعية للشرح والتوضيح.
معلومات وأفكار تعرفي إليها
الطفل لا يُميز بين أقرانه بملابسه أو ماذا أكل أو شرب، ولا يُعرف بماذا يحمل في حقيبته أو حافظته؛ إنما بتربية الطفل وتعليمه آداب التعامل مع الآخرين فهي الأبقى والأعمق أثرًا.
لهذا على الأسرة أن تهتم بغرس آداب التعامل مع الآخرين، ما يساعد الطفل على أن يشب ولديه الكثير من المبادئ والتعاليم، التي تساعده في المستقبل على الاندماج في المجتمع.
تعليم الأهل الطفل آداب التعامل مع الآخرين، تؤهله فيما بعد على تكوين صداقات، والتعامل مع الشخصيات المختلفة في المجتمع، من دون أزمات أو خلافات، فالطفل يتعامل بأدب وينتظر أن يتلقى معاملة بالمثل.
أساسيات التعامل مع الآخرين أشبه بتلقين الطفل الحروف الأبجدية، وتعليمه القراءة منذ الصغر، فهي قواعد على الطفل إدراكها والتعود عليها، والأهم الاستمرارية، وهذا هو دور الأم.
أفضل الأوقات التي يمكن أن تبدأ فيها الأسرة تعليم أطفالها فن التعامل مع الآخرين، وقواعد السلوكيات العامة، من 2 إلى 5 سنوات، ولكن المشكلة أحيانًا ليست في الأطفال، ولكن بعض الأهل ليس لديهم الوعي أو الأسلوب المناسب لشرح الطريقة ببساطة للطفل، وبشكل لا يشوبه تعقيد.
قواعد وأصول آداب التعامل مع الآخرين
فن التعامل مع الآخرين عبارة عن مجموعة من الأشياء ومنها، المظهر، والسلوكيات، وأسلوب التواصل مع الكبار، مثل علاقة الطفل أو الشاب بأجداده.
من غير الصحيح أن تحاول الأم إعطاء النصائح، وشرح القواعد التي يمكن للطفل أن يتعامل بها في الخارج مع الآخرين، في حين أنها لا تتبعها، بأن تخبره مثلًا أنه ليس من الأفضل أن ترفع صوتك، بينما هي طوال الوقت تعلي صوتها، وتصرخ في المنزل.
وعند اتباع الموضة واختيار نوعية الملابس، يفضل أن يكون مناسبًا لطول وسن ووزن الطفل؛ حتى يشعر فيها بالراحة والثقة بالنفس، وعلى الأهل كذلك أن يعلموا الأطفال الرياضة من سن صغير؛ لأنها تساهم في الحفاظ على رشاقة جسمه، وتقلل من فرص جلوسه على الهواتف الذكية.
أن يهتموا بتعليم الطفل قواعد التعامل خارج المنزل، خاصة إذا دعوا لتناول الطعام، فتقوم الأم بمتابعته جيدًا؛ حتى لا يفتعل بعض المواقف ليلفت الانتباه حوله، مثل تعليمه انتظار الطعام حتى يقدمه صاحب البيت، والاتفاق معه على بعض القواعد قبل الخروج من المنزل.
الطفل يتعلم السلوكيات منذ كونه طفلًا رضيعًا، فالأم التي تحمل الطفل طوال اليوم، فإنها تعوده على هذه الطريقة، وبالتالي إذا تركته لدقائق قليلة، يصرخ طالبًا حمله.
إن قواعد التعامل تحمي الأم فيما بعد من أن يمارس الطفل سلوكيات خاطئة عندما يكبر في السن، أو يصبح شابًا، وعليه مثلًا أن يعرف كيفية تنظيم غرفته، وضع ألعابه ومحتوياتها، والأشياء المهمة في أماكنها المحددة.
علمي طفلك كيف يتعامل مع أجداده؟
" أعتذر، من فضلك، لو سمحت": هي البدايات
- قول كلمة «من فضلك» أو «لو سمحت» عند طلب شيء، على الطفل تعلمها عندما يطلب شيئاً من غيره، وعليك التعامل بها معه كي يعتاد قولها.
- الاستئذان، ليعلم الطفل أن عليه الاستئذان قبل دخول غرفة غيره، حتى وإن كانت غرفة إخوته.
- وكذلك الاستئذان عند الرغبة للخروج أو اللعب خارج المنزل، أو مغادرة طاولة الطعام عند الانتهاء من تناول الوجبة.
- أن يتعلم طفلك احترام الأكبر منه، فلا يقاطع حديث الكبار، بل ينتظر إلى أن تكون هنالك وقفة في الحوار ليتدخل، و تعاملك معه باحترام سيرسخ هذه القاعدة.
- و"أنا آسف" جملة لها دلالتها على شخصية الطفل، فهي أشبه بالاعتراف بالخطأ إن أخطأ، والرغبة في عدم التكرار، حتى لا ينطق الطفل بالجملة مرة ثانية.
علمي طفلك الشكر والامتنان
- قول كلمة «شكراً» تعد ثاني قاعدة أساسية، فعلى الطفل قول شكراً عندما يقدم له الآخرون شيئاً، مهما كان حجمه أو قيمته.
- أن يعامل غيره بالطريقة التي يحب أن يُعامل بها، فإذا كان يشتكي من أن زملاءه بالمدرسة لا يسمحون له بالانضمام للعب معهم، فهو نفس الشعور الذي يمنحه لأخيه عندما لا يسمح له مشاركته اللعب.
- مراعاة مشاعر الغير، فلا يضحك ويسخر من بكاء أو عيب غيره، وأن يتقبل أن كل فرد يختلف بردود أفعاله ومشاعره عن غيره.
- أن يكون إيجابياً: فلا يتحدث بسلبية عن الآخرين، وأن ينظر للجهة الإيجابية عند حدوث مشاكل.
- آداب المائدة: تعلم آدابها مهم جداً في المنزل، فعند الخروج لتناول الطعام في المطاعم أو عند تلبية الدعوات، سيعرف الطفل كيف يجلس ويتصرف؛ كالجلوس بهدوء، غلق الفم عند المضغ وعدم التحدث بوجود الطعام في الفم.
- إن اخطأ الطفل فعليه أن يتعلم الاعتذار والاعتراف بخطئه، وعليه أيضًا تقديم المساعدة لأصدقائه وسؤال أفراد أسرته إن كانوا بحاجة للمساعدة، كإعداد طاولة الطعام أو ترتيب المنزل، والتي تعد من القواعد المهمة بأسلوب التعامل المحترم.
- الترتيب عند الانتهاء: سواء كانت غرفة الطفل الشخصية أو مكان يلعب به، عليه أن يتعلم ترتيبه عند الانتهاء، وتركه بصورة أفضل مما كان عليها.
*ملاحظة من"سيدتي وطفلك": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.