أجمل قصص الأساطير للأطفال: من عمر 7 - 11سنة

صورة أجمل قصص الأساطير
أم تقرأ لأطفالها

ينجذب الأطفال كثيراً لسماع قصص الأساطير اليونانية، والرومانية، التي تحتوي على الكثير من مشاهد التشويق والسحر والخيال، وهذه القصص قد تطول بحيث لا يمكن قراءتها كلها قبل النوم، لذلك يمكنك التوقف عند مقطع، ليتذكر طفلك في الليلة القادمة أين وصلت في رواية القصة.

قضية البئر المسحورة

الملك الروماني الشجاع هرقل


فتح الملك الشجاع الروماني هرقل "وكالة هرقل للتحقيقات"، وقد انتشر الخبر، في جميع أرجاء البلاد؛ حيث استطاع هرقل حل العديد من المشاكل، ويُحكَى أنه كان يحصل على أجره ذهباً ليحل به العديد من المشاكل الأخرى، أو طعاماً، ومؤخراً حصل على معطف مطرز بشكل جميل يحمل عبارة "وكالة هرقل للتحقيقات" المطرزة بشكل ملون على الظهر، كان هو الأجر المفضل لديه حتى الآن.
بدأت القصة عندما دخل القرية ساحر قوي وطيب يرتدي زي مزارع عادي، منهك ومغطى بالغبار، برفقة زوجته الحامل والعصبية، ليأخذ قسطاً من الراحة، وكان بين الحين والآخر يحاول إخفاء وجهه كي لا يتعرف عليه أحد، فطلب من فلاح بجانب البئر أن يعطيه شربة ماء، ومن هنا بدأت الحكاية.
وضع الفلاح المتعب دلوه في البئر وأخرج للساحر المتخفي ماءً قذراً يميل لونه للاخضرار، وحتى لا يكون الساحر وقحاً جرب الماء، ولدهشته كان بارداً وحلواً ولذيذاً، فسأل الفلاح: "هل كل آباركم هكذا؟".
فرد الفلاح: "هذه فقط؛ حيث نتناوب على حراستها هذه المياه الرائعة، وقد جاء دوري اليوم لحراسة البئر".
فرد الساحر: "زوجتي حامل، وهي غاضبة جداً، هل يمكنني أن آخذ شربة من هذا الماء الرائع فربما تسبب لها السعادة، هل يمكنني أن آخذ القليل منه معي؟".
فرد الفلاح: "قليلاً فقط، علينا أن نكون حذرين، هذه هي المياه الوحيدة من هذا النوع في العالم، ولا يوجد منها الكثير".
أومأ الساحر برأسه، ومد يده إلى معطفه المترب وأخرج زجاجة لم تكن موجودة قبل لحظة، وملأها من الدلو، ثم لوَّح بيده فوق البئر، ولدهشة الفلاح الذي يراقب البئر، ارتفعت مياه البئر إلى أعلى البئر تقريباً، وابتسم الساحر الطيب قائلاً: "هذا من شأنه أن يجعل الأمر أسهل بالنسبة لك"، ثم ابتعد، بعد أن قال للفلاح: "شكراً مرة أخرى على الماء"، ثم اختفى عن الأنظار.

هل تهتمين باختيار أفضل الكتب التي يحبها الأطفال؟
 

فوران البئر

ظهور فقاعات على سطح الماء


بعد فترة سمع الفلاح صوتاً غريباً يخرج من البئر، ظهرت فقاعات على سطح الماء، وبدأت البئر تتدفق مراراً وتكراراً، على طول الممر وكأنها تتبع الرجل المترب، الذي كان في الحقيقة ساحراً متنكراً، فصرخ الفلاح وركض ليخبر القرويين، الذين لم يكونوا بحاجة إلى أن يُخبرهم؛ لأن الماء وصل إلى وسط قريتهم، حتى أن كان الشارع الرئيسي قد تحول بسرعة إلى نهر من الماء البارد الحلو اللذيذ، بينما الماء لا يزال يرتفع في البئر.
فصاح أحدهم: "لا بد أن نلجأ لوكالة هرقل للتحقيقات لنتبين حقيقة ما يحصل"، وهنا سمع هرقل بالخبر، وجاء مسرعاً، وسأل الفلاحين: "أنتم لا تعرفون مَن هو الرجل؟"، فقال الفلاح الذي كان يراقب البئر: "كان مترباً ومتسخاً ويبدو أنه يحتاج إلى شربة ماء وقال إن زوجته حامل، وكان لديه زجاجة ملأها، أخذها معه عندما غادر، هذا كل ما أعرفه".
فصاح القرويون، "هذا مخالف للقواعد، هذه المياه مخصصة للقرية فقط، كيف يمكنك أن تكون غبياً إلى هذا الحد؟ الآن سيخبر جميع القرى المجاورة بسر البئر".
رفع هرقل يده وقال: "توقفوا جميعاً، توقفوا، أنتم تصرخون على رجل لأنه طيب القلب، عيب عليكم، الآن اسكتوا قليلاً ودعوني أفكر"، فكر هرقل في كل السحرة الذين يعرفهم، وخطر بباله واحد منهم يدعى "ديونيسوس"، وقال بصوت خافت وهو يضع يده على ذقته: "ربما يكون ديونيسوس".
ساحر العصائر والكوميديا، فتوجه إليه هرقل وسأله بتنهيدة: "هل قمت مؤخراً بسحر بئر قريتنا؟".
فضحك ديونيسوس، وقال: "إنه لذيذ وقد أحبته زوجتي أريادن، كنت أعلم أنها ستحبه، لذلك عليّ أن أعود وأحضر المزيد"، كانت أريادن، زوجة ديونيسوس، هي الأميرة أريادن، ابنة ملك كريت.
فشرح هرقل لساحر العصائر الكوميدي: "البئر تفيض، إنها تتدفق إلى القرية وتلتقط الأوساخ والقمامة، ولن تكون لذيذة بعد فترة، كما أن القرية تغرق في الماء، القذر الذي لا طعم له. أياً كان ما فعلته، فقد جئت إليك لتلغي سحرك، وتعيد الماء إلى البئر كما كانت".
فهز ديونيسوس كتفيه وقال: "لا أعرف كيف أغير ذلك، ولا أستطيع مساعدتك، آسف".

أمفيتريت ملكة البحر

أمفيتريت ملكة البحر


لجأ هرقل إلى أمفيتريت، ملكة البحر، التي تستطيع التحكم بإعادة توجيه أي مياه -الأنهار والجداول ومياه الآبار- من مكان إلى آخر، فقد كانت ملكة البحر التي لا تعجز عن القيام بشيء، ونقول في سر الأطفال إنها كانت تلاحق هرقل لتزوجه إحدى بناتها شريطة أن تلقي عليه سحرها ليتمكن التنفس والعيش تحت الماء، لكنه بعد هذا لن يتمكن أبداً من المشي على الأرض مرة أخرى، لكن هرقل رفض طلبها أكثر من مرة، وهي لا زالت تكرر المحاولة.
فقرر هرقل أن يتوسط عند الساحر بوسيدون، زوج أمفيتريت، وتنهد هرقل بصوت عالٍ، وصاح في السماء: "أرجو من أحد أن يخبر الساحر بوسيدون أنني أحتاج إليه"، فانتقل صوت هرقل مع الريح إلى السماء ووصل إلى جبل الأوليمب، وظهر بوسيدون في دوامة من الماء، تناثرت فوق هرقل، فغمرته بالكامل.
صاح الساحر بوسيدون بصوت كالرعد: "من هناك"
فمسح هرقل عينيه من الماء، ثم أخبر بوسيدون بالقصة، فرد بوسيدون: أتعلم أن طلبك سيكلفك الكثير، فأومأ هرقل برأسه، وقال: "أعلم ذلك، ولكنني وعدت القرويين بإنهاء المشكلة".
وافقت أمفيتريت، بعد وساطة زوجها على طلب هرقل، وأعطته التعويذة التي تعيد الماء إلى مكانه في البئر، فدخل هرقل إلى القرية، حيث كان الماء يصل إلى رقبته تقريباً بينما القرويون كانوا يتمسكون بخوف بأسقف منازلهم المصنوعة من القش، لكن عندما ألقى هرقل التعويذة، تراجع الماء حتى دخل إلى البئر أخيراً.
ولكن لسوء الحظ، عندما تم رفع الدلو، اكتشف القرويون أن مياههم الثمينة تحولت إلى عصير حلو، فاصطفوا حتى بلغوا مدى البصر تقريباً، متلهفين لتذوق مياه البئر الجديدة، المياه التي تحولت إلى عصير نظيف وبارد ولذيذ.
ثم عاد هرقل إلى منزله ملوحاً بيده إلى أهل القرية الممتنين، وعلق معطفه الذي جرفه الماء حتى يجف، وسجل القضية باسم قضية البئر المسحورة.
سمع هرقل لاحقاً أن تعويذة تحويل الماء إلى عصير لم تدم سوى فترة قصيرة، لكن القرويين لم يمانعوا في ذلك، لقد أحبوا مياههم الباردة الحلوة السابقة، ولم يعاودوا شكواهم إلى وكالة هرقل للمباحث، فيما عادت أمفيتريت لتدق باب هرقل، وتلاحقه كي يتزوج بابنتها تحت ماء البحر.
أجمل قصص الأساطير للأطفال بين عمر 7 – 9 سنوات