يرحب معظم الآباء بوضع أطفالهم بالحضانة لأسباب مختلفة؛ كخطوة أولى لتنمية مهارات جديدة لديهم، وتمهيداً لدمجهم في مجتمعات الدراسة لاحقاً، فنجد الآباء ينشغلون بحوارات كثيرة مع أصحاب التجارب السابقة في هذا المجال؛ فيسألون حول العمر المناسب لالتحاق الطفل بالحضانة، وكيفية تأهيل الطفل للحضانة من الناحية النفسية. وتفاصيل أخرى حول الحضانة المناسبة و نوع الوجبات التي تقدم للطفل، وصولاً للتعرف إلى أسلوب المعلمين وموظفي الحضانة في التعامل مع طفلهم. "سيدتي" التقت الاختصاصية الاجتماعية الدكتورة سامية أمير للشرح والتوضيح.
مهارات يحتاجها الطفل قبل الالتحاق بالحضانة
يحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل الحضانة إلى رعاية وتواصل جيد، والسعي لمشاركتهم في مختلف الفعاليات والأنشطة الأسرية.
- أهمّ هذه المهارات هي القدرة على التّواصل مع الآخرين، ومن خلال هذه المهارة يصبح الطفل قادراً على التعبير عن نفسه وعن احتياجاته.
- أن يتم تعزيز اللغة لدى الطفل، وسيلته الأساسية التي سيستخدمها في عملية التواصل مع المعلمة، أو مع الأطفال المتواجدين بالحضانة.
- أن يتعلم الطفل احترام الآخرين وحسن الإنصات إليهم عندما يتكلمون، وعدم التلفظ أمامهم بما لا يليق وقت الغضب أو حالة الرفض.
- العمر المناسب لإلحاق الطفل بالحضانة عامين وما فوق، ولا يجب أن يقل عمر الطفل عن سنة عند تركه في الحضانة.
- السنوات الأولى من عمر الطفل تسمى بسنوات التعلق، وهي التي تساعد الطفل على تكوين علاقات سوية منضبطة مع المحيطين به.
- يُعرف هذا بالتعلق الإيجابي الذي يعود عليه بالأمان، ويعطيه الإحساس بأن العالم مكان آمن.
تهيئة الطفل نفسياً للذهاب للحضانة
إن عقل الطفل يتكون خلال أول 7 سنوات من عمره، وتؤثر المشكلات النفسية على وصلاته العقلية وتكوين دماغه؛ ما يجعل لديه استعداداً للاكتئاب والقلق الدائم، أويصبح شخصأً خجولاً وعصبياً لاحقاً، ومن الإجراءات التي تؤهل الطفل قبل الالتحاق بالحضانة هي:
- إبعاد الطفل قليلاً عنكِ.
- التحدث بإقناع مع طفلكِ.
- زيارة الحضانة-رياض الأطفال- برفقة طفلكِ لساعات.
- شراء هدية لطفلكِ.
- التعرف إلى انطباعات طفلك الأولية.
- مرافقة طفلكِ في أول أيام الحضانة.
- التعامل بحكمة مع طفلكِ بعد العودة من الحضانة.
- الذهاب معه يومياً للحضانة.
- ويمكن الحضور مع الطفل لمدة ساعتين ثم ساعة، وتقل مدة الحضور تدريجياً.
- الانتظار خارج الحضانة في الأيام الأولى لبعض الوقت، وعدم تركه بمفرده.
- قول كلمات مطمئنة للطفل عند وداعه.
ما رايك التعرف على وسائل تعليمية عن فصل الشتاء لرياض الأطفال
طرق فصل الطفل عن المحيط المنزلي وتكيفه مع الحضانة
الاستيقاظ الهادىء
من الضروري أن يمهد الآباء للطفل مسألة ذهابه إلى الحضانة، وإخباره أنه سيذهب إلى الحضانة بعد أيام قليلة ليلتقي بمعلمه وأطفال آخرين؛ حتى يلعبوا سوياً ويقضوا وقتاً ممتعاً.
لابد أن يكون الاستيقاظ بشكل هادىء، حتى يتمكن الطفل من معرفة الوجهة التي سوف يذهب إليها، و في حال ذهب الطفل على عجلة من أمره إلى الحضانة، كما أن ضغط الوالدين سينتقل إلى الطفل وسيشعر بالقلق منذ اللحظة الأولى.
لا ينبغي على الأولياء أن يقولوا لطفلهم يوم الذهاب إلى الحضانة "سوف نأخذك إلى المدرسة غداً؛ حتى تكون مع أطفال آخرين"، ولا بد أن يكون الاستيقاظ في وقت مناسب.
لا تطيلي الوداع
يجدر بالوالدين تقبيل الطفل عند الوصول إلى الحضانة وتذكيره دائماً بهذه العبارات: "سوف نأتي إليك بعد فترة من الوقت، حتى تتمكن من إخبارنا بالوقت الممتع الذي قضيته"؛ هذه الطريقة جيّدة لأنها تؤكد للطفل أنه سيرى والديه مجدداً.
أوصليه وحدك
أفضل الخيارات أن يذهب الوالدان فقط برفقة الطفل إلى الحضانة، أو حتى أحدهما، حتى لا تطول لحظات الوداع وتمر المسألة بسلاسة، لأن اصطحاب الجدّين أو بعض الأقارب سيطيل لحظة الوداع.
لا تبكي أمام طفلكِ
بكاء الآباء أمام أطفالهم في الحضانة، يولد شعوراً بالخوف وعدم الثقة لديهم، لأن هذا التصرف سيجعل الأبناء يفهمون أنهم سيواجهون أوقاتاً صعبة فيها.
مغادرة سريعة وسؤال لاحق
يجب على الأولياء ألا يطيلوا لحظات تقبيل أبنائهم والتحدث معهم ساعة أخذهم من الحضانة، بل ينبغي أن تكون لحظات سريعة، يمتلك أولياء الأمور جدول أعمال يمكنهم من خلاله رؤية كل ما قام به الطفل خلال اليوم، والتواصل مع إدارة الحضانة في حال وجود استفسارات أو شكوك ما.
مهارات سيتعلمها الأطفال من الحضانة
-
الثقة العالية.
-
احترام الآخرين.
-
زيادة التركيز لدى الطفل.
-
قدرة الطفل على الإبداع والتطور.
-
إتقان مهارة النطق بشكل ممتاز.
-
التعاون والمشاركة مع الأطفال في مختلف الأنشطة.
سلبيات الحضانة
احتمالية انتقال بعض الأمراض للأطفال، يقل ارتباط الأطفال بوالديهم، وقد يتعلمون بعض السلوكيات الخاطئة من الأطفال الآخرين ويقلدونها، فالأطفال يكونون أكثر عرضة لحب تقليد الآخرين
نصائح لموظفي الحضانات ومعلميها للتعامل مع الطفل
-
معاملة الطفل بإحسان وحنان ولطف كمعاملة الأمهات.
-
أن يكون الموظفون قدوة حسنة للأطفال، عن طريق تجنب شتم الأطفال بالألفاظ النابية والسوقية.
-
الإجابة عن أسئلة الطفل، من دون الصراخ عليه؛ كي لا يصاب الطفل بالخوف والذعر، فيتسبب له بعقدة نفسية و عدم الكلام.
-
أن تكون عينا المعلمة على الأطفال، فلا تنشغل باهتماماتها الشخصية، مع الحرص على استقبال الأطفال بابتسامة.
-
تعويد الأطفال على غسل الأيدي قبل الإقبال على وجبة الإفطار، وأن تقوم هي بذلك قبل الأطفال، لكي تكون القدوة لهم فيقلدونها.
-
أنّ تجعل الأطفال يشاهدون برامج الأطفال التعليمية ذات القيمة، مع استخدام الألعاب التي يفضلها الأطفال والقيام بمراقبتهم خلال اللعب.
-
أن تقوم الحضانة بمراعاة الأجواء المناخية، بأن تطلب من الأهالي عدم إحضار الأطفال حالة ارتفاع الحرارة أو انخفاضها؛ حفاظاً على صحتهم.
-
ألاّ تقوم بإخراج أي طفل من الحضانة دون أن تقوم بتسليمه لولي أمره، سواء كان الأم أو الأب أو من ينوب عنهما.
علامات تشير لوجوب تغيير الحضانة
دخول الطفل لأول مرة إلى الحضانة مسألة غالباً ما تثير قلق الوالدين اللذين سوف يبتعدان لأول مرة عن طفلهما؛ ليتركاه بين أيدي أشخاص لا يعرفونهم حتى إن كانوا محترفين، لذلك ينبغي على الأولياء والأطفال التكيّف مع التغيير الذي يرافق هذه المرحلة.
إن الحس السليم يعد في غالبية الأحيان هو الأسلوب الناجح لتجاوز هذه المرحلة، ولهذا ينبغي أن يهتم الآباء بالعديد من الجوانب لجعل هذه التجربة أو المرحلة غير مؤلمة بقدر الإمكان.
ولتحقيق هذا هناك عدة علامات تبدو على سلوك الطفل، تظهر أن الطفل غير مرتاح في الحضانة، ويحتاج الأمر تغييرها على الفور، مثل:
-
البكاء طوال الوقت.
-
لا يريد الذهاب إلى الحضانة ويرفضها.
-
أصبح سلوكه عدوانياً وعنيفاً.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.